آخر تحديث يوم الإثنين 26 - 05 - 2003م

.....

وصل إلى مركز الشرق العربي :

حتى لا نبقى نتسول على أبواب الغرب

بشير المغربي

لقد أصبح الإقتصاد العربي اليوم مجرد كلمة لا تغني ولا تسمن من جوع إذ لا يوجد حتى الآن ما يدل على وجود هذا الإقتصاد الذي إذا قام على أسس وحدوية إقتصادية لأصبحت البلدان العربية في غنى عن هبات وصدقات ومعونات الدول الغربية الرأسمالية وإذا رجعنا إلى المؤتمرات التي أقيمت خلال سنوات خلت والتي أعطت للإقتصاد العربي إهتماماً بالغاً وعملت على تحقيق وحدة إقتصادية أو سوق عربية مشتركة فسوف نجد أن نغمة التشاؤم في هذه المؤتمرات هي الغالبة في نهاية كل جلسة .

فمند أكثر من أربعين عاماً كانت الدعوة جادة لإقامة سوق عربية مشتركة وأصبحت هذه الدعوة التي تعتبر ملحة في وقتنا هذا تتردد في المؤتمرات وتقرأ على الورق فقط دونما أي هدف قد يسهم في تحقيق هذه الوحدة الإقتصادية .

في الوقت الذي يشهد فيه العالم متغيرات جذرية وبدأت الدول النامية تتجمع في تكتلات من أجل حماية إقتصادها ودعم لسياساتها في إطار التفاعل العالمي خاصة في زمن العولمة الذي يجب علينا نحن كعرب أن نشكل فيه قوة إقتصادية تكون فاعلة ومؤثرة بقيام سوق عربية مشتركة وحتى لا تذوب هذه الأمة كما يذوب الملح في الماء .

وإلا كيف سنواجه عالم الغد ونحن مبعثرون تهددنا الأزمات والإنقسامات والخلافات في نظام عالمي أصبح أشبه بالبحر المتلاطم بالأمواج يلتهم فيه (الحوت ) الكبير الصغير خاصة في وجود إقتصاد عالمي تسيطر عليه الدول الرأسمالية .

اليوم وفي هذا الزمن لم يعد للكيانات الصغيرة المتفككة أمل في التقدم إلا بتكوين تجمعات إقتصادية مشتركة تعتمد على الجوار والحدود والمصالح المشتركة وتحقيق ذلك يبدو للبعض مستحيلاً . فلا بد علينا كعرب أن نعمل جميعاً على إقامة سوق عربية مشتركة تحمي إقتصادنا العربي وتحرر حاجاتنا من الدول الرأسمالية حتى نضمن للأجيال القادمة حياة كريمة وحتى لا نبقى نتسول على أبواب الغرب ونُستعمر من جديد بسبب الحاجة .