وصل
إلى برق الشرق:
حيث
يزداد صمود العراق وتهدد قوى العدوان
سورية ......
لتبذل
كل الجهود استعدادا" للمعركة
والمواجهة الشاملة .
للأسبوع
الثالث من بدء العدوان لم تحقق
الولايات المتحدة أي هدف من أهدافها
السياسية المعلنة والخفية ، فهي لا
تزال تعاني من عزلة دولية ومن معارضة
وتوثب إقليمي ، ومن افتضاح عجز عملائها
العراقيين وغربتهم عن الشعب العراقي ،
كما إنها تعاني من أزمة داخلية تذكر
" بالتقصير " الصهيوني عام 1973
أثناء حرب تشرين .
وتقوم
أوربا الآن بمحاولات لإيجاد مخرج
سياسي للعدوان الذي في حال استمراره
بدخول بغداد سيكلف الحل السياسي لصالح
بقائها في العراق أثمانا" كبيرة
ويجرده من أية إمكانية لترتيب وضع
سياسي ونظام محلي متعاون معها، إن حصار
بغداد غير التمكن من دخولها ، فالفارق
بين الاثنين سقوط الحل السياسي المموه
للاحتلال – أو البقاء خارج بغداد
للإمساك بالمأزق السياسي و الكلفة
العسكرية اللذين ستتعرض لهما الولايات
المتحدة ، مما سيعيد لأوربا شهيتها في
انتقاد الولايات المتحدة .
أما
على الصعيد العسكري ، فقد استطاع بلد
صغير كالعراق سبق أن دمر جيشه وحال
الحصار دون إعادة بنائه يقاتل دون غطاء
جوي ويواجه جيشا" معززا" بأسلحة
الطيران والصواريخ وبأحدث التقنيات
استطاع أن يشكل فضيحة لأقوى جيش في
العالم ..الذي لا يجيد سوى استخدام
الصواريخ حسب قول وزير خارجية روسيا ،
وتشهد معارك " أم قصر " وجنوب
العراق ومطار صدام حسين بالقرب من
بغداد عن نوعية القتال وشراسته الذي
سيواجهه الجيش الأمريكي البريطاني في
الأسابيع القادمة ، لقد اثبت الجيش
والشعب العراقي أن الإنسان يبقى
العامل الرئيسي في الحرب الوطنية
والعادلة ، وان الدفاع عن الوطن والأمة
أهم الحوافز الإنسانية التي يفتقدها
الجيش الأمريكي البريطاني .
أمام
هذه الصعوبات التي تواجهها قوى
العدوان لجأت الولايات المتحدة إلى
الكشف عن نواياها تجاه إيران وسورية ،
وهي قد لا تضطر لان تخوض حربا" شاملة
معهما طالما أن حقول النفط الإيرانية
والسورية قريبة جدا" من حدود العراق
حيث تصبح رهينة عسكرية وسياسية بأن من
الواجب أن لا نقلل من هذه التهديدات
ولا أن نتأخر بالاستعداد الشعبي
والرسمي لمواجهة التهديد بالعدوان ضد
سورية . وان ذلك يستوجب إعلان التعبئة
العامة والرسمية والشعبية المتزامنة
مع مصالحة وطنية عبر توجه القيادة
السياسية العليا إلى الشعب في خطاب
مباشر ، إذ ثمة حاجة لهذا الموقف طالما
أن القوى الاجتماعية والسياسية
السورية أظهرت درجة عالية من الوعي ومن
أولوية مجابهة الأخطار الخارجية بما
فيها نصرة العراق الشقيق .
إن
المواقف المتبادلة بين الشعب والقيادة
السياسية العليا هي التي تعطي
الاستعداد لمجابهة الأخطار الخارجية
ونصرة العراق قيمتها الفعلية .
إن
المواطن الحر أكثر استعدادا" للعطاء
والتضحية خاصة حين يستعيد حقه في
الدفاع عن الوطن وحمل السلاح ، إن ما
يخشاه الوطنيون الصادقون هو أن تعتبر
استعباد تجنيد الشعب مسألة ليست ذات
أهمية ، والأمر يتجاوز حمل السلاح
ومواجهة الغزو عبر الحدود إلى مجابهة
كافة أخطار القصف الجوي والصاروخي
وحاجته لشعب يلبي متطلبات هذه الأعمال
التدميرية بالدفاع المدني الشعبي
والمؤسسة الطبية الشعبية والخدمات –
الاجتماعية الأهلية والشعبية .
إن
صمود بغداد حاجة ملحة ينتظرها تاريخنا
المعاصر لما يحمله من معان ونتائج
سياسية يترتب عليها بداية مرحلة جديدة
لنهوض شعبي عربي شامل ، فلنعمل من اجل
إعطائه مضامين قومية إنسانية وإسلامية
تحريرية نحن بأمس الحاجة لها .
الجمعية
الأهلية لمناهضة الصهيونية
|