السر في التفاصيل الصغيرة
الأسباب
الحقيقية للحرب على العراق
(6)
منظمة
أصولية مسيحية مثيرة للجدل
تستعد
لدخول العراق
سارعت
أكبر منظمة أصولية للبروتستانت في
الولايات المتحدة، إلى الانتقال إلى
الحدود (العراقية ـ الأردنية) مع بدء
الهجوم الأمريكي على العراق منتظرة (الإشارة
الخضراء) لدخول الأراضي العراقية.
معلومات
أدلت بها مصادر مطلعة بأن هذه المنظمة
المتشددة، التي تدعى القديس (مارتن
بورس) قابعة على الحدود تنتظر فرصة
دخول العراق، وأن زعيمها الراهب (فرنكلين
غراهام) أكد ذلك الأسبوع الماضي في
تصريح له على شبكة الإنترنت التابعة
للمنظمة في أمريكا. وغراهام،
هو الشخصية الدينية المثيرة للجدل في
أوساط المسلمين وحتى المسيحيين
المعتدلين الذين يرون بأنه رجل دين
متعصب لما صدر منه من شتم وقدح في
الإسلام والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر
(أيلول) الماضي.
ولم يكن سهلاً على (الشرق الأوسط)
العثور عليهم، وجاءت الصعوبة، في
تكتم هؤلاء عن صبغتهم الدينية وعدم
إبرازها خلال زيارتهم.
وبالتعاون
مع زميل في صحيفة نرويجية تمكنت (الشرق
الأوسط) من الحديث مع متحدث من
المجموعة الموجودة في الأردن
والاستفسار منه عن مهمة الفريق.
وقال
إيفان غيسبريشت، كندي الجنسية، أن
الفريق يتكون من 7 أشخاص، وأنه يرفض
التعليق ولا التطرق إلى مواقف زعيم
الحركة غراهام فرنكلين. الحركة التي
تضم 16 مليوناً من الأتباع عبر الولايات
المتحدة وخارجها.
وأضاف
(أن المؤسسة تملك حالياً مخزناً لها في
عمان وحولت إليه جزءاً كبيراً من
المعدات والسلع الخيرية التي تريد
الدخول بها إلى العراق وتوزيعها على
سكان المدن والأرياف). واختلطت أوراق
القديس (مارتن بورس) عليها بمجرد فشل
الجيش الأمريكي في إسقاط النظام
العراقي خلال 24 ساعة، أو خطط إطعامها
اللاجئين العراقيين في المخيمات
الخالية.
ورد
إيفان، لدى سؤاله، إن كان بحوزته أي (رسالة
مسيحية) فقال (إننا
مؤسسة مسيحية ولا نسعى إلى تغطية هذه
الحقيقة، لكن العمل في دولة إسلامية
ليس سهلاً وليست لدينا سياسة تبشير في
العراق ولا حتى في حوزتنا إنجيل، ولا
أي مادة دينية)
!!
وتابع
إيفان قائلاً (نعلم
أنه توجد في العراق طائفة مسيحية
كبيرة، وسيكون لنا معها، ربما، تعاون
في المستقبل).
وأشار، من منطلق محاولة إبرازه لدور
مؤسسته، إلى أنها ليست المرة الأولى
التي تعمل فيها القديس (مارتن بورس) في
دول العالم الإسلامي وقال: (لقد
دشنا قبل أسبوع فقط مجمعاُ في إحدى
المدن الأفغانية لعمل وترقية دور
المرأة الأفغانية في المجتمع).
وأضاف
معلقاً على الفترة المتوقع أن يمكثها
في الأردن قبل العودة إلى بلاده: (نحن
هنا منذ 10 أيام، وسأغادر شخصياً اليوم،
كي أعود مجدداً بعد 10 أيام، ووجهتنا هي
العراق ولا يوجد تاريخ محدد للمغادرة
إذ أننا ننتظر الدخول).
وأضاف
(أما الآن فنقوم باستئجار الشاحنات
التي ستحمل السلع التي اشترينا بعضها
في السوق المحلية، كما نقوم بإجراء
مقابلات مع متحدثين باللغة العربية
لمساعدتنا في مهمتنا وأيضاً مع
مترجمين).
ـ يبدو
أنكم تلقون (كمؤسسة خيرية) مشاكل مع
السلطات العراقية في إيصال مساعداتكم
الإنسانية. ما هو السبب في اعتقادكم،
خصوصاً أن العراق متعاون مع منظمات
إنسانية أخرى ؟
ـ
ما فهمناه أن المساعدات تنقل عن طريق
القنوات المحلية وهي الهلال الأحمر
الأردني أو المنظمات التابعة للأمم
المتحدة. ولا أعتقد أن هناك العديد من
المنظمات الخيرية الخاصة التي بدأت
تعمل هناك.
ـ أشارت
المصادر التي تقلت خبر وجودكم في
الأردن، إلى وجود منظمة أصولية مسيحية
متشددة أخرى، هل لديكم علم بمكان
وجودها ؟
ـ
لا لست أدري.
ـ لا، هي
موجودة، لكني نسيت اسمها ؟
ـ
أتذكر، تتحدثين عن (ذا ساذرن بابتيست
كونفنشن) ؟
ـ نعم،
هي هذه، أين هم في عمان هل أنتم على
اتصال بهم ؟
ـ
لست أدري إن كانوا هنا أم لا.
ـ ألا
تخشى من ردة الفعل، إن انكشفت هويتكم
على الملأ ؟
ـ
نحن هنا لمساعدتهم (العراقيين)، وهذا
تعبير عن ممارستنا لديننا.
ـ هل (الإشارة
الخضراء) التي أشرتم إليها آنفاً،
لدخول العراق ستأتي من بوش أو رامسفيلد
؟
ـ
لا توجد لدينا أي علاقة رسمية مع
الحكومة ولا مع الجيش الأمريكي.
علاقاتنا تقتصر على بعض الجوانب غير
الأساسية كالعمل مع بعض مؤسسات الدولة
العاملة في مجال التنمية.
ـ من
يساعدكم في عمان ؟
ـ
لقد عملنا لسنوات هنا كمؤسسة خيرية،
وهذا ما سمح بأن يكون اليوم هنا من
يساعدنا، لكن لا علاقة ولا هياكل لنا
في العراق، ولذا سيتكون التجربة جديدة
علينا.
ـ لكن هل
أنت متفائل في الحصول على تأشيرات
للعراق ؟
ـ
لا، أنا جد متفائل. وهذا جانب من عمل
فريقنا. ومباشرة لدى وصولنا سواء إلى
بغداد أو البصرة أو غيرها سيكون
بإمكاننا إطعام 10 آلاف شخص أو أكثر
يومياً. وستكون هناك فرق متنقلة، في كل
مرة تفتح فيها جبهة سيرسل فريق إليها.
وقالت
المؤسسة عبر شبكتها على الإنترنت إنها
خصصت ما يعادل 250 ألف دولار لمساعدات
عاجلة في العراق.
عن
الشرق الأوسط ـ بتصرف ـ
|