آخر تحديث يوم الأربعاء 26 - 03 - 2003م

.....

أبناء الشهباء

 جذورنا في الموصل تقصف

برق الشرق ـ خاص

حلب ـ فراس الحمداني

إحساس مفعم بالغضب واليأس والإحباط، وعي مخذول، وعجز يولد شعوراً بالهوان، فاللامبالاة. اعتداد بالذات موروث ومطموس، تنجدل خصوصية (الأنا) السورية مع خصوصية الشقيق (العراقي)، لتسرح بعيداً في التاريخ، حيث تتعانق (الشهباء) مع (الموصل) بفرادة كما يقول طالب الآداب (م . س)، يسرح بعيداً ليتذكر الفتى الحمداني الذي جاء من هناك إلى هنا، من الموصل إلى حلب، ليواجه جيش الأخلاط الذي يشبه الجيش الغازي اليوم للعراق ذلك الجيش الذي قال فيه المتنبي:

تجمع فيه كل لسن وأمة      فما يفهم الحداث إلا التراجم

والفتى الحمداني الذي تصدى لذاك الجيش في وقفته المشهورة:

وقفت وما في الموت شك لواقف      كأنك في جفن الردى وهو نائم

يؤكد طالب الآداب (م . س) عندما أرى القصف على شاشات التلفزيون أحس وقعه على نفسي، ربما القصف المعنوي اكثر إيلاماً من القصف المادي. ثم تغرورق عيناه.

س: لماذا لا تتظاهر للتعبير عن الغضب ؟!

اسمع لنترك التظاهر للشعب الأمريكي وللشعب البريطاني، ولشعوب العالم الأخرى.. نحن هنا في قلب الحدث نحن في بؤرة المعركة. ونريد أن نكون فاعلين.

كيف ؟

هذا السؤال لا أجيب عنه أنا. لا يجيب عنه الأفراد، الجواب عند القيادة.

أي قيادة تقصد ؟

ـ  قيادة البلد ـ الحكومة ـ قيادة الحزب، لا بد لأحد أن يتدخل ليوظف جهودنا في الدفاع عن العراق.. لقد خذلونا.

من ؟

ـ يجيب بنظرة مغضبة، ثم ينصرف.

الحاج محمد.. تاجر في (المدينة).

س: ما رأيك فيما يجري ؟ يجيب بعبارات عجلة: (جايينا الدور..) (جايينا الدور..) (كلهم جاييهم الدور..)!!

كيف تنظر إلى هذه الحرب ؟

ـ في الأيام الماضية كان الرجال يتحركون من العراق إلى الشام إلى فلسطين.. ذهب فريق من أبناء حلب إلى العراق للمشاركة في ثورة الكيلاني، ذهب القسام إلى فلسطين للثورة ضد الإنكليز واليهود. كان الناس يحسون أنهم أمة واحدة.. والآن مات هذا الإحساس.

كيف مات ؟

مات... مات، كم مرة جاء الجيش العراقي إلى سورية ليقف إلى جانب الجيش السوري !! العراق عنده خطباء وعنده شعراء، العراق ليس بحاجة إلى خطب هو بحاجة إلى سلاح وإلى رجال إلى دعم وتأييد فعلي.

(ليلى... مهندسة قطاع عام)

هل تتابعين الأخبار ؟

من بعيد ؟! لماذا من بعيد، لأنني غير قادرة على أن أعيش المهانة بالصوت والصورة.

ولكن العراقيين أيضاً يصنعون البطولات !!

لا أستطيع أن أخدع نفسي فميزان القوى واضح..

هل أنت بائسة إلى هذا الحد..

اسمع الأمريكان يظنون أن معركتهم ستنتهي بانتهاء النظام في العراق، أولاً أنا أدعو الله أن لا يحقق لهم هذه الأمنية، وأرجو ألا تحسبني على النظام هناك. فأنا حقيقة لا أنتمي إلى أي نظام عربي.. ولكنني أريد أن أقول لأمريكا إن المرحلة الأصعب والأطول في معركتها هي التي ستكون بعد سقوط النظام..!!

ألا تريدين أن تفعلي شيئاً لدعم العراق ؟

ماذا يمكنني أن أفعل ؟! كل مواطن في هذا القطر يريد أن يجد قناة للفعل ولكن كيف ؟ سؤال حائر، تجعلنا نبتعد عن المتابعة لئلا (نطق) من القهر.