في
مثل هذا اليوم
يـوم
النكبـة .. عائـدون
الخامس
عشر من أيار.. ربما يود البعض أن يمحوه
عن الذاكرة، وربما يود آخرون أن عنوان (حدث
في مثل هذا اليوم) ما كان. بعض الناس
يسكتون في هذا اليوم خوفاً، وآخرون
يسكتون سياسة، فريق ثالث تبلغ به
الصفاقة فيشارك في الاحتفاء بالكيان
الذي قام بعد أن يدوس بقديمه ليعتلي
أنقاض البناء المهدوم !!
الخامس
عشر من أيار ولا تكاد تسمع في الإعلام
العربي المقروء والمسموع إلا همساً،
ولا غرو فنحن نعيش الحقبة الصهيونية
بكل أبعادها، حتى غدا بعض الصغار من
بني جلدتنا رغم أنهم على كراسي الحكم
يرفعون التقارير في مواطنيهم الذين
يبكون فلسطين فيه !!
عائدون...
المطمورون
باليأس والقنوط والضعف هم أولئك الذي
يغرقون في أسى لحظة أو عام أو قرن، ولا
يعتبرون بسنن الله الماضية، وحقائق
التاريخ وعبره ومجرياته ومآلاته، هم
ذاك الإنسان الرخو الضعيف الذي يفزع
إلى الانتحار أو الاستسلام عندما
تجابهه أي صدمة في هذه الحياة، بل تراه
حين يدركه الخوف ويدب فيه الفزع يمتطي
قول الأول
ألقى
السقاية كي يخفف رحله
والكأس حتى نعله ألقاها
وعندما
نقول (عائدون) لا نطرح شعاراً
رومانسياً عاطفياً حالماً، وإنما نطرح
نقطة بداية وركيزة صراع وحقيقة يجب ألا
تنسى
(عائدون..)
الكلمة
التي يجب أن يلقنها الجد إلى الحفيد
حقيقة ناصعة وأن يسلمه معها مفتاح
البيت وكوجان الأرض. وأن ترضعها الأم
لطفلها مع قطرة الحليب الأولى،
والوصية التي يجب أن ينقلها الجيل إلى
الجيل.
(عائدون..)
الحقيقة
التي لا يجوز أن يغيبها زبد المجادلين،
ولا سفسطات السياسيين، ولا تحجبها
مغريات الحياة ولا بهارج الأوطان.
وستتقلب
السياسة بأهلها، وسيرتد المكر السيء
على أصحابه حتى يحيق بهم، وسيقرأ طفل
فلسطيني بعد قرن أو قرنين أو قرون لا
يهم، أن غزاة مستكبرين مروا من هنا،
وأنهم دمروا البيت، وقطعوا الشجرة
المباركة، وقتلوا الأم والطفل والشيخ،
وذبحوا في (قبية) و(دير ياسين) و(الخليل)
و(جنين) و(غزة) وحاولوا مدعومين بكل
أساطين الطغيان في العالم أن يبتلعوا
ذرة رمل من شطآن حيفا ويافا وعكا
ولكنهم مروا وآبوا خاسئين. مر (قلب
الأسد) كما مر (بلدوين) و(نابليون) و(شارون
ورابين).
العزيمة
المضاء المتسلحة بضربة مقلاع من يد
متوضئة طهور، أعادت الشريد الغريب إلى
أرضه ليزرع مكان الغرقد الزيتون،
وليعلي نشيد السلام في مدينة السلام
القدس الطهور.
عائدون
حقيقة لا ينبغي أن تكون موضع شك مهما
تقلبت بنا السنون.
|