مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
إيران
في الميزان
مصعب الصغير
استمر موقف إيران في تعاملها
مع الحالة العراقية بنوع من عدم الوضوح
و الإرتباك أو ما يمكن تسميته " مأزق
الخيارات المتناقضة " حيث رغبت في
البداية التخلص من نظام صدام حسين إلا
أن تحقيق هذا الهدف على يد الولايات
المتحدة و خارج إطار الشرعية الدولية
شكل في حقيقة الأمر مخاطر أكبر على
الأمن القومي الإيراني ، كما أن
إعلانها الوقوف على الحياد من الحرب
على العراق شكل عائقاً لإيجاد أي موطئ
قدم لها في عراق ما بعد الحرب (هذا إن تم
إستبعاد وجود صفقة) تخص شيعة العراق
المعارضة في إيران و تقويضها
لحساب الولايات المتحدة ، ظاهر
الأمر أنه تحقق لإيران عدة مكاسب جراء
إختفاء نظام صدام حسين تمثل ذلك في
سقوط أحد المنافسين الإقليميين الذين
يشكلون سداً منيعاً أمام محاولاتها
الدؤوبة تدعيم نفوذها في
منطقة الخليج العربي و الأمر الآخر
هو إنتفاء وجود مصدر تهديد دائم لها
كما يعني أيضاً وحسب التصور الإيراني
زوال أحد الأنظمة العلمانية المناوئة
لأيديولوجية النظام الإيراني مما يفسح
المجال أمامها للتواصل مع شيعة العراق
الذين يشكلون حوالي 60% من سكان العراق و
لكن في الواقع العملي فإن جميع هذه
المكاسب تبدو ممكنة من الناحية
النظرية فقط على ضوء الإحتلال
الأمريكي للعراق وما تخطط له الولايات
المتحدة عبر إبقاء قواتها متمركزة في
المنطقة وهو ما يشكل خطورة عملية في
وجود تهديد مباشر نحو إيران و ما يضاعف
من خطورته أيضاً أن الولايات المتحدة
شنت الحرب دون إعتبار لمشروعيتها و هو
ما يمتد ليهدد نفوذ إيران الإقليمي كما
أن (مرجعية النجف الأشرف) سوف تزدهر على
حساب (مرجعية قم) الإيرانية
التي ستفقد مكانتها كمرجعية أولى
للشيعة في العالم .
إن ما ستسفر عنه التطورات
القادمة في المنطقة و ما ستعلن عنه
إيران من سياسات رهن ببوادر الرغبة
الأمريكية بإستهداف إيران و هي
رغبة على ما يبدو مؤجلة إلى حين ... ربما
إذا ما تم إنتخاب الرئيس الأمريكي
لولاية ثانية.
و تبقى مسألة التخلي عن
الثوابت و المبادئ شأن متروك للتاريخ
أن يجيب على حلوله المنطقية فهل أحسنت
إيران التصرف ؟!
13/07/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|