مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
صمت
العالم عن أسلحة التدمير الشامل
الإسرائيلية
وليد الاسمر / مصر
تقلب الإدارة الأمريكية
العالم رأسا على عقب , وتثير أجهزة
الإعلام العالمية فجأة وبدون مقدمات
ضد من تشاء وساعة تشاء ضد العرب
والمسلمين وضد حتى غير المسلمين بهدف
تجريده حتى من أبسط الأسلحة
التقليدية، وحرمانهم من كل مقومات
الدفاع عن النفس، والتهمة الجاهزة
أبدا هي امتلاك أسلحة تدمير شامل يشكل
استمرار وجودها في هذه الدولة أو تلك ـ
خطرا على الأمن والسلم الدوليين ـ كما
كان يتم الادعاء ـ سابقا ـ وقبل أن
تتحول الصيغة إلى ـ خطر على أمن
الولايات المتحدة ومصالحها ـ بعد أن تم
إحكام السيطرة على مقدرات العالم
ومنظماته وهيئاته الدولية والإقليمية
والتي يبدو أنها أصبحت جميعها تحت إمرة
ـ السيد ـ الأمريكي الذي لا ينظر إلا
إلى مصالحه ومصالح احتكاراته , ومصالح
هذا الكيان الصهيوني المغروس في قلب
الوطن الكبير , ليكون خنجرا مسموما
ودائما في جسد الأمة , يستنزف ماضيها
وحاضرها ومستقبلها جميعا .
يحدث هذا في نفس الوقت الذي
تستمر فيه الإدارة الأمريكية في تجاهل
ما يحدث في الكيان الصهيوني العنصري
المحتل لفلسطين حيث تتكدس هناك ومنذ
زمن طويل شتى صنوف وأنواع أسلحة الدمار
الشامل بما فيها النووية والقادرة ليس
فقط على تهديد أمن المنطقة العربية
والإسلامية المجاورة لها , وإنما تهديد
أمن العالم برمته وبكل ما فيه , ومع ذلك
يستمر تجاهل ساسة البيت الأبيض لهذا
الخطر الماحق , وليس هذا فقط , بل أن
هناك في الإدارة الأمريكية من يدعم هذا
الكيان بكل قوته لتمكينه من مواصلة
تنمية ترسانته النووية وبقية أسلحة
الدمار الشامل الأخرى بأحدث ما استجد
بشأنها من وسائل التقنية ,وتحت ذرائع
تستهين بالعرب وتستغفل العقل البشري
عموماً.
العالم كله وقع على اتفاقية
نزع أسلحة الدمار الشامل والحد من
انتشارها منذ ان تم التوصل إلى تلك
الاتفاقية في سنة 1969والتي تم تجديدها
في العام 1994وأصبحت أغلبية دول العالم
أعضاء في تلك الاتفاقية والتزموا بها
نصا وروحا , إلاّ الكيان الصهيوني الذي
واصل رفضه التوقيع على الاتفاقية
الأولى , وكذلك اتفاقية التجديد
التالية لها , بل أن الولايات المتحدة
التي هي أحد الأعضاء المؤسسين
لاتفاقية العام 1969 والتي تصر على أنّ
توقع دول العالم كله عليها , هي نفسها
التي تدعم الكيان الصهيوني لمواصلة
إنتاج وتطوير وتخزين ترسانة نووية
وكيماوية هائلة , رغم علم مسئولي
الإدارة الأمريكية بأن إنتاج وتطوير
والاحتفاظ بتلك الأسلحة المدمّرة في
الكيان الصهيوني يتم في إطار /إيديولوجيا
/صهيونية عنصرية ودموية متمرّدة
على كافة القرارات الدولية، وفي ظل
حماية تلك الأسلحة
يمعن الكيان العنصري في مواصلة
احتلال الأرض العربية وارتكاب
أبشع المجازر الوحشية بحق سكانها
الأبرياء ومواصلة تشريد ملايين البشر
من سكانها خارج ديارهم , والاستعداد
لتشريد ملايين أخرى عندما تسنح الفرصة
, والتي يبدو أن ـ طبختها تتم الآن على
نار هادئة في انتظار ساعة الصفر لتنفيذ
مرحلة أخرى من مراحلها .
وفي الوقت الذي يرفض فيه
الصهاينة بتأييد أمريكي كامل، التوقيع
على كافة الاتفاقيات المتعلقة بعدم
الانتشار النووي , او تلك المتعلقة
بتحريم انتاج أسلحة الدمار الشامل
الأخرى , وفي الوقت الذي جفّت فيه حناجر
زعماء المنطقة من المناداة بضرورة
إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل
الصهيونية وإجبار هذا الكيان العنصري
على الالتزام بالاتفاقيات الخاصة بها
، فإن
الولايات المتحدة ـ وفي المقابل ـ
سعت طيلة السنوات الماضية ، وخاصة
بعد الإعلان
عن نظامها العالمي الجديد، إلى محاولة
تجريد العرب حتى من أبسط الأسلحة
التقليدية الخاصة بالدفاع عن النفس ,
وكانت أولى مشاريعها في هذا المجال
الادعاء بامتلاك العراق أسلحة الدمار
الشامل، وبسبب هذا الزعم ــ الذي لم
يثبت حتى اليوم صحته واصبح يثير في
العواصم التي اتخذت قرار الحرب أسئلة
خطيرة ربما سينتج عنها عواقب وخيمة
بالنسبة للذين ابتدعوا فكرة الحرب
وقاموا بها ــ , عملت
طوال تلك الفترة على تجييش العالم
بأسره لإعلان الحرب على العراق، والتي
ربما سنرى نماذج منها ضد أقطار عربية
وإسلامية أخرى في المستقبل بطبيعة
الحال تحت نفس الذراع والمزاعم ، بهدف
تفصيل المنطقة العربية والإسلامية على
مقاس أهدافها وأهداف الصهاينة ، بعد أن
يتم تجريد البلدان العربية بكاملها،
وليس مجرد بلد عربي واحد بعينه، من
جميع مقومات الدفاع عن النفس.
17/07/2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|
|