مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
وزراء
خارجية العرب نفذوا تعليمات واشنطن
ياسر
محمود ـ بيروت
بعد كل الفشل الذي منيت به الإدارة الأمريكية في العراق
بدءا من تورطها الكارثي في تلك الدولة
والذي عصف بأرواح
المئات من أبنائها على أيدي المقاومة
العراقية التي استقبلت الغزاة بالرصاص
والقنابل الحارقة وليس كما كان يشاع
بالورود والرياحين وانتهاء بفشلها في
العثور على أي نوع من أسلحة الدمار
الشامل التي كان يتم الادعاء
بان العراق يمتلكها قبل الحرب ولم
يتم العثور على أي اثر لها , وبين هذا
وذاك فقدانها لمصداقية الصدق في
الادعاءات التي كانت تسوقها ليس ضد
العراق فقط بل ضد ما خالفها الرأي
والقول وكل من لم يدعم سياساتها
الرعناء تجاه شعوب العالم .
بعند
كل هذا .. ونتيجة لتصاعد المقاومة
العراقية ضد الغزاة الأمريكان
والإنجليز في بلاد العراق ورفض اغلب
دول العالم المشاركة فيما تقترحه
الإدارة الأمريكية وتحاول تطبيقه في
مستقبل الأيام لاستقدام قوات دولية
متعددة الجنسيات للقيام بمهمة فرض
الأمن حسب زعمها داخل مدن العراق , جاء
اجتماع وزراء الخارجية العرب في
القاهرة قبل يومين
ليزيح جزءا من الهم
عن قلب الإدارة الأمريكية
باستقباله لما سمي بوزير الخارجية
العراقي المعين من قبل
قوات الاحتلال في محاولة مكشوفة
ومستهجنة عربيا ودوليا لإضفاء الشرعية
على الحكومة التي عينتها قوات
الاحتلال تحت زعم القيام بإدارة شئون
العراق وهي الحكومة التي رفض الشعب
العراقي منذ اللحظة الأولى وعبر علنا
عن سخطه على كل من شارك فيها أو انتمى
إليها لسبب بسيط وهو أنها حكومة تم
فرضها تحت حراب قوات الغزو , وليس لها
من مهمة معروفة ومحددة سوى إضفاء
الشرعية على احتلال العراق وتواجد
قوات الاحتلال الغازية على أرضه
واعطائها صك غفران لكل ما ارتكبته
وترتكبه تجاه الشعب العراقي من قتل
وتدمير واعتقالات بالجملة لأبناء
العراق وممارسة أقصى صنوف الامتهان
والإذلال تجاه العراقيين رجالا ونساء
وأطفالا وشيوخا .
وجاء اجتماع وزراء الخارجية
العرب بتعليمات مباشرة من واشنطن
وبطلب محدد وهو القبول بمشاركة الوفد
العراقي في تلك الاجتماعات ليكون
ممثلا رسميا للحكومة التي تم تنصيبها
في العراق رغم علم جميع وزراء خارجية
العرب برفض الشعب العراقي لتلك
الحكومة ولكل رموزها ورفضه لأي قرار قد
يصدر عنها لأنه يعرف مسبقا إضافة الى
خلفيات اختيار أعضاء تلك الحكومة
العميلة ان كافة القرارات التي ستصدر
عنها ـ ان صدرت ـ هي قرارات صيغت وكتبت
بأيدي الغزاة العسكريين ووافق عليها
ممثلوهم في العراق ـ برايمر ـ قبل ان
تمرر على أعضاء الحكومة العراقية
المزعومة للإمضاء عليها من باب لزوم
العلم بالشيء .. ليس اكثر.
المضحك المبكي في نفس الوقت
ان وزراء خارجية العرب في الاجتماع
الأخير لهم بالقاهرة وهم يلبون طلب
سادتهم في واشنطن للقبول فورا ودون أية
شروط بمشاركة الوفد العراقي في
الاجتماع صاغوا في نهاية اجتماعاتهم
بيانا لم يحتو على جملة واحدة قد يشتم
منها المطالبة أو حتى الرجاء بسرعة
إنهاء الاحتلال الأجنبي لدولة من
المفترض أنها عضو مؤسس للجامعة
العربية فرض الاحتلال عليها قسرا ودون
مبرر منطقي حقيقي , ولم يشيروا ولو
إشارة عابرة لما ترتكبه قوات الاحتلال
ليلا ونهارا من مجازر واعتقالات
وتهديم في العراق , وعلى العكس من ذلك
احتوى البيان إضافة الى اعترافه بما
يسمّى بمجلس الحكم الذاتي على عشر نقاط
أخرى كلها ترديد لما كانت ولازالت تروج
له الإدارة الأمريكية من مزاعم ضد
النظام السابق .
فهل بعد هذا لازال هناك من لم
يصدق بان العرب قد انهزموا واصبحوا
فعلا أضحوكة
العالم بأسره .
21
/ 09 / 2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|