في
اليوم العالمي لحرية الصحافة
سورية
: الأرض اليباب
هل
هو أقل ؟ لماذا هو أقل ؟ لماذا يحرم من
قزح الكلمة والرأي منذ أربعين عاماً ؟!
ألا يستحق مبدع الحرف فضاءه ؟! أي جناية
جنى ؟ ومن تسبب في مأساته؟!!
هل
المشكلة في آدميته ؟! ثمة من يشككون !!
أو في تاريخه المجدول بالحضارة والمجد
والإنجاز ؟! ثمة من يعتبرون !! أو أن هذا
الإقصاء نوع من المصادرة على المستقبل
المفتوح على الخيارات الظلماء ؟! ثمة
من يخاف !!
هو
في القرن الحادي والعشرين يعيش عالماً
اسمه القرية، وعصراً اسمه المعلومة،
وثورة اسمها الاتصال، ومازالت
الأبجدية في وطن أبدعها مصادرة أو
مجزوءة. الكلمة منفية وطريدة، والحلم
في (صحيفة) معبرة عن (ضمير) مايزال بعيد
المنال.
مايزال
(غاليلو) جاثياً على ركبته، يطلب
الرحمة والمغفرة لأنه أشار إلى أن (
الجبال تمر مر السحاب). وأرادها جلادوه
على قرن ثور ثابتة خامدة في حالة من
السكون البليد. ومع أن شمس الشام ساطعة
رائعة، إلا أنها مازالت تزاور عن عقول
قوم فيها إذا طلعت ذات اليمين، وإذا
غربت تقرض قلوبهم ذات الشمال. الكون
كله، والزمن كله لحظة، لحظة حلول
وديمومة وركود وسكون.
أربعون
عاماً وخمسة وخمسون يوماً هي عمر
البلاغ العسكري الذي وأد في الشام كل
شيء، وأد حتى الذين أعلنوه. وأد الحركة
والنماء والإحساس. وأد الحرية والكلمة
والإنسان، وحول سورية إلى (أرض يباب)
تثمر الفساد والعجز والهوان. تضيق
بأبنائها، (لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها)،
تضيق حتى بكلمة (مقارب) وتسديد (ناصح)،
ترى في الآخر (جهنم) وجودياً، يزعج
السكون، ويخبط الركود.
في
اليوم العالمي لحرية الصحافة، نستذكر
وقد غابت أو غُيبت عن صباحات الشام
أنفاس الروح المضطرم والمضطرب، وأوراق
العتاب والحساب: (اللواء) و(المنار) و(النور)
و(الأيام) و(الوطن) و(الرأي العام) و(القبس)
و(التربية) و(برق الشمال) و(الشهاب) و(المضحك
المبكي).. بعد أن غدا الحال هو المضحك
المبكي، نستذكر صحفاً كانت تمثل رئة
وطنية تعبر عن الحيوية والقوة والوحدة
في الاختلاف، والمشاركة في الحضور
والمسئولية.
منذ
أربعين عاماً وخمسة وخمسين يوماً غابت
شمس الصحافة الحرة، فكانت صباحات
الشام بلا شمس !! من يخاف من الحرية ؟!
ولماذا يخافونها ؟! ولماذا يخافون
الحرف والكلمة والرأي، وإلى متى ؟!
في اليوم العالمي
لحرية الصحافة ندعو الممسكين بقطع
الظلمة لئلا تزول، إلى الفضاء الرحب،
إلى النور، ثقوا بالنور فالنور عذب
سناه.
|