مداخلة
مقدمة من المدرسة
رئيفة المسلم*
المؤتمر
الفرعي لنقابة المعلمين بالرقة4/5/ 2004
السيد
رئيس الجلسة الموقر
السادة
الأعضاء المحترمون
السادة
الضيوف الأعزاء
تحية
العروبة والمقاومة
قبل
آن أبدأ مداخلتي السنوية لابد لي من
إرسال التحية الكلامية التي لا أملك
غيرها الى المقاومة البطلة الممتدة من
أسوار القدس "ارض الرباط" الى
الفلوجة و النجف الأشرف , وأقول لهم لا
خيار لنا سوى المقاومة , انتم تصونون
العرض والأرض , وغيركم يتفرج كيف تغتصب
نساء
العراق في أبو غريب , انتم تدمون مقلة
أمريكا المتعجرفة برصاصكم , ونحن
ندميها بكلامنا , انتم من يستحق التحية
والحياة , فلكم مني تحية عذبة, عذوبة
الفرات
أعزائي
الزملاء :
لقد
أضحى الحديث عن الوضع المادي للمعلم
ممجوجاً , بالرغم من أهمية الأمر
كونه مرتكز العطاء , الجائع لا يعطي
, ولا يفكر ,
ولايبني .
في عام 1958 كان
الراتب لا يتجاوز 158 ل س في عام 1970 كان
راتب المعلم ما يقارب350 ل س يعيش منها
حياة كريمة ويوفر مبلغا من المال
ويمتلك كافة وسائل الترفيه التي كانت
في ذلك الوقت , , الآن يصل إلى الثمانية
آلاف , لكن من خلال إجراء مقارنة بسيطة
بين المراحل الثلاثة نجد أن المعلم
حاليا لا يكفيه الراتب عشرة أيام من
الشهر , قديما
كان المعلم يتابع تلاميذه مساءً و
صباحا ً, أما اليوم عليه متابعة مصادر
رزقه وقوت أبنائه والتفكير بهم
وبمستقبلهم , ازداد عدد المدارس نعم !
ازدادت أعداد المتعلمون نعم ! ولكن
ازداد الجهل ايضا ؟ دول العالم بدأت
تحتفل بانتهاء الأمية ,و نحن في هذه
المحافظة ازدادت نسبة الأمية , خارج
المدرسة , والأخطر من ذلك أنها ازدادت
لمن هم داخل المدرسة , المعلم الذي لا
يعرف الإملاء أمي , مدرس الرياضيات
الذي لا يدرك
القواعد البسيطة أمي , التلميذ
في الصف الخامس والذي ولا يستطيع
كتابة اسمه أمي , اخبرني أحد
القدماء في مهنة التعليم قائلاً : لقد
كنت أفاخر بقية المعلمين انني اعلم بصف
لا يوجد فيه طالب واحد لايستطيع كتابة
اسمه أو أي جملة غيبا " 1965 " , كما
اخبرني أحد المعلمين في إحدى المدارس
حاليا أي عام 2004 أن عدد التلاميذ في صفه
43 تلميذ في الصف الرابع الابتدائي خمسة
منهم لا يستطيعون كتابة الاسم الثلاثي
بالشكل الصحيح 25 منهم لا يحفظون
جدول الضرب , 20 طالب لا يحفظون أحرف اللغة
العربية , 30 طالبا لا يرتبون الأحرف
بشكلها الصحيح
( ملاحظة المدرسة داخل المدينة
وهذا المثال يشمل أغلبية مدارس
المدينة وكذلك القطر العربي السوري).
أعزائي
الحضور :
إن
التغيير لابد أن يبدأ من أعلى السلم
, تلك حقيقة , وبالتالي علينا أن
نبدأ بوزارة التربية من الأعلى الى
الأسفل , الكل يعرف كيف يتم اختيار وزير
التربية ولا حاجة للشرح , أي إن التعيين
بالوزارة استنادا الى قرار سياسي , لن
ادخل في تفصيلات وزارة التربية
وانعكاسها على الواقع التعليمي في
القطر كافة وفي المحافظة خاصة , لكن
سأورد لكم المثال التالي : منذ شهور
ليست بالبعيدة قرر وزير التربية زيارة
المدينة فتم الاتصال مع عدد من مد راء
المدارس لتهيئة مدارسهم لكي يزورها
السيد الوزير , وهنا لابد أن نسأل : كيف
تهيأ المدرسة الفلانية
أو المركز الفلاني ؟ " تنظف , يجهز
التلاميذ , الكادر التعليمي جاهزاً
للإجابة , كل شيء تمام ولا بالأحلام ,
لكن مع الأسف الشديد , زار السيد الوزير
المدينة ولم يشاهد المدارس المهيأة
!!!!!!!!!!!!!! وهنا لابد من طرح السؤال : هكذا
يراقب السيد الوزير عمل المدارس ؟
عندما نهيأ المدرسة نضحك على من ؟ الم
نضحك على أنفسنا ؟!!!!!!!!
مدير
التربية في المحافظة معين بقرار سياسي
ايضاً , لم نعد نشاهد ذلك المدير الذي
يصل المدرسة في الريف أو المدينة قبل
بدء الدوام , لم نعد نشاهد المفتش
المرافق للمدير يدخل فجأة الى أحد
الصفوف ليشاهد العمل التربوي الميداني
, هذا الأمر انعكس بشكل مباشر على
الأدنى من السيد المدير , بشكل متوالي ,
همه الأساسي لكي يحافظ على المنصب
إرضاء أصحاب القرار في تعينه لأن
المعيار هو إرضاء هؤلاء وليس الكفاءة ,
وبالتالي أدى هذا الأمر الى اختلال
التوازن وعكس المعايير مثلا مدير
مدرسة من المدارس وجه له عدد من
الاتهامات من تزوير نتائج وغيرها قبل
أن يصبح مديرا لأكبر مدرسة في هذه
المحافظة, وبالتالي عليه المحافظة على
هذا المركز من خلال إرضاء أصحاب القرار
, مدير المدرسة , وموجه المدرسة , وموجه
المادة , ومدير التربية , يجب أن
يتجاوزوا القانون على حساب تعليم
التلاميذ , للمحافظة على الكراسي
, واليكم بعض
الأمثلة على اختراق القانون وهو غيض من
فيض :
-
نساء
أغلبية مسؤلي المحافظة من ضباط أمن
وقيادات حزبية وكبار الإداريين
مفرغات بأعمال
شكلية ووهمية ولا يحضرّن إلى المدارس
سوى أيام معدودة على أصابع اليد في كل
العام "
اتصل أحد المد راء بمدير التربية يخبره
أن فلانه لم تلتحق بالدوام ماذا يفعل
قال له بالحرف الواحد
اتركها " وتركها عاما كامل , تقبض
راتبا مع التعويضات , وتحسب معلمة على
المحافظة , ولا تلتحق بالدوام , "الأجهزة
الرقابية في التربية تعرف الأسماء
بالتفصيل
"
-
يتم
تعيين عدد من المعلمين داخل المدينة
بنفس سنة التخرج أو العام الذي يليه
لأنه مدعوم من فرع الحزب أو من الشعبة
أو من الضابط الفلاني " تحتوي
المدينة على عشرين معلم خريجي عام 2001و2002
و2003 خلافا للقانون", فكيف تكون حال
أقرانهم من المعلمين الذين يذهبون
مئات الكيلومترات يوميا ؟ كما يتم
تعيين فلان من الناس وكيلا في القرية
الفلانية ويفك من العمل ابن القرية
ذاتها , لأن الأول مدعوم من المسؤول
الفلاني ولو من خارج القرية وابن
القرية ليس لديه دعم , "مثال قرية أبو
كبره" .
-
تم
تعيين عدد من الشبان حديثي التخرج
موجهين في مدارس للإناث وكذلك العكس
.
-
أصبحت
هناك وظائف معروفة للمرفهين و أصحاب
الذوات من مسؤلي المحافظة على حساب
التعليم , منها , معاون ثان للمدير ,
أمين سر , معاون أمين سر , أمين مكتبة ,
معاون أمين مكتبة , أمين مخبر , معاون
أمين مخبر , أمين سر حاسوب , إضافة إلى
وظائف أخرى واليكم هذه الإحصائية
الدقيقة : 92 معاون مدير , 94 أمين مكتبة ,
18 معاون أمين مكتبة , 39 أمين مخبر , 12
معاون أمين مخبر , 83 أمين سر , 26 معاون
أمين سر , 29 أمين سر حاسب , 74 معلم احتياط
, 354 مدير مفرغ , المجموع 821 فقط ثمان
مائة وواحد وعشرين معلم
-
معلمين
تحت التصرف " وتعني هذه الكلمة أن
المعلم يقبض راتب ولا يعلم " العدد 439
معلم منهم 185 في الحرس القومي وهنا
أتساءل أين الحرس القومي ؟ 23 أمين سر
إلزامي , 3 إدارة محلية
..............
-
عدد
معلمي المحافظة 5545 منهم 3372 معلم صف
والباقي إداريين وتحت التصرف أي 2173 لا
يعملون في التعليم أي النسبة تعادل 40%
من المعلمين مفرغين بقرارات سياسية
واعتبارات شخصية ,
تلك النسبة توصلنا إلى نسبة علمية
متقاربة تماما معها 35% من التلاميذ لا
يجيدون الكتابة بشكل صحيح , 40% من معلمي
الرياضيات ليس باستطاعتهم حل مسائل
الكتاب للصف الذي يدرسونه ويتم إعطاء
التلاميذ معلومة خاطئة
.
-
هناك
عدد من المعلمين والمدرسين يتقاضون
رواتب ومقيدين معلمين ومدرسين ولا
يداومون نهائيا أو الدوام شبه شكلي , تم
منحهم هذه الميزة كونهم كانوا أعضاء
قيادة في الحزب أو في الإدارات وأكثرهم
تم الاستغناء عنهم بعد أن فاحت رائحة
الفساد من جيوبهم , نسأل : ماهي حصانتهم
التي منحتهم مزية تقاضي الراتب
وعدم الدوام ؟
-
هناك
عدد من المدارس تم الاستيلاء عليها من
قبل أجهزة الأمن والحزب لتصبح مقرات ,
ويترك أبناء المدينة في صفوف مكتضة على
سبيل المثال :" مدرسة خديجة الكبرى
اصحب مقرا لشعبة الحزب بالرغم من
تاريخها العلمي للمحافظة " , فرع
الشبيبة يحتل مدرسة , أمن الدولة تحتل
مدرسة , شعبة حوض الفرات تحتل بناء
الروضة , مديرية التربية ذاتها تحتل
بناء مدرسة , ............ المطلوب , إخلاء
هذه المدارس وبدون
تأخير تداركاً لما هو أعظم.
قد
يتساءل أحدكم تلك سلبيات وما الحل ؟
أقول يجب أن نرفع الوصاية الأمنية
والحزبية عن التعليم , ونضع الرجل
المناسب علمياً وادارياً في المكان
المناسب وليس حزبياً , مع الملاحظة إن
كامل هذا الجهاز من مدراء
تربية ومدراء مدارس وموجهين
وغيرهم لا يوجد بينهم حيادي واحد لعدم
أحقيته وان كان يحمل الدكتوراه ويتقن
لغات العالم ولديه نزاهة الأنبياء , لا
لسبب سوى لكونه غير منتمٍ لصفوف حزب
البعث أو الجبهة الموالية له،ومن خلال
ذلك تكون المتابعة جدية ومباشرة من
أعلى السلم إلى أسفله أي من الوزير إلي
معلم الصف الذي يجب أن نبدأ بإعداده من
جديد وبأن هناك من هو متابع لعمله
وتوقع دخول الموجه إلى أي حصة
درسيه (رسم
،موسيقى ، رياضة) حتى هذه المواد باتت
كغيرها درس فراغ أو الانصراف ولاسيما
مع وجو د مساعدي مدرسين متخصصين لهذه
المواد وتأتي اللوائح التوجيهية صورة
واحدة لكل المعلمين.
زملائي:
اختتم مداخلتي بأبيات من الشعر (لشاعر
الحب والوطن نزار قباني) علها تفسر ما
يجول في نفسي:
أصدقاءَ
الحروف ..لا تعذلوني
إن
تفجرتُ .. أيها الأصدقاء.
إنني
أخزنُ الرعود َ بصدري
مثلما
يخزنُ الرعودَ الشتاء
أنا
ما جئت ُ كي أكون َ خطيباً
فبلادي
أضاعها الخُطباء ..
إنني
رافضٌ زماني وعصري
ومن
الرفضِ تولدُ الأشياء
أصدقائي.
حكيتُ ما ليس يُحكى
وشفيعي
... طفولتي والنقاء
و
شكراً لكم على حسن استماعكم واعتذر عن
الإطالة
*مدرسة
محاسبة / المعهد التجاري بالرقة - سوريا
----------------------------
ملاحظات
:
تجاوز
الحضور مئتي شخص
الردود
كانت في اطار الحوار ما عدا امين فرع
حزب البعث كان متوترا وانفعاليا
ومتهجما
|
|