مشاركات
محمود
طفل يسقط شهيدا
شهادتي
هذه فقط لأربعة أيام أمضيتها في مكان
انبعاثى للحياة ، رفح
رفح
: مقاومة وليوث في ليل القصف ونهارا
مهاجرا وشهداء يوارون ثرى الأرض
الطاهرة
بقلم
/ ناهض منصور
الأربعاء
19 – 5 – 5004م شهر
مايو ، الشهر الذي بعثت به للحياة ، في
هذا اليوم تلقيت اتصالا من أخي محمد
أثناء ذهابي لعملي في إذاعة صوت العمال
في تمام الثالثة والنصف عصرا ، مضمونة
التالي :.
-
ألو أنا محمد
-
نعم محمد ما الجديد في المدينة.
محمود
ابن عمك طارق استشهد اليوم أثناء قصف
طائرات الآباتشى الحربية الصهيونية
للمسيرة السلمية التي كانت ذاهبة لحي
تل السلطان لنصرة المدنيين المحاصرين
من قبل الاحتلال الصهيوني .
الله
يتغمده برحمته ، ساكون في المدينة إذا
كانت الطريق سالمة ولا يوجد إغلاق
لحاجز أبو هولي من قبل الاحتلال
الصهيوني.
محمد
: أعتقد أن
طريق خان يونس – رفح مغلقة ، يجب أن
تتخذ طريق إلتفافيه " أي الترابية
"
إن
شاء الله .
أخبرت
زميلي شفيق المدير المناوب في الفترة
المسائية بهذا الخبر و قلت له بأنني
سأذهب الآن إلي البيت حيث العزاء،
وتلقيت تعزية الزملاء المتواجدين .
الساحة
: موقف السيارات الأجرة التي تنقلق إلي
باقي أرجاء مدن وقري محافظات غزة بكل
ألمها المحاصر من المحتل الصهيوني ،
حيث جنود الموت وطائرات الآباتشى
ودبابات الميركافاه
في كل مكان منتشرين كصراصير الليل .
هل
يوجد سيارات ذاهبة الآن إلي مدينة رفح .
سائق
كث الحاجب بصوت أجش : لا رفح مغلقة
الجنود المحتلون يهدمون البيوت
ويطلقون الرصاص على كل شيء يتحرك هناك
، فقط بإمكانك أن تنزل في موقف سيارات
خان يونس.
-
حسنا ، موافق .
الطريق
البحري جميل ، وحركة المصطافين خفيفة
على الشاطئ ، هناك في البعيد أطفال
بعمر الشهيد محمود يلهون ولا يدركون
ماذا يخبئ لهم القدر ، خاصة أن الزورق
الحربي الصهيوني يطلق النيران على
زوارق الصيد الفلسطينية في كل وقت ويصب
هذا الرصاص أيضا مصطافى الشاطئ ، فيا
تري من هو الطفل القادم الذي سيلتحق
بمحمود ؟ !….
للحظات
عدت بذاكرتي إلى حيث صور الشهداء التي
تم بثها على شاشات التلفزة لقصف
المسيرة السلمية ، ودققت النظر على أكف
المسعفون ، فرأيت الطفل محمود والدماء
تغطي نصف وجه ، فأيقنت أن شظايا صواريخ
الآباتشى أصابته في نصف وجهه الأيمن
وكذلك رأسه .
اهتزاز
السيارة نظرا لتعرضها لمطب أرضي
أعادني للواقع ، إذ شارفت السيارة أن
تدخل مدينة دير البلح وحركة سكانها
الذين يمتلئون عزما على مواصلة البقاء
رغم تجريف الأراضي المستمر من قبل
بلدوزارات الاحتلال الصهيوني
لأراضيهم .
وصلنا
لمشارف حاجز أبو هولي ، أو مصيدة
الحياة والموت ، الانتظار حسب مزاج
الجندي الصهيوني المرتزق ، لأنه ربما
يكون قادم من روسيا أو بولندا لا اعرف
تحديدا ، ليحتل الأرض الفلسطينية ،
فهذا الجندي القاتل لا يهمه ساعات
الانتظار الطويلة التي يمكن أن تقضيها
بالسيارة سواء تحت حرارة الشمس
الملتهبة أو برد الشتاء ، وربما فقط
تنتظر بضع دقائق ، لكي تدخل هذا الحاجز
بعد أن تضيء الإشارة الضوئية لك باللون
الأخضر لتسير فقط لمدة دقيقة واحدة وهي
التي تفصلك عن الموت لتخرج للحياة ،
ولكن ربما تقع فريسة سهلة بين فكي
الكماشة الصهيونية للإعتقال أو
الاحتجاز أيضا لساعات ويتم تفتيشك
وتتعرض للإهانات وإطلاق النار المتعمد
من الجنود الصهاينة .
تنفست
الصعداء بخروجي من حاجز الموت سالما ،
ففي مشارف خان بونس ، صمت يلف المدينة
المتشحة بالحزن ، الوجوه العابسة
الغاضبة تخبرك بأن هناك في رفح مجازر
ترتكب وخراب مناف لكافة القيم
والمواثيق وحقوق الإنسان ، أي شيء لا
يقبله الضمير الإنساني .
كان
يجب عليّ الذهاب إلي حيث منزل الخال
إبراهيم ، حيث عمتي لكي تذهب معي لتودع
ابن أخاها ، في السيارة كانا خمسة زوجة
خالي وأولادها الاثنين وأنا وعمتي
التي كانت تحمل طفلها الصغير الذي ،
الذي لم أسمع بكائه كأنه يخبرني بأنه
يدرك أن رصاص الموت الصهيوني أودى
بحياة صغير آخر ، لذلك كنا سته أرواح
وليس خمسه.
سائق
السيارة ، أخبرني بأنه سيذهب بنا إلي
طريق إلتفافية ترابية ، لأن الدبابات
الصهيونية تغلق الطريق الرئيسي حتى
تعزل مدينة رفح عن خان يونس وذلك لمنع
وصول أي نوع من الإمدادات سواء كانت
طبية أو غذائية وكذلك وصول إمداد من
المقاومة الفلسطينية للمدينة.
طويلة
ووعرة هي الطرق الإلتفافية ، وحينما
وصلنا إلي النقطة الفاصلة التي تقف
عندها دبابات الميركافاه الصهيونية
بإمكانك أن تري الدمار والخراب الذي حل
بالأرضي الزراعية للمواطنين المدنيين
الأبرياء ، فقط نصف متر هو عرض الأسفلت
الذي يجب أن تقطعه لتكون على المداخل
الإلتفافية لمدينة رفح .
وكانت
الطريق في هذا اليوم موفقة ، وانطلق
بنا السيارة صوب رفح ،
بإمكانك أن تستمع إلي أزيز الرصاص
بكل وضوح كلما اقترب من مخيمات
اللاجئين لمدينة رفح وأصوات
الانفجارات التي تطلقها المدفعية
الصهيونية وصواريخ الآباتشى وأبواق
سيارات الإسعاف التي لم تألو جهدا في
نقل الجرحى وجثث الشهداء رغم تعرضها
بشكل دائم لإطلاق النيران المتعمد من
الاحتلال الصهيوني ، لكنها تثبت
جدارتها وتقدم الخدمات الطبية ، على
الرغم من عدم وجود مكان خال لجريح أو في
ثلاجات الموتى ، الذي يتم وضع بعضهم في
ثلاجات الزهور .
رفح
، تعيد الذاكرة لمجازر صبرا وشاتيلا
وتل الزعتر ودير ياسين وكفر قاسم ، نحن
الآن في أول مدخل " مخيم الشابورة
للاجئين "
، حيث يقبع بيت عزاء الطفل الشهيد
محمود طارق منصور ، المزين بالرايات
وشعارات المجد للشهداء …
الساعة
تدخل على السابعة والنصف وآذان المغرب
يرتفع مع صوت الرصاص الصهيوني ، الذهاب
إلي مسجد العودة خطر جدا ، كون الجنود
الصهاينة المتمركزون على بوابة صلاح
الدين يطلقون رصاص بنادقهم ذات الصنع
الأمريكي بشكل عشوائي على المدنيين ،
فصلينا المغرب في مسجد الأبرار وسط
مخيم الشابورة ….
المعزون
يبدؤون بالتوافد على بيت العزاء ،
والشباب يوزعون التمر ويتناقلون
فناجين القهوة من معز لآخر ، وصوت
مكبرات الصوت أحيانا يصدح بنشيد
إسلامي أو قرآن وتعزية من إحدى الفصائل
الفلسطينية … الأخبار تؤكد بان حي تل
السلطان لا يزال محاصرا وهناك توغل صوب
أحياء مخيم البرازيل وحي السلام ،
بخلاف التحرك للمدرعات الصهيونية على
طول الشريط الحدودي الفاصل عن جمهورية
مصر العربية والذي بات يعرف الآن بمحور
" فلادليفيا " وطائرات الآباتشى
لا تزال تحلق في أجواء المدينة
بالإضافة إلي طائرات الرصد أو الرادار
التي تعرف باسم " الزنانة " ، بعد
صلاه العشاء في مسجد الأبرار خبر عاجل
يؤكد أن التوغل لأحياء البرازيل
والسلام بلغ ذروته ، حيث بدأت دبابات
الميركافاة باقتحام قلب المخيم
وتساندها طائرات الآباتشي بإطلاق
الصواريخ على المدنيين وهدم للمنازل
دون سبب يذكر …
في
العاشرة ليلا الشوارع بدأت تخلو من
المارة ، فقط رجال المقاومة هنا وهناك
، من ينصب لغما ومجموعة تتخذ من
الشوارع الفرعية حصنا لها ،، ولا تزال
طائرات الآباتشي ومدفعية الميركافاة
تدك البيوت والمخيم بآلتها الإرهابية
، وتروع الآمنين الأبرياء من أبناء
مدينة رفح في أحياء تل السلطان وحي
السلام والبرازيل …
حتى
آذان الفجر كانت الأجواء التي تسود
مدينة رفح متوترة ، فقط تسمع قصف
الآباتشي والمدفعية الصهيونية
ومقاومة باسلة لكنها غير متكافئة في
العتاد وربانية في تسديد ضربتها للعدو
الصهيوني المحتل .
صباح
الخميس 20 – 5 اليوم الثاني في رفح
المحاصرة ، يوم الجنازة ، الوضع على
كما هو ، في الواحدة والنصف تخرج
ثمانية جثامين لشهداء المسيرة المدنية
السلمية ، كما في الذهاب للمسجد النعوش
تركض مسرعا صوب الجنة ، أكثر من سبعة
آلاف مشيع أول النعوش توارى في ثري
مقبرة الشهداء القديمة والمشيعون لا
يزالون يسيرون صوب المقبرة.
في
الرابعة عصرا من ثاني أيام شهادتي
لأحداث رفح ، أربعة صواريخ تطلقها
طائرات الآباتشى وأنا انظر إليها لأن
الطائرات كانت تقف فوق بيت العزاء
لتصيب بعض شباب المقاومة في حي
البرازيل حسبما ذكرت وسائل الإعلام ،،
وكالات الأنباء تتوافد والسؤال الأحمق
الذي يتم ترديده ماذا تشعر وأنت بهذا
الموقف ، صحافية يابانية وقفت تائهة
أمام حشد الأطفال المعزين ، وسألت ماذا
يفعل كل هؤلاء الأطفال ، المترجمة
تخبرها بأنهم من أصدقاء الطفل الشهيد.
أحيانا
تجد نفسك تائها ، لا تعرف ماذا بمقدورك
فعله ، هل أنت عاجز حقا ، أم الأحداث
التي تفرض نفسها اكبر من إمكانياتك ،
فأثناء اتصالي للاطمئنان على بعض
أقاربي في حي تل السلطان ، فقط تسمع
نداء استغاثة وبكاء ، هدموا العمارة ،
أطلقوا النار على خزانات الماء ، قطعوا
التيار الكهربائي ، يقتحمون البيوت
علينا ، يطلبون من الشباب الخروج لساحة
المدرسة ، يطلقون النار على من يخرج ،
مكبرات الصوت تطالبهم بالخروج ، رجل
يرفع راية بيضاء يطلقون النار عليه ،
التجمع في ساحة المدرسة ، باصات تحضر
لإعتقال من خرج تحت تهديد السلاح ،
اكثر من مائتي شاب تم تحميلهم في
الباصات ، معصوبي الأعين والأيدي ،
ويتعرضون للتنكيل والضرب ، بصورة
مهينة منافية لحقوق الإنسان .
شاب
يخبرني ، بان أعداد كبيرة من الجرحى لا
يستطيعون تلقي الإسعافات وبعضهم ملقي
في الشوارع العامة ، وكذلك جثث لشهداء
لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول لها
نتيجة تعرضها لإطلاق النار من الجنود
الصهاينة بصورة متعمدة .
الوضع
الإنساني يزداد تفاقما ، ما تبقي من
مواد غذائية نفذ ولا يوجد إمدادات
غذائية تأتى لحي السلطان المنكوب ،
خطوط المياه أيضا تم قطعها ، امرأة
أقسمت لي بأنها شرب الماء من " دورة
المياه " أي سيفون الحمام ، وأخري
تبكي لأن أطفالها بحاجة لعلاج وطعام
ولا تستطيع الخروج من المنزل لأن قناصة
صهاينة يعتلون سطح منزلها بعد أن تم
تجميع كافة أفراد الأسرة في غرفتين
منفصلتين ، ورجل يصرخ ويقول يوجد خمسة
جرحي وجثمان شهيد في بيته ، أبلغوا
الصليب الأحمر للتدخل لكي ينقلهم
للمشفى ،، كل هذه النداءات وصرخات
الاستغاثة تبخرت وذهبت أدراج الرياح ،
لأن صوت المدفعية الصهيونية غلبت على
صراخ المدنيين الفلسطينيين الأبرياء
في حي تل السلطان المنكوب برفح .
يحل
ليل رفح ، و أصوات الآباتشي ترتفع اكثر
، والمدفعية الصهيونية تضرب بكل قوتها
الإرهابية ، رجال المقاومة المحاصرون
في تل السلطان يطالبون بإمداد من رجال
المقاومة المتواجدون في خارج الحي ،
على المحور وبوابة صلاح الدين تبادل
غير متكافئ لإطلاق النار أسمعه بكل
وضوح على الرغم أن المسافة التي تبعد
بيت العزاء كيلوا ونصف فقط ، ورغم ذلك
تشاهد لمعان الرصاص ، وضوء قذيفة
المدفعية وصوتها أثناء الانفجار …
الثالثة
فجرا من يوم الجمعة 21 – 5 الصهاينة
يقتحمون حي السلام والبرازيل ويهدمون
العشرات من المنازل ، شباك الأباجور في
غرفتي يهتز ليفتح على مصرعيه ويصفق
بقوة ، قذائف المدفعية أصابها جنون
تعطشها للدماء وهدم البيوت ، لم تهدأ لعشرة دقائق متواصلة
وتساندها طائرات الموت من السماء ،
يزداد التوغل ، حتى حديقة الحيوان
الوحيدة في قطاع غزة ، تيار الكهرباء
يقطع حتى الساعة الحادية عشر ظهرا ،
يهدمون سور الحديقة وتفر الحيوانات من
جحيم الموت الصهيوني ، زرافة يطلق
النار عليها وأخري تهرب تجاه المخيم ،
الأفاعي يلقي بهاء الجنود على البيوت
لترويع سكانها ، القردة تهرب للتعلق
بأشجار " الكينيا الشاهقة "
فتلاحقها رصاصات الآباتشي لتصرعها ،
طيور الكناري و غيرها بقدرة الله كلها
تتجمع فوق قبور الشهداء وجدران
المقبرة الشرقية ، الجنون والتعطش
الصهيوني للدماء الفلسطينية وقتل
الحيوانات وتجريف الأراضي الزراعية
بلغ في هذه الليلة ذروته .
أثناء
تأديتي لصلاة الجمعة في مسجد العودة
بعد أن كان الوضع قلق لكن ليس بصورة
خطرة ، تم إحضار ثمانية جثامين أخرى من
شهداء الحصار ، للصلاة عليهم ، خطيب
المسجد الشيخ حسن جابر يترحم على
الشهداء ويدعوا بالرحمة للأحياء
والأموات ،، مكبرات الصوت تصدع من جديد
على باب المسجد أكثر من عشرة آلاف مشيع
هتفوا بصوت واحد الله أكبر والموت
لإسرائيل والنصر لرفح ، شعرت بأن جدران
المسجد ترتج خشوعا لعظمة الشهداء ،
وهتافات الجماهير الغاضبة المشيعة ،
التي تلبي نداء الله والأرض بالمزيد من
توديع شهدائها ووهبهم لأنفسهم في سبيل
استرداد عزة المسلمين والمواطن العربي
عامة والفلسطيني خاصة .
طعام
الغذاء يحضر في الثالثة عصرا ، لجنة
إغاثة منكوبي رفح ، تكلفت بتوزيع
الطعام على بيوت العزاء ، مصور قناة
الجزيرة الفضائية جاء لإعداد تقريره ،
ووجه لي سؤال ماذا تقول في القمة
العربية التي ستعقد غدا وبماذا
تناشدها ، ضحكت وقلت له أي قمة التي
تتحدث عنها وهي عاجزة عن فعل شيء لذلك
لا اطلبها بشيء حتى لا أثقل عليهم
بمطالبي.
حتى
يوم السبت 22 – 5 هناك زيادة في عدد
الشهداء وخاصة الأطفال منهم ، ثلاجات
الموتى في مشفى أبو يوسف النجار لا
يوجد بها متسع ، آخر رقم سمعته بأن عدد
الشهداء بلغ أربعة وخمسون شهيدا
والمئات من الجرحى و تشريد عائلات ليس
لها رقم بعد من منازلها ، ليقيموا في
مدرستي الخنساء الابتدائية
والإعدادية " ب" للاجئين ، أطفال
لا يزالون نيام في صفوف الدراسة ، فتاة
جامعية تحمل بيدها كتابها الدراسي
وتقول رغم هجرتنا الثانية فلا نزال
ندرس ونتمسك بالعلم لأنه السلاح الذي
نحارب به بجانب البندقية ، رجل مسن
يقول : لا أشكو لغير الله نكبتي .
الأحداث
مؤلمة كل يوم ، يحيي شقيق الشهيد محمود
الأكبر أحضر لي ورقه ونصها التالي :-
بسم
الله الرحمن الرحيم
"
ولا تحسبن الذي قتلوا في سبل الله
أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "
صدق الله العظيم.
الحمد
لله القائل " والذين جاهدوا فينا
لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين
"
إخواني
المجاهدين : أوصيكم بتقوى الله عز وجل
أولا ، أوصيكم بأن لا تتركوا السلاح،
فيه عزتكم وكرامتكم وسبيلكم ، أوصيكم
بالصلاة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم
قال " العهد الذي بينا وبينهم الصلاة
، فمن تركها فقد كفر " أرجو من أهلي
وأصدقائي عد البكاء لأنني أنا الذي
اخترت هذه الطريق ، طريق الشهادة وطريق
الجنة إلي الله عزوجل .
أوصيكم
أن تكون جنازتي على طريق الإيمان بالله
عزوجل وأن تتبناني حركة الجهاد
الإسلامي في فلسطين.
وأخيرا
أبعث بتحياتي إلي أصدقائي في المدرسة
وفي مسجد العودة وكافة الأجنحة
العسكرة المجاهدة في فلسطين وفي الحي
وكل الجيران .
أخوكم
الشهيد في الله : محمود طارق منصور ،
أبو حذيفة .
كانت
تلك وصية الطفل الشهيد التي وزعت في
عرسه ، تلك صورة مصغرة جدا لأحداث رفح ،
لا يمكن التصور طبيعة الأحداث هناك ،
البيوت التي سويت بالتراب ، الأراضي
الزراعية التي جرفت والشهداء الذين
يعبقون برائحة أجسادهم العطرة برائحة
المسك أجواء المدينة ، رفح ، مكان
انبعاثي للحياة ، تلك كانت شهادتي بها
حيث سقط محمود طفل شهيد وستبقي رفح
مقاومة وليوث في ليل القصف ونهارا
مهاجرا وشهداء يوارون ثري الأرض
الطاهرة .
انتهت
ناهض
منصور
|