بسم الله
الرحمن الرحيم
نداء من مركز
الشرق العربي
في
ذكرى الجلاء
يا
أبناء شعبنا العربي السوري ..
في
هذا الصباح المبارك
، الذي كان حلماً ثم صار، بعزيمة
المجاهدين ، عيداً وطنياً ، نزف التجلة
و الإكبار إلى الرجال الأوائل الذين
جاهدوا لتكون سورية دولة حرة مستقلة
ذات سيادة ، إلى الرجال الذين ضفروا
الجديلة الوطنية ، التي خاضت معركة
الوطن حتى وضعته على عتبات مشروعه
النهضوي في ظل دولة الحرية والاستقلال
.
ونزف
التهنئة إلى شعبنا العربي السوري ،
ونحن نراقب ظروفاً خطيرة : أنياباً
زرقاً ومخالب حادة، تستعد للانقضاض
عليه وتمزيقه، لعرقلة مشروعه النهضوي
، والحجر على دوره الإسلامي والعربي ،
وإخضاعه إلى دوائر الهيمنة والسيطرة
ليكون تابعاً في مدارات الآخرين ، وهو
الدور الذي طالما جاهد أبناؤه مجتمعين
لمقاومته ورفضه ، سواءً يوم كان تحت
عنوان الانتداب ، أو يوم عرض في صيغة
الأحلاف المربية التي رفضها شعبنا بكل
أحزابه وقواه .
يا
أبناء شعبنا العربي السوري ..
في
ظلال هذه الذكرى الوطنية الجليلة ،
التي نستعيد في هذه الظروف جلالها
وروعتها ورونقها ، كما نستعيد أجواءها
ومقتضاياتها والصدقَ الذي تجلى في
موقف أبنائها ، والتجرد الذي صاحب
جهادهم، والحب والاخاء والتسامح
والتعالي على الصغائر ورفض جميع أشكال
الصراعات البينية الذي وحد موقفهم ورص
صفهم ، وجمعهم تحت راية العمل الوطني ،
الذي وضع مواجهة الآخر هدفاً وحيداً
وأسمى بين عينيه .
نتقدم
مع جميع القوى الحيّة والمخلصة في
وطننا بندائنا هذا لإعادة اللحمة ، ورص
الصف الوطني ، لمواجهة المشروع
الخارجي (الصهيوني –الأمريكي ) الذي لا
يستهدف فريقاً منا دون فريق ، ولا
مجموعة دون مجموعة ، فما يجري على أرض
فلسطين وما يجري على ارض العراق من
بغداد الأعظمية إلى بغداد الكاظمية،
ومن الفلوجة إلى النجف إلى كربلاء إلى
الموصل يؤكد أننا جميعاً مستهدفون ..ولا
يستطيع أن يتجاوز هذه الحقيقة إلا
مكابر أو معاند ..
وإذا
كان العدو يتفوق علينا بقدراته
المادية عدده وعتاده ، فإننا نتفوق
عليه بقوة الحق الذي نملك ، وبوحدة
الموقف الذي يمكننا
أن ننجز . إن التطلع إلى المستقبل ،
والعمل من أجله في ظل الظرف الذي نتحدث
عنه ، يتطلب نفوساً كبيرة تستطيع
الخروج من شرانق الماضي ، ومن منحنى
المحنة ، والتسامي على الجراح ..فلا
يمكن لشعبنا أن يعيش أسير أحداث مرت
منذ ربع قرن، عمقت فيها خنادق القطيعة
، وتبودلت الأخطاء .
أن
اللحظة التي نعيش والمستقبل المشرّف
الذي نتطلع إليه يقتضي البدء في
الإعداد للمشروع الوطني الموحد الذي
يحمل عبء الممانعة وهم مشروع النهوض في
وقت معاً .
إننا
في هذا اليوم الوطني ونحن ندرك موقعنا
الوطني والقومي في قلب الحدث ، ودور
مجتمعنا العربي السوري
وقدراته ، لنطلق دعوتنا في هذا
اليوم لإعلان التأسيس عن مشروع وطني
موحد للانطلاق إلى المستقبل الذي حلم
به المجاهدون الشرفاء ، وضحى من أجله
الشهداء الاطهار .
|