مشاركات
بوش
ممتعض , وعنان مستاء
والطالباني
موافق , وحكام العرب صامتون
بقلم
: أمير أوغلو
/ الدانمارك
بعد
أن شاهد العالم بأجمعه الصور الوحشية
البذيئة التي عرضت على شاشات
التلفزيون وصفحات الجرائد والتي تصور
بعض طرق تعذيب المواطنيين العراقيين
المعتقلين , والوسائل الوحشية
المبتكرة التي يخترعها الجنود
الأمريكان الساديون والتي تعكس جزءا
من التربية النفسية لهؤلاء الجنود أو
على الأقل لقسم منهم , تفاوتت ردود
الفعل في العالم الغربي بين مستنكر
ومستهجن ومتوعد بالعقاب والمسائلة .
فقد
صرح بوش بأنه ممتعض من رؤيته للصور . و
كلمة ممتعض تذكر القارئ العربي بإحساس
بألم في البطن بعد أكلة ثقيلة ونوع من
المغص , أي أن هذه الصور بكل بشاعتها لم
تثر في الرئيس المؤمن الحساس محب
الإنسانية والرحمة والذي يصلي للرب كل
يوم مع أعضاء بيته الأبيض في الصباح
والذي يكافح في جميع أنحاء العالم
لينهي الإرهاب الإسلامي ويتيح للبشرية
أن تنعم بالحرية الأمريكية , لم تثر هذه
الصور في نفسه سوى الإمتعاض وكأنه أكل
طعاما ثقيلا في اليوم السابق ثم نام
مباشرة بعده دون أن يتمشى قليلا في
حدائق البيت الأبيض . وهو الذي تحركه
عادة صور الجرحى والقتلى الإسرائيليين
فيقوم بتوبيخ السلطة الفلسطينية
وتهديدها ويقدم المزيد من الأسلحة
لشارون ليدافع عن نفسه .
الرئيس
كان ممتعضا من اضطراره لمشاهدة الصور
وليس من التعذيب نفسه أو من الأفعال
التي يقوم بها جنوده ومجنداته في
العراق . ندعو الله للرئيس المؤمن
الحساس أن يزول امتعاضه وننصحه بعدم
مشاهدة مثل هذه الصور في المستقبل
وببعض الرياضة المسائية قبل النوم .
أما
السيد المحترم كوفي عنان فقد قال إنه
مستاء من هذه الصور , وأعتقد أن هذا
الإستياء يجب أن يكفي الشعوب العربية
فلا تطالبه بشيء , كما أن هذا الإستياء
هو بحد ذاته تعويض سخي لهؤلاء السجناء
عن عذابهم وآلامهم في السجون
الأمريكية فهذا كل ما تستطيع هيئة
الأمم أن تقدمه لهم . أما أن يصدر قرار
بإدانة جرائم أمريكا في العراق أو قرار
يطالب بانسحابها من العراق أو قرار
يوجب معاملة هؤلاء الأسرى على أنهم
أسرى حرب على الأقل فهذا يحتاج إلى
هيئة أمم
حقيقية وليس إلى هذه الهيئة الموجودة
الآن والتي تزينها عدالة حق النقض (
الفيتو ) .
السيد
الطالباني ظهر على شاشة التلفاز وهو
يضحك ملء شدقيه وكأنه يستمتع بمشاهدة
هذه الصور وقال : إن هذا شيء طبيعي جدا
!!!! ولم نفهم في الحقيقة معنى كلمة
طبيعي هنا وما هو الطبيعي ؟ فهل هذه هي
الممارسات الطبيعية التي يقوم بها
الطالباني مع خصومه والمساجين
الموجودين لديه ؟ أم أن تعذيب الناس
وإهانتهم شيء طبيعي في مذهب الطالباني
؟ أم أن التعذيب لدى طالباني يفوق هذا
الذي شاهدناه لذلك يعتبره شيئا طبيعيا
؟ أعتقد أن الطبيعة عند الطالباني
تحتاج لتعريف جديد وأن فطرته قد فسدت
وتشوهت وأن كثرة الدماء التي يحملها في
رقبته أعمته عن رؤية الدنيا بشكلها
الطبيعي حتى صار كخصمه السابق تماما لا
فرق بينهما إلا في هوية خصومهما .
حكام
العرب مازالوا صامتين حتى هذه الساعة ,
وهم على ما أعتقد محرجون جدا فهم بين
نارين : إما أن يصمتوا ويثيروا غضب
شعوبهم ( وإن كنت شخصيا لا أعير غضب هذه
الشعوب أية أهمية ) أو أن يتكلموا
فيعرضوا بيوتهم الزجاجية للتكسير ! فهم
جميعا بدون استثناء لديهم ملفات عند
الإدارة الأمريكية حول أحوال
السجناء في أقبية مخابراتهم وسجون
بلادهم وفتح هذه الملفات للإعلام
الغربي الآن ليس في صالحهم أبدا خاصة
وهم يعزفون أغاني الإصلاح , لذلك أعتقد
أنهم سيؤثرون الصمت رغم فداحة المنظر
ورغم بشاعة العملية ولكن ما باليد حيلة
.
لقد
اقتحمت أمريكا الفلوجة وحاصرتها شهرا
كاملا ومنعت عن أهلها الطعام والدواء
وقتلت حوالي ألف شخص معظمهم مدنيون
ونساء وأطفال , وجرحت عدة آلاف , بحجة أن
بعض الإرهابيين شوهوا جثث عملاء
يعملون مع مخابرات الجيش الأمريكي .
فما هو الجزاء العادل مقابل تشويه
كرامة مئات المعتقلين العراقيين
وتعذيبهم وهم أحياء بأشد مما عذب به
الأمريكيون الأموات ؟
الملفت
للنظر أن وسائل الإعلام الغربية نقلت
طرفا من الإحتمالات والعقوبات التي
يمكن أن يتعرض لها الجنود الأمريكيون
وهي بالفعل مضحكة ومثيرة للغثيان :
فالقسم المتطوع منهم لا يمكن معاقبته
لأنه لا يخضع لقانون الجيش الأمريكي
النظامي !! أما المجندون فربما تأجلت
ترقياتهم أو سحبوا من العراق ليذهبوا
إلى أماكن أخرى يمارسون فيها هواياتهم
السادية بعيدا عن أعين الكمرات أو أنهم
سيوبخون برسائل من القيادة ( يا للهول )
.
نقترح
على المسؤولين الأمريكيين أن يعاقبوا
هؤلاء الجنود والمجندات بحرمانهم من
وجبة الفواكه بعد طعام الغذاء لمدة
أسبوع كامل . فهذه العقوبة تتناسب مع
حجم الجريمة المرتكبة وربما كان هذا
الحرمان دافعا قويا لهم ليفكروا عدة
مرات قبل الإقدام
على مثل هذا العمل مرة أخرى . وهذه
العقوبة تتناسب مع الرتبة العالمية
التي رفع الرئيس الأمريكي جنوده إليها
عندما أعلن أنهم لا يمكن أن يحاكموا
دوليا على جرائم الحرب التي
يقترفونها .
في
الختام نتوجه بسؤال إلى الرئيس بوش
محارب الإرهاب الأول وعدو الإرهابيين
رقم واحد , ما رأيك يا سيد بوش فيما لو
تصادف بعد سنوات أن اجتمع أحد هؤلاء
العراقيين الذين شاهدت صورهم مع سجانه
وهو يتمشى على شاطئ البحر ويغني النشيد
الوطني الأمريكي فقام
العراقي بقتل السجان ؟ هل ستقوم عندها
بغزو العراق مرة أخرى لتخليصه من هؤلاء
الإرهابيين ؟؟؟؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|