آخر تحديث يوم السبت 14 - 06 - 2003م

.....

      مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

المعركة تبدأ الأن

أيمن الشريدى

هزيمة نظام إقليمي مهما بلغت قوته مثل النظام العراقي ليس أسرا خارقا أو صادما كما تحاول وسائل الأعلام العربية أن توحي من خلال برامجها وحواراتها التي تبثها وتنشرها بكثافة منذ ما سمي سقوط بغداد....

فالمنطق الموضوعي والعقل القياسي كلاهما يقودان إلي نفس النتيجة التى تقول أن هزيمة الجيوش النظامية الصغيرة التى تعتمد على قوة ذاتية ليس لها  عمق شعبي جماهيري .. قضية مفروغ منها خصوصا إذا كانت المواجهة مع آلة عسكرية إمبراطورية جبارة كالتي تملكها الولايات المتحدة .. ومن هنا فإننا لا نقول من باب العزاء لأنفسنا أن من هزم هو جيش النظام وليس شعب العراق الذي لم يكن طرفا في المعركة أصلا وما كان يعنيه الذي جرى إلا من ناحية تأثيره المباشر  على شؤون حياته اليومية التى تأذت قبل و أثناء وبعد العدوان على أرضه و العالم بأجمعه شهد ذلك من خلال الصور الصحفية والمتلفزة التى نقلت معاناة أطفال و نساء و شيوخ العراق دون أن يحرك أحد ساكناً واليوم بعدما أصبحت المواجهة مباشرة وجها لوجه بين المواطن العراقي الغلبان المقيد بسلاسل إلى أرضه ووطنه ستعرف قوات التحالف عدوها الحقيقي الذي لا يهزم لمجرد سقوط رمز أو خيانة قائد فرقة أولواء.... وهاهي دلائل المواجهة الحقيقية على أرض العراق بدأت تتتابع من خلال ما نسمعه عن عمليات فدائية محدودة تحصل في هذه المنطقة أو تلك....

أن المرحلة الأصعب أمام قوات التحالف تبدأ عند تطور هذه العمليات المتفرقة وانتظامها في منهجية مقاومة قابلة للانتقال إلي مستويات نوعية أخطر وأكثر فاعلية بيد أن التهديد الأكبر يتمثل في إحتمال  أتساع رقعة العمليات وإختلاط المسارات بعضها ببعض نتيجة للأجواء المعادية والمستفزة التى يشيعها واقع وجود قوات إحتلال في المنطقة ....

 وعلى هذا فإن الأجراء الوحيد الذي يمكن أن يجنب الجميع إحتمال إنفجار من هذا النوع أن تعجل قوات التحالف المحتلة بانسحابها في أقرب وقت وقبل أن يتحول وجودها إلى عبأ مزدوج على دولها وعلى دول المنطقة التى بدأت تشهد واقعاً أمنيا و سياسيا لم تعرفه في السابق بسبب ما رتبه احتلال العراق من عوامل إثارة وشحن لمشاعر الشارع وقواه الكامنة .

14/06/2003