صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 02 - 09 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

تنويعات سومرية

على نهر ديالى ..

يوسف قعيد صياصنة*

على باب قرنٍٍ 

من الصّدفِ العربيِّ

وقفتُ أودّعُ لؤلؤةَ الشّعرِ

أنظمُ لغواً ( فصيحاً )...

أجوِّفُ ياقوتةَ القولِ ,

حتى تُطاوعَ أقلامَ حبري ,

فأكتبُ ما يشتهيه الأميرُ .....

هجاءً لأعدائهِ , أو مديحاً ...

وكم هاجرَ الحرفُ ,

يبحث عن جمرةِ الصّدقِ

في شفةٍ ما اعتراها نفاقُ ,

وعادَ على غاربِ اليأسِ ,

أعمى,

بغيرِ دليلٍ ,

جريحاً ..

*** *** *** ***

يُعاتبهُ الرّاقدونَ

وراء ارتجاف أناملهم

في السّكوتِ ,

ألا كيف لا تختفي

حين تسقط أسوار بغداد

أو تُسفِرُ ؟

أما قلتَ بغدادُ مقبرةٌ للغزاةِ ,

وكلّ دخيلٍ على سورها يُقبرُ ؟          

أما قلتَ أفعى بطول الفراتِ ,

وضَبُّ له ذَنَبُ أبترُ ؟

دعوها تمرُّ

ومن كلّ زاويةٍ تعبرُ ...

نُباغتها بالذي تعرفون

نقطّعُها مثل لحم الضّحيّةِ

ثم نؤمُّ النّخيلَ ونَستغفرُ ...

أجابَ : الظّلامُ كفيفٌ

أعمُّ من الوصفِ بل أكبرُ ..

ولم أدرِ من أيّ دربٍ أمرُّ

وما كان بابُ ولا معبرُ ...

أمامي رومُ

وفي الخلفِ رومُ

وبين الجوانحِ والقلبِ

أروامٌ , لا تظهرُ ..

يقولون رفقاً ,

وكل كتابٍ فصيحٍ ,

له قلمٌ حاذقٌ يسطرُ ..

وبالأمسِ كنّا

إذا ما جهرنا بغرضِ الصلاةِ ,

ولذنا وراءَ أصابعنا ,

تبترُ ...

وهذي القبورُ ,

بلا شاهداتٍ ,

إذا ما صمتنا

بلا موجبٍ – تجهرُ ...

*** *** *** ***

تجاوزتُ حيَّ الرّشيدِ

لأدركَ قبلَ المغيبِ ديالى ...

لأذرفَ حزنَ البلادِ

على جثّةِ الماءِ ,

استمطرَ القلبَ غيثاً سكوباً

تخطى عتاق القرونِ ,

وأصغي لسَعْفِ الرّياحِ ,

على معزفِ الرافدينِ ,

ألدُّ إلى مغربِ الرّوحِ ,

خيلُ النّخيلِ مشتْ ,

تتقي سطوةَ الاشتعالِ ,

بفرنِ الضُّحى والنِّبالا

لتدركَ – حين يطيبُ النَّسيمُ –

غزالاً , يميلُ إذا مال سَعفٌ

كرمحِ الهوى

حيث مالا ...

وأذكرُ ليلَ الصّبابةِِ

والغيدُ يدرجنَ

أحتارُ ...

طيفاً أرى في الرّصافة

أم في الرّشيد خيالاً ؟ ...

أتوقُ ...

ألا من سبيلٍ

لنقسم ما بيننا

لو رغيفاً

من الحبَّ

قبل الرّحيلِ ...

فأيُّ مقامٍ يطيبُ بهِ العيشُ 

حين نعاقرُ قهوتنا

في الصّباحِ

وبين اللّفافةِ والإصبعينِ

رصاصٌ يمرُّ

وطفلٌ على وطنٍ مستباحٍ

وثديً تغادره حلمةٌُ يجأرُ ...

إذا همست أمّهٌ بالسّكوتِ

يدقُّ على بابها فاجرٌ ...

وفي غرفة النّومِ رجع رطينٍ

وأحذيةٌ

خلف شباكنا تعبرُ ...

وإن أجهش الليّلُ

أو رابهم أمرُنا

-حينَ نصمتُ -

يغفو على تختنا عسكرُ

وإن قفزَ النَّهدُ

من زعره للهروبِ

تمدُ يدُ

من وراء النِّقابِ

تَجُسُ البياضَ

وإن آنست رجفةً

تُهصرُ ...

وإن صاحت الماجداتُ

ألا من رجالٍ ؟....

تُهزُّ القناةُ

ويهرقُ ، تحسُبه الأرجوانَ

على مفرقِ الدّربِ

تقرأ أحرفهُ الأنهرُ

وتجري تُبلِّغُ بحرَ الخليجِ

فيرتدُّ كلُّ الشّيوخِ

شباباً

وفي كلّ حضنٍ

ترى فيه طفلاً

على غير موعدهِ يكبرُ ...

يُزغردنَ ...

شعبُ العراقِ

يرّمم أحقادهُ

يستعيدُ تلاحمهُ من جديدٍ

وينهلُّ .. إن عطشت نخلةٌ

في السّوادِ , وأخلفَها

قطرُ تموز من كفّهِ كوثرُ ...

وتحت الثّرى حُلمُ نخلٍ

بليلةِ عيدٍ

وإذا مرّ عامُ على طرحهِ

يُزهرُ ...

ومن قالَ : دجلةُ

إن مسَّه الضُّرُّ

لا يثأرُ ؟....

ومن قالَ : نهرُ الفراتِ

إذا ما نزا عاقرُ ؟...

ترى غرَّهم صبرُنا

واحتمالُ النّكالِ

غداً  عندما تكتسي بالسّوادِ

بوارجُهم سنرى أيّنا يُقهرُ ؟...

فيا بوشْ ...

أرضُ العراقِ كغزّةَ

كالقدسِ جمرٌ على جمرِ

لا يستكينُ

إذا أُطفئت نارُها تُسْعرُ ...

ورفقاً بهذي العروشِ

فجدرانُها من زجاجٍ

فإن ترفع الصوتَ تنهارُ

أو عادَ رجعُ الصَّدى

تكسَرُ ...

أجسرٌ ودّبابتانِ

ولا ماجدٌ يعبرُ ؟...

عذرتُ

وقلتُ السَّماءُ

ملبّدةٌ بالذُّهولِ

وهل عاقلٌ يعذرُ ؟ ...

وعند اجتياح جنازيرهم

أمّ قصرٍ

تمادى بخاصرة الرّوح

حتى المدى خنجرُ ...

فأين الذي كانَ

إن لاحَ بيت الغزالاتِ

في ذهنهِ يزأرُ ؟...

وإن سألت ظبيةٌ

هل خيول العدا داهمت

أم صديقٌ يريد القِرى

في المقيل ؟

يُجيبُ : أنا عنتر ...

نناديه ،  لو كان حياً أجابَ

ولو كان ميتاً أنابَ

وكان إذا سُمتهُ

بين أقرانِهِ المُلهين

الأقلَّ وبالا ...

فعشرون سيفاً تجزّ

وعشرون مسعودْ

يأتمرون بأمر وليِّ الدّماءِ

المحّكم بالأطلسيِّ

وإن واحدٌ جاءه الأمرُ

لا يُرجعُ الأمرَ شورى

ولكنه مثلما الببغاءِ النّبيهةِ

يُصدرُ مرسومهُ يأمرُ ...

على خصمهِ سيفهُ من عجينٍ

وفي أهله سيفه باترُ ...

وشعبٌ يُساقُ إلى حتفهِ

كالنّعاجِ

وظنّوا -ويا بُطلَ ما أرجفوا -

أنَّهُ عاقرُ ...

ففي كلِّ يومٍ يذيقُ العدوَّ

ببغدادَ والقدسَ طعماً

أمرَّ من المرِّ

حنظلهُ سُكَّرُ ...

*** **** ****

تمرُّ الخيولُ

تجرجرُ أرسانها متعبهْ ...

وفرسانُها من وراءِ السّرابِ

طلولٌ

وما كان ذو الحربتين يخبُّ

ولا الأزورُ ...

ترى أين غابَ ؟

أمن خلفِ طولينِ

تحت الثرى

يحضرُ المعمعه ...

أم ترفّق بالناسِ

واختارَ مثل ملوكٍ

تجنّبهم سعدُهم

يمتري ثديَ أفعى

ويُرضعُ ما ظلَ في ثديها

مَن معه ؟

أم رأى في المنامِ غلاماً

بلا ساعدينِ ،

ولا قدمينِ

فأهداهُ قيثارةً

من ضلوع الزّمان

إذا رقَّ ليلُ السُّهادِ

يُلاقي على وترٍ غائبٍ إصبعهْ ....

أنبكيهِ ؟

سالَ الفراتُ

على وجنةٍ للسُّؤالِ ،

ودجلةُ أوقفَ خطوتهُ

يسهرُ ...

ومن سجنهِ ،

غافلَ النّيل حرّاسَهُ

مرّ يذرفُ دمعَ المقيَّدِ

في الأسرِ ، يَستفسِرُ ...

وحين احتمى قاسيونُ

بصمتٍ له طعمُ مرّ الشّرابِ

همت مقلتاهُ .......

وسبعُ سواق هَمَتْ

كلما نقصت قطرةً تطفرُ ...

تمر به الماجداتُ ظماءً

مرورَ السّرابِ

ويبقى صموتاً

فلا هو نارٌ ، ولا يُمطرُ ...

أجبنا نداءَ الصّلاةِ

فبعضٌ توضّأ بالصّبحِ

بعد الحدودِ

وبعض تيمّمَ في أمّ قصرٍ

وبعضٌ رأى حتفهُ

فوقَ جسرٍ

محا عن رصيفيهِ

رجعَ الخطى عسكرُ

ولا ذوا ، يرجّونَ

طول البقاءِ

فأسيادهم ما أباحوا قتالاً

لغير العروشِ

ومرجانها ، من دماء الرّعيّةِ

مثلُ صباحٍ بلا مقلتينِ

حَجاجُ نواظرهِ أحمرُ ...

فيا للعروشِ خَوَتْ

بعضها والغ بالدّماءِ

وبعضٌ يسربله صمته

وبعضٌ بلا موقفٍ ينظرُ

وبعضٌ يقولُ دعونا نُعيدُ

كتابةَ قرآننا من جديدٍ

ومن ذعره،

يدخلُ خمارةً يسكرُ  ...

ونحن نُنظَِّرُ للكلِّ

من غير مَنٍّ

ونفتي لمن قهرتهُ الجنازيرُ

فوقَ الدّروب

ومن يقهرُ ...

نسوقُ الكلامَ

بلا موجبٍ

أو دليلٍ

فيا ليت شهرُ الصيامِ

يدومُ ولا نفطرُ ...

* الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي

السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ