تعتيم
في عصر الفضاء
د.عوده
بطرس عوده
أحدث
ما توصل اليه الرئيس بوش ومجموعته
المتحكمة بسلوكه وقراراته الارهابية
هو الأخذ بنهج اتباعه من البعض من
حكامنا فى اخفاء ما تفعله المقاومة
العراقية من بهدلات بقواته
الاحتلالية، وبالقوات التى استأجرها
لرفع معنويات جنوده، وايهام الرأى
العام الأمريكى بان هناك حلفاء مخلصين
لأمريكا! فكما ان اعلامنا العربى
الرسمي، يلتزم تحت طائلة العقاب
بالطرد والتجويع لمن يتجاوز التعليمات
بوجوب الالتزام بالبيانات والتعبيرات
الامريكية مثل تجنب ذكر قوات الاحتلال
والالتزام بالنص الامريكى البريطانى
قوات الحلفاء ، كما يلتزم بعدم الاشادة
بالمقاومة البطولية الخارقة للمقاتل
العراقى القادر بكفاءة عالية فى اسقاط
الطائرات وتدمير الدبابات واختراق
الحصون وقتل الجنود داخل معسكراتهم،
وملاحقة العملاء اعضاء مجلس الحكم
الانتقالى ومجموعة الوزراء من ذويهم
واقربائهم بالموت، ومحاصرتهم داخل
المجمع السكنى المحاط بالحراسات
الأمريكية الذى خصصه لهم معلمهم بريمر..هكذا
بدأ بوش يفرض تعتيما شاملا على الكرة
الأرضية باعتبار أنه الجالس وحده على
قمتها وحر التصرف كيفما يشاء بهذا
العالم.
المقصود
بالتعتيم..الشعب الأمريكى أساسا
وأمتنا العربية عامة، أما ما يتعلق
بالتعتيم على المواطن العربى فأمره
متروك لاتباعه الذين تعلم منهم.
أما
ما يتعلق بالمواطن الأمريكى فأمره
متروك للأخطبوط الصهيونى المتحكم فى
صنع الرأى العام من خلال احتكاره
السيطرة على مختلف الوسائل الإعلامية
التقليدية والمتطورة ابتداء من الصحف
المقروءة اللتين تبثان وحدهما ضعف ما
تبثه وكالات الأنباء العالمية مجتمعة
وصولا الى الفضائيات التلفزيونية
ومكاتب الاعلانات وصناعة السينما!
وينبغى أن لا ينخدع المرء بكتابات
الكتاب الذين يطفح بهم الكيل من جراء
الممارسات الهمجية المنافية تماما
للأخلاق والحقوق الانسانية التى
تعلمها الأمريكيون من الصهاينة
ويمارسونها على نطاق واسع فى العراق
حيث المقاومة التى لم تكن فى حسابات
بوش الابن وتثير فيه قلقا يحرمه النوم.
وقد بلغ التعتيم الاعلامى عما تفعله
هذه المقاومة العراقية بالقوات
الأمريكية والمستأجرة الى حد ملاحقة
مصورى التلفزيونات بالاعتقال و تحطيم
الكاميرات ومصادرة الأفلام كى لا يعرف
الأمريكيون كيف يموت ابناؤهم الذين
يرسلون للحرب والموت من أجل بوش وليس
من أجل أمريكا والويل لمن يتجاوز
البيانات الرسمية الأمريكية!
الذين
التقيهم من العرب الأمريكان الذين
يأتون لزيارة أهلهم وذويهم يجمعون على
أن غالبية ا لأمريكيين لا يعرفون شيئا
عما يجرى فى العراق، فلا الصحافة ولا
النشرات الاخبارية الاذاعية
والتلفزيونية تغطى المعارك اليومية
التى تفرض على ابنائهم حيث يكونون، ولا
صور النيران التى تلتهمهم داخل
دباباتهم. لا شيء من ذلك كما يقول العرب
الأمريكان. ويجمعون على أن الأمريكى
قلق على مصيره فى عمله فى خضم الكساد
والتزايد المستمر فى عمليات الاستغناء
عن العاملين وارتفاع نسبة البطالة
وافلاسات الشركات العملاقة وتردى
الخدمات التعليمية والصحية..!
هذا
التعتيم الاعلامى فى الأجواء
الاقتصادية المحيطة بالولايات
المتحدة من جراء السياسة الاجرامية
العدوانية التى انتهجها بوش الابن
لمصلحة الصهيونية المتحكمة به
وبمؤسسات البيت الأبيض والبنتاغون
تجعل سلوكياته وسياسة أمريكا المتربعة
وحدها على القمة الدولية مماثلة تماما
لسياسة وسلوكيات دولة مكروهة لا سابق
لمثلها فى التاريخ!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|