صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 27 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

سيكولوجية الجندي الأميركي في العراق

د. محمد احمد النابلسي*

المقاتلون في صفوف الإحتلال ليسوا أميركيين فقط ونستطيع تقسيم هؤلاء الى فئات مختلفة تمام الإختلاف في موقفها القتالي ومن الحرب نفسها. وأهم هذه الفئات هي:

1- المتعاقدون مع الجيش الأميركي.

2- الجنود البريطانيون.

3- الجنود المشاركون رمزياً في الحرب.

4- المرتزقة / فضيحة السلفادور ودول اميركية لاتينية أخرى لتجنيد المرتزقة.

5- العراقيون والعرب المقاتلون الى جانب الإئتلاف.

6- الجنود الأميركيون.

هؤلاء الجنود يوصفون في بلادهم على أنهم فرق معدة للإستعراض العسكري وليس للحروب. ومناظرهم جميلة وكاملة التجهيز لكنهم غير مقاتلين. والكلام لجنرالات وكتاب أميركيين.

أما عن العقيدة القتالية لهؤلاء فهي مستمدة من سيطرة مبدأ الرخاء على مجتمعهم وهي بالتالي عقيدة ربح. وهم يظنون بأن الآخرين لا يجرأون على قتلهم أو حتى قتالهم. فإذا ما حدث فهم شديدو الثقة بتفوقهم العسكري التقني. فالمقاتل الاميركي في العراق يسير وهو يحمل معدات بقيمة 30 ألف دولار ليقاتل جائعاً من الفلوجة المحاصرة لا يملك سوى سلاحه الخفيف.

يترسخ جنون العظمة هذا عند الجندي الأميركي عبر تصريحات رسمية قال أحدها لقد خسرنا 70 قتيلاً مقابل 700 فلوجياً !؟. لكن إستمرار مقاومة المظلومين يحول جنون العظمة الى جنون إحتقار للذات وقدراتها. فالجندي الأميركي يريد الهروب من العراق. إذ فوجيء أن الحرب في العراق ليست رحلة صيد لقتل بعض البشر. فقد تحول العراق الى مصيدة لللقتل. وهذا ما عبر عنه حنود أميركيون في مقابلات مع CNN  فما كان من القيادة الأميركية إلا وأن منعت هذه المقابلات.

الجندي الأميركي يتذكر اليوم ما سمعه من روايات عن حرب فيتنام ويتفهم سبب هروب بوش وكبار مسؤوليه من تلك الحرب وهم يريدون بدورهم الهروب.

أما عن المشاكل داخل الجيش الأميركي فبعضها بات معلناً ومعروفاً وبعضها ممكن الإستنتاج من التجارب الأميركية السابقة.

كما أن الجندي الاميركي يدرك بان سياسة بلاده تقوم على جلب المكاسب عن طريق التهديد بالقوة. فإذا لم ينجح التهديد فهي تلجأ الى الترويع بإستخدام تفوقهم التسلحي. ويعتقد الجندي الأميركي أن قيادته لا تزج به بأكثر من رحلة صيد.

وترسخت هذه القناعات عبر حرب كوسوفو برفض القيادة إنزال أي جندي أميركي قبل نهاية الحرب فدفع الفرنسيون بجنودهم لإنهاء تلك الحرب. أما في أفغانستان فقد تولت القبائل المهمة. ولم ينزل الجندي الأميركي الى ارض افغانستان الا بعد إستقرار الأمر فيها. هذه الأمثلة تبين قناعة الجندي الأميركي حول دوره القتالي. وهو دور معدوم المخاطر.

من هنا كانت صدمة الجندي الأميركي أمام المقاوم العراقي عنيفة إذ وجد نفسه أمام أخطار حقيقية وأمام مواجهات مباشرة تكاد تشل تفوقه التقني وتجهيزه بثلاثين ألف دولار من المعدات لحمايته. وهذه الوضعية تفسر لنا قائمة المظاهر الصدمية المتبدية لدى الجنود الأميركيين في العراق ومنها الظواهر التالية:

-  حالات الإنتحار الوبائية بين الجنود الأميركيين.

-  النيران الصديقة./ بريطانيين وشرطة ومتعاونين عراقيين وحتى تجاه جنود اميركيين.

-  زيادة الإقبال على المخدرات والكحول./ تسجل المقاومة إختراقات معلوماتية هامة للجيش الاميركي بتأمين المخدرات للجنود. (وجدت زجاجات ويسكي فارغة في الطائرات والعربات الأميركية، كذلك ترصد حالات منتشرة من إدمان المخدرات على أنواعها. حيث تم عقاب عدد من الضباط الأميركيين لاتجارهم بهذه المواد، كما أنه من المعروف أن تعاطي المخدرات شائع بين الشباب الأميركي ولا يستثني الجنود منهم، وهؤلاء يقاتلون وهم تحت تأثير المخدر بما يدعم تكرار وكثافة الممارسات الإنحرافية للجنود الاميركان).

-  تضخم السلوك الغريزي ( فلأفعل كل شيء قبل أن أموت).

- سيطرة الغرائز البدائية. ومن هنا تفجر الشذوذ والإنحرافات الأخلاقية ذات الطابع الوحشي لدى الجندي الأميركي.

-  تنامي مخاوف الموت والرغبة في الهروب من العراق.

-  الهروب من الخدمة / بعضهم يتزوج عراقيات ويسلم ويختبيء.

- عدم الجهوزية القتالية. حيث أهلية الجنود الأميركيين للقتال في العراق تنخفض تدريجياً بسبب تداخل الظروف المناخية مع حرب العصابات مع الجهل التام بثقافة البلد... ألخ من الظروف المهددة للجندي الأميركي والتي تجعله في حالة خوف دائم وإرهاق نفسي ضاغط، الأمر الذي يدفعه للاستعجال في إطلاق النار ولممارسة العدوان لمجرد شعوره الذاتي بالخطر. وذلك إضافة الى الإرهاق الناجم عن عدم تبديل الفرق الأميركية المقاتلة وبقاءها في ساحة القتال مدة أكبر من قدرتها على الاحتمال.

- تفاقم الفساد داخل الجيش الأميركي. ومن مظاهرها الصراعات على المغانم. حيث سجلت عمليات فساد واسعة في الجيش الأميركي بدءا من سرقة البيوت لغاية سرقة الآثار، مرورا بتجارة المخدرات وغيرها من مظاهر الفساد وهذه العمليات الفاسدة تتخللها عادة الصراعات والتصفيات الجسدية بين الجنود الأميركيين. وهي تسببت بإقالة عدد من كبار الضباط الأميركيين مناصبهم.

- التمييز داخل الجيش الأميركي. حيث حوادث التميز العنصري والطبقي بين الجنود الأميركيين وبخاصة التمييز الممارس على المقاتلين رغبة في الحصول على الجنسية الأميركية. وهؤلاء يشكلون نسبة 24% من عديد الجيش الأميركي. كما أن غالبية الجنود الأميركيين في العراق ينتمون إلى الطبقات الأميركية الفقيرة.

- تلاوين الفساد الأميركي. حيث توجد علاقة لأنماط وأنواع فساد الجنود بانتماءاتهم العرقية والطبقية وبقية التناقضات الأميركية. وهذا ما تجلى قبل بداية الحرب بحادثة الجندي الأميركي الذي قتل رفاقه في الخيمة في الكويت.

- غياب العقيدة القتالية لدى الجندي الأميركي. حيث أن الجيش الأميركي لا يملك عقيدة قتالية تدفعه للتضحية بحياته لأجلها،وهذا ما تبينه مقابلات ال CNN  مع الجنود الأميركيين والتي تم منعها لاحقا. وهذا المنع إنما يعكس هشاشة الهيكلية للجيش الاميركي في العراق.

أما عما بقي من اللحمة في الجيش الأميركي بغياب الرخاء فهو سبب وحيد هو الخوف من الموت ومن التواجد في العراق في وضعية تهديد للحياة من الدرجة الأولى. وهي وضعية تكاد تخرج على السيطرة مع التطور النوعي لعمليات المقاومة العراقية. والتي بلغت حدود قصف مقرات القيادة الأميركية والنجاح في إستهداف مسؤولين أميركيين كبار. مما يفقد القيادة القدرة على تقنين مخاوف وانفعالات جنودها.

وهذه الوقائع يجب أن تثبت للأميركيين أنهم  يملكون جيشاً مؤذياً ومدمراً لكنهم لا يملكون بحال جيشا مقاتلاً وليس أدل على ذلك من محاولات بوش المستميتة للهروب من العراق. ولو بثمن طلب الغوث الاسرائيلي ودفع ثمنه المستحيل. فشراكة اسرائيل في الورطة الاميركية تحول الولايات المتحدة من دولة عظمى الى رئيسة عصابة دولية تتحكم فيها اسرائيل وتفرض الإتاوات على العالم عبر القوة الاميركية.

*رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ