صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 01 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

الديمقراطية : شتان بين ما نريد وما يسوقون

بقلم عدنان برجي*

  أعلنت منظمة "نيد" الاميركية بمناسبة تاريخ ميلادها العشرين انها تؤطر حاليا اكثر من 6000 منظمة سياسية واجتماعية في العالم . ومنظمة نيد "ناشيونال اندوومنت فور ديمكراسي" تأسست رسميا وبقرار عام 1982 ، وميزانيتها من الحكومة الاميركية ، وتديرها وكالة المخابرات المركزية الاميركية  ، والهدف من انشائها تخفيف انتقادات التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية لوكالة المخابرات المركزية الاميركية في شؤون داخلية لبلدان أخرى ، لاسيما الاتحاد السوفياتي آنذاك .

  وقد اعلن الرئيس بوش على عزمه على مضاعفة ميزانية هذه الهيئة "نيد" محددا لها الدور الذي الذي ينبغي ان تلعبه على مسرح الاحداث الدولية وهو ارساء مفهوم الانتخابات الحرة ، التبادل الحر، حرية التعبير ، وحرية النقابات !..

وفي البند الاول من مشروع الشرق الاوسط الاكبر الذي تعتزم الولايات المتحدة تقديمه الى الدول الصناعية تحت ستار اصلاح النظام العربي ، تأتي الديمقراطية وكأن غيابه عن الانظمة العربية يقض مضاجع الادارة الاميركية .

  في السلفادور ، مارس الاميركيون مؤخرا دعوتهم للديمقراطية ففاز المعلق الرياضي السابق ورجل الاعمال الحالي الناجح "جدا" ابن الاربعين عاما فوزا ساحقا على منافسه الوطني الذي تعهد بسحب الجنود السلفادورييين الـ300 النتشرين في العراق . وهذا الفوز جاء بعد بعد تهديد الولايات المتحدة للسلفادوريين بتقييد دخولهم الى اميركا وبعد تدخل صريح من وزير الخارجية الاميركي روجر نورييغا الذي أعلن انه مع من " يشاركنا رؤيتنا وقيمنا " أي رجل الاعمال "الناجح" وبعد تزوير فاضح في الانتخابات .

  وهكذا تظهر "الديمقراطية الاميركية" على حقيقتها فهي مع من يؤمن مصالح الدولة العظمى "أميركا" وكل من يخالفها الرأي هو "إرهابي" ينبغي استئصاله .. فكاسترو في كوبا، ارهابي ، وهوغو تشافيز في فنزويلا ارهابي، ومعمر القذافي بقي ارهابيا الى ان ارتمى في الاحضان الاميركية كليا ، فأصبح مثال الديمقراطية الذي يستوجب زيارة خاصة من طوني بلير حليف اميركا ورئيس وزراء بريطانيا للتعرف الى "خيمته" الديمقراطية .

  وفي العراق المحتل ، تتمثل الديمقراطية مشهدا يوميا بتنصيب سارقي البنوك من لبنان والاردن أمثال اجمد الجلبي ، ومتعهدي الكباريهات في لندن ، والمتآمرين على وحدة العراق وعروبته . اما المطالبين برحيل المحتل الاميركي ، والمنادين بانتخابات حرة تحت اشراف الامم المتحدة ، فهم غير ديمقراطيين ، بل انهم ارهابيون ينبغي زجهم في السجون او اعدامهم في شوارع بغداد...

  قديما قال جبران خليل جبران "كم من الجرائم ترتكب باسمك ايتها الديمقراطية". ان الديمقراطية كانت و ستبقى مطلب المناضلين العرب ، شرط ان تنبع من داخل المجتمع العربي ، شرط ان تستوفي شروط الحرية السياسية ، وشرط الحرية الاجتماعية . فلا حرية مع الاحتلال ، ولا حرية مع الاستيطان ، ولا حرية مع مع "متعهدي السلطات" الذين يبيعون الاوطان بحفنة من دولارات...

الديمقراطية التي نريد : حرية بدون قيود اميركية واحتلال صهيوني .

والديمقراطية التي يسوقون : حرية المومسات والشاذين ومراكز الافساد ورضوخ للاستعباد الاميركي والاغتصاب الصهيوني...

شتان بين ما نريد وما يسوقون .

*مدير المركز الوطني للدراسات

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ