تجارب
نووية إسرائيلية أثرت على القشرة
الأرضية
وتهددها بعدم الاستقرار
تقرير
بريطاني خطير يحذر مصر من الزلازل
التصدع
الزلزالي في البحر الأحمر يهدد مصر
والأردن وفلسطين
ويتصل
بالفالق الأناضولي الذي فجر زلزال
إيران المدمر
هذا
تقرير خطير يحذر من احتمال دخول مصر
منطقة الزلازل المدمرة خلال السنوات
المقبلة .. ويشير إلي أن استئناف نشاط 'وادي
الصدع' .. للزلازل يجعل مصر ضمن منطقة
زلزالية نشطة في الفترة القادمة.
التقرير
الذي أعده الخبير البريطاني المتخصص
في شئون الزلازل 'داييد مايسور' يكشف
الكثير من المخاطر التي يمكن أن تتعرض
لها مصر، وهو ما يتطلب من أولي الشأن
الاستعداد منذ الآن لمواجهة الخطر قبل
أن يدهمنا، فنجد أنفسنا أسري لكارثة
كبيرة نجانا الله من شرورها ومخاطرها.
يقول
تقرير الخبير البريطاني: إن المشكلة
بالنسبة لمصر أنها من الدول ذات
الكثافة السكانية العالية، وأن أي
نشاط زلزالي بها قد يترك آثارا عميقة،
وأن مصر ظلت لفترة طويلة خارج حزام
الزلازل القاتلة أو الخطيرة، وأن
الجديد الذي حدث منذ فترة قصيرة أن 'وادي
الصدع' الذي يمتد علي طول خمسة آلاف
كيلو متر تقريبا قد بدأ يعاود نشاطه،
وأن هذا هو الذي تسبب في زلازل غير
مؤثرة في السنوات والأشهر القليلة
الماضية في كل من الأردن ومصر، إلا أن
هذا الوادي كان نشيطا قبل قرون عدة في
مصر، وأن نشاطه هذا أدي إلي حدوث زلازل
قوية جدا جعل جزءا كبيرا من الحضارة
المصرية مازال مفقودا حتي الآن، وأن
الزلازل في القرون الماضية كانت تؤدي
لموت آلاف المصريين، إلا أن 'وادي
الصدع' صالح المصريين بعد ذلك، وبعد أن
قتل عشرات الآلاف منهم، وظل لفترة
طويلة هادئا دون نشاط حتي أن نشاطه في
الدول المجاورة لمصر قد بدأ يضعف ويفقد
تأثيره.
يقول
التقرير العلمي المهم: إن وادي الصدع
الزلزالي نشأ أساسا منذ أكثر من 20
مليون سنة، وأن سبب ظهوره الرئيسي في
تلك المنطقة هو تحرك الصفائح
التكتونية للأرض، وأنه ربما كان هذا
الوادي أحد المسئولين مباشرة عن تكون
البحر الأحمر، وامتداد الأنهار في
العديد من دول
هذه المنطقة.
مشكلة
مركبة
ومشكلة
هذا الوادي الزلزالي بحسب التقرير أنه
لا يضم دولة واحدة، وأنه قد ينشط في
منطقة معينة، إلا أنه يخبت في منطقة
أخري، فهذا الوادي يبدأ في شمال سوريا،
ومع ذلك فإن بدايات الوادي ظلت دائما
هادئة، حتي أن الزلازل التي وقعت قبل
ذلك في سوريا لم تكن نشيطة إلا بقدر
محدود .. وذلك بالرغم من أن هذه البداية
توحي بالخطر، لأنه من المفترض أن هذا
الوادي يلتقي مباشرة مع 'الفالق
الأناضولي' الأكثر شهرة، والمسئول عن
زلازل تركيا وإيران، الذي أدي في
الكثير من الأحيان إلي خسائر بشرية
كبيرة وعميقة.
وعلي
الرغم من اتصال 'وادي الصدع' بالفالق
الأناضولي، إلا أن المشكلة في الفترة
القادمة، وكما أظهرتها التقسيمات
الجغرافية الجديدة أن مكمن الخطورة
ليس في الأراضي السورية أو اللبنانية،
لأنه من المعروف أن 'وادي الصدع' يفصل
بين جبال لبنان الشرقية والغربية، ثم
يدخل إلي الأراضي الأردنية عبر البحر
الميت، ومنه إلي الأراضي المصرية في
البحر الأحمر.
وعلي
الرغم من أن منطقة البحر الميت تمثل
أقصي انخفاض للأرض، ويمتد هذا
الانخفاض حتي سيناء والعقبة، ثم
الأراضي المصرية بعد ذلك .. إلا أن
التقسيمات الجغرافية أظهرت أن تجدد
النشاط القوي لوادي الصدع، خاصة في
المنطقة الواقعة بين الأراضي الأردنية
والمصرية يعود إلي
متغيرات غير طبيعية، وأن هذه المتغيرات
سببها 'الإنسان'.
ويشير
التقرير إلي أنه قد ثبت من صور
التقسيمات الجغرافية لتضاريس الأرض،
وعلي حسب صور الأقمار الصناعية التي
تتابع النشاط الزلزالي في هذه المنطقة
أن هناك ثقوبا كبيرة في سطح الأرض،
خاصة في المناطق الصحراوية بين مصر
والأردن، وأن هذه الثقوب الكبيرة هي
نتيجة نشاط
انفجارات نووية قوية حدثت في هذه
المناطق، وأن كل هذه الانفجارات لابد
أن تكون للتجريب النووي، لأنه ليست
هناك أهداف للنشاط النووي في هذه
المنطقة سوي 'للتجريب'.
ولكن
الذي كشفت عنه الدراسات أن هذا النشاط
بدأ مع أوائل السبعينيات، ولكنه زاد
بصورة ملحوظة في الثمانينيات، وكان
أكثر بروزا وخطورة في النصف الثاني من
التسعينيات وحتي أعوام أو أشهر قليلة
مضت، لأن أحد الثقوب البارزة يدل علي
أن هناك تجربة كبري ربما تكون قد وقعت
في فترة لا تزيد علي 7 8 شهور، وأن هذا
النشاط مازال مستمرا حتي الآن.
الموقف
خطير
ويري
تقرير داييد أنه لم يكن معنيا
بالسياسة، أو تطور الأسلحة في الشرق
الأوسط قبل هذا الحدث، والاكتشاف
المهم، إلا أنه، ونظرا لخطورة الموقف،
وما قد يترتب عليه من خسائر بشرية كبري
وهائلة، خاصة في مصر التي ستتأثر أكثر
من الأردن، رأي أن يولي اهتماما
للمسئول عن النشاط النووي في هذه
المنطقة، والمستفيد من ذلك، وأنه لم
يجد غير دولة واحدة هي 'إسرائيل' وأنها
الدولة الوحيدة في المنطقة ذات
التقنيات التكنولوجية النووية
العالية، وأن الإسرائيليين يقومون
بإجراء تجارب نووية دورية ومستمرة،
كذلك فإنهم مهتمون بنقل ودفن المواد
النووية التي تتفاعل في بعض الأحيان مع
هذه القشرة الضعيفة من الأرض.
وقد
تملك داييد اعتقاد جازم بأن
الإسرائيليين لا يقدرون خطورة ما
يقدمون عليه، وكذلك لجهلهم بطبيعة
القشرة الأرضية في هذه المنطقة، وأنه
قرر أن ينصحهم بأن يبتعدوا بتجاربهم
النووية أو دفن هذه المواد عن منطقة
وادي الصدع، أو يقتربوا منها، وإلا فإن
الزلازل الضعيفة
لن ترحم الإسرائيليين أنفسهم، لأن هذا
الوادي في أحد ممراته يمتد إلي فلسطين،
وبالتالي 'إسرائيل' .. وكتب تقريرا بذلك
إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون،
حذره فيه من الاستمرار في النشاط
النووي الإسرائيلي، وشرح له أبعاد
خطورة الموقف، موضحا أن القشرة
الأرضية أصبحت ملتهبة وغير قادرة علي
تحمل هذا النشاط .. كما أظهرت التقسيمات
أن قشرة 'وادي الصدع' .. خاصة في الجزء
الذي يدخل منها إلي الأراضي المصرية،
والذي يعد المسبب الرئيسي لجميع أنواع
الزلازل في مصر قد تأثرت بشدة من حوالي
8 تجارب نووية كانت أكثر قوة، وأن هذه
التجارب جرت مع نهاية الثمانينيات
واستمرت حتي أواخر التسعينيات، وأن
بعضا من ذلك الاهتزاز العنيف لهذه
القشرة الأرضية هو الذي تسبب في
الزلزال العنيف الذي ضرب مصر في
التسعينيات، إلا أن المشكلة الأكثر
خطورة هي أنه بعد هذا الزلزال كان من
المنتظر أن يعود 'وادي الصدع' إلي
هدوئه، وألا يïقلق
المصريين مرة أخري، إلا أن النشاط
النووي العنيف لإسرائيل، والذي زادت
حركته مع النصف الثاني من التسعينيات،
بالإضافة إلي كثافة عدد هذه التجارب،
أو الانشطارات النووية في هذه
المنطقة، يدفع بها لتكون من أخطر ما
يواجهها، لأنها تمثل حدا فاصلا بين
الحياة الموت، وأن كل المشكلات
الأخري، سواء سياسية أو اقتصادية لا
تعادل في أهميتها ولو بنسبة قليلة هذا
الحدث الأكثر أهمية، والذي قد يكون له
الوقع والتأثير الأكبر في السنوات
القليلة القادمة.
التحدي
الأكبر
يقول
التقرير: 'إن التحدي الأكبر الذي يواجه
مصر والأردن تحديدا، وفلسطين بدرجة
أقل هو أن 'وادي الصدع' الذي يسير في
طريق طولي، ومن هذه الممرات الطويلة
يأخذ أحيانا اتجاهات عرضية ومتعرجة في
بعض المناطق يحاصر الدول الثلاث حصارا
كبيرا، فعلي سبيل المثال فإن الوادي
يحاصر مصر من البحر الأحمر، وتلك أخطر
مناطقه، ثم من البحر الأحمر يدخل عرضيا
إلي اريتريا ومنها إلي أثيوبيا .. ومنها
يسير في خطوات متعرجة ليعود إلي مصر من
جديد، ليس من المناطق الجنوبية فقط،
ولكن أيضا من المناطق الشرقية
والغربية، مما يعني أن 'وادي الصدع'
الذي
تميز بهدوئه لأكثر من قرن كامل يكاد يطبق
في السنوات القادمة علي المصريين ..
وكما يقول: 'داييد' فإن الوضع الآن هو أن
هذا الوادي أصبح الآن يستغيث، وكأن
لسان حاله يقول للمصريين: 'أنقذوني قبل
أن أقتلكم .. أنقذوني من النشاط النووي
الإسرائيلي'.
وقد
اعترف 'داييد' بأن المراكز العلمية
الحكومية في أمريكا تلقت أمرا بأن تكون
نتائج هذه الدراسات سرية للغاية، ولا
يجوز الاطلاع عليها لأي سبب من هذه
الأسباب، وقد استنكر 'داييد' هذا
التصرف الأمريكي، معتبرا أن هذا الأمر
لا يمكن أن يكون سريا، لأنه لا يتعلق
بأسلحة يمكن إخفاؤها، أو مشكلات
سياسية، أو تقارير اقتصادية، وإنما
يتعلق بحياة شعب بأكمله، وشعوب أخري
مجاورة مهددة من نشاط زلزالي عنيف،
وطلب من الحكومة الأمريكية أن يكون
لديها ضمير علمي وإنساني يقظ لإنقاذ
الملايين من البشر.
وبعد
عملية بحث قام بها، تأكد 'داييد' أن
العلاقات الخاصة جدا بين الأمريكيين
والإسرائيليين وراء هذا الموقف، وأن
الأمريكيين لا يريدون إثارة المزيد من
التوتر بالمنطقة بالكشف عن أخطر ما في
جعبة الأقمار الصناعية من صور لتضاريس
وجغرافية القشرة الأرضية في هذه
المنطقة.
ويؤكد
تقرير 'داييد' ما أوضحته هذه الصور
بجلاء من خلال مقارنتها ببعضها في
سنوات متفرقة هو أن التجريب النووي
الذي يتم إجراؤه في مناطق محددة، حتي
عندما يتم الابتعاد عن هذه المناطق فإن
ذلك لا يكون إلا بأقل من (100) كيلو متر،
والتي تعني عمليا أنها تدخل في منطقة
واحدة، وأن إسرائيل، عن غير عمد هكذا
يقول التقرير وقع اختيارها علي مناطق
محيطة وقريبة جدا من التصدع الزلزالي،
وأحيانا في ذات المنطقة، وهذا يحدث
مرتين أو ثلاثا، وفي المرات الثلاث
التي حدث فيها التجريب علي منطقة
التصدع ذاته، حدثت بعدها بأيام قليلة
زلازل في المنطقة، وأن مصر أصيبت من
هذه الزلازل، وأنه اطلع علي التقارير
العلمية في وقتها، ودرس المبررات التي
أكدت علي التصدع الزلزالي في البحر
الأحمر، وميناء العقبة الأردني، إلا
أن الصور والأبحاث القديمة التي كانت
لديه تؤكد أن المنطقة الزلزالية ذات
نشاط هادئ، وأن هذا يعني علميا خروج
مصر من منطقة الحزام الزلزالي في منطقة
الشرق الأوسط، وأنه كان يبدي اندهاشا
من تحرك هذا النشاط الزلزالي في هذه
المنطقة، لأن حركته لم تكن طبيعية،
وأنه كان يري أن هناك عوامل أخري يجب
الوقوف عليها .. وقد تولد لديه شك في
لحظة معينة بأن دولة ما في هذه
المنطقة، أو دولة من خارجها لديها
برنامج نووي، وتستغل هذه المنطقة في
تجريب أسلحة نووية حديثة، مما يزيد من
خطورة التصدع الزلزالي.
أدلة
يقينية
يقول
'داييد' في تقريره إن شكوكه هذه لم يكن
يدعمها أي منطق علمي، أو مبررات علمية
لديها الأدلة اليقينية علي ذلك، حتي
أتيحت له فرصة الاطلاع بوصفه خبيرا
دوليا في النشاط الزلزالي علي صورة
الأقمار الصناعية الأمريكية في مراكز
لم يسمها التقرير وأنه قد راعه حجم
الثقوب التي أبرزتها هذه الصور في
القشرة الأرضية، وأن الصور الحديثة
أبرزت زيادة حجم هذه الثقوب .. إلا أن
الخطورة كما يقول 'داييد' أنه نظرا لأن
النشاط النووي الإسرائيلي يقع في
مناطق متقاربة من بعضها، وتكاد تكون
واحدة، وبالقرب من البحر الأحمر، فإن
هذا يجعل الفجوات العميقة التي تصيب
التصدع الزلزالي ليست كثيرة فحسب،
ولكن كل فجوة تزداد اتساعا وهوة.
ومع
كل اتساع تبدأ فعالية الفجوة في تحريك
هذا التصدع، وبالتالي زيادة الهشاشة
في القشرة الأرضية، مما يجعلها عرضة
مباشرة لأي تحرك زلزالي.
يقول
التقرير إن الوضع حتي الآن يبدو خطيرا،
ولكنه سيزداد خطورة ويصبح شديدا في
السنوات القليلة المقبلة .. والذي حدث
أنه في الثمانينيات كان حجم الثقوب
صغيرا، وعلي الرغم من أنها لم تكن
مؤثرة في هذا الوقت، إلا أنها زادت من
طول التعرجات في التصدع الزلزالي،
وأنه يعتقد أن هذا أحد الأسباب
المباشرة لاتصال هذا التصدع بالفالق
الأناضولي الأكثر شهرة في تاريخ
الزلازل 'والذي مثل أحد الأسباب
المباشرة في الزلازل الأخيرة والمدمرة
التي شهدتها إيران' وهذا يعني من وجهة
نظره العلمية أن زلازل الفالق
الأناضولي سوف يتأثر بها حتما التصدع
الزلزالي في البحر الأحمر، وأن هذا
السبب في حد ذاته كافي للزلازل الخطيرة
التي يمكن أن تضرب مصر والأردن في
السنوات والأشهر القادمة .. ولكن أن
يتفاعل ذلك مع نشاط وتفجيرات نووية
مازالت قائمة حتي الآن .. فكيف يمكن
علاج الأوضاع بعد ذلك؟
وكما
يقول التقرير فإن مشكلة التفجيرات
النووية، وما تحدثه من فجوات عميقة في
مناطق هذا التصدع أنها غير قابلة
للعلاج المستقبلي، أي أن ما حدث يجعل
الأوضاع قائمة علي ما هي عليه، ولكن
هذه الأوضاع تتغير مع أي أنشطة جديدة،
لأنها تزيد من فعاليتها، وتحرك
الأنشطة الزلزالية .. هذا بالإضافة إلي
أن هذه الفجوات من جراء التجريب النووي
قد تبدو ساكنة ظاهريا .. ولكن فجأة،
ونظرا لحدوث أية متغيرات جديدة قد
تتغير وتضرب بشدة في كل اتجاه.
ويرى
التقرير أنه إذا كانت الأراضي في مصر
هي الأشد تأثرا .. إلا أن ذلك لن يعفي
المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية
'يذكر أن الهزة الزلزالية الأخيرة التي
ضربت الأراضي الفلسطينية، أدت إلي
تصدع سقف الكنيست الإسرائيلي' .. علي
الرغم من الطبقة العازلة القوية في هذا
السقف، كما أن وزارة التعليم العالي
الإسرائيلية أصيبت بأضرار في الزلزال
الذي وقع في 11 فبراير الجاري .. ولكن ضعف
تأثيره في مصر يعود إلي أن النشاط
الزلزالي في هذه المرة كان مصدره البحر
الميت قريب الصلة بالبحر الأحمر، مما
يعني من وجهة النظر العلمية لبعض
التقارير أن مواطن الخطر قد بدأت فعلا،
لأنه علي حسب تقرير داييد فإن الفجوات
العميقة، والتي أبرزتها صور الأقمار
الصناعية كثقوب في الأرض قد زادت بصورة
ملحوظة كميا وكيفيا، حتي أن إحدي هذه
التجارب القوية في التسعينيات أبرزت
وجود تعرج جديد في التصدع الزلزالي ..
أي أنه بدأ يشق طريقا جديدا له في منطقة
البحر الأحمر، وأن هذا التعرج ضرب مصر
واريتريا معا .. مما يعني أن أفريقيا
التي كانت بعيدة عن النشاط الزلزالي
أصبحت هي الأخري بفعل النشاط النووي
الإسرائيلي في داخل الدائرة الزلزالية
المنشأة حديثا، وبغير عوامل الطبيعة،
أي
استنادا إلي عوامل بشرية .. وحتي التأثير
في النشاط الزلزالي علي النحو السابق
ذكره، فإنه لابد أن تكون إسرائيل
استخدمت فعليا أجهزة متطورة للغاية.
تطور
هائل
وبحسب
التقرير، فإن صور الأقمار الصناعية
أوضحت مدي التطور الهائل في البرنامج
النووي الإسرائيلي، لأن القشرة
الأرضية منذ تكوينها قادرة علي امتصاص
الصدمات القوية، والتي هي من نتاج
عوامل بشرية، فالقنابل لم تستطع أن
تنال منها أو تؤثر فيها، وأن جميع
الأنشطة العسكرية الأخري لم تؤثر أيضا
إلا بقدر محدود للغاية، مما يدل علي
التطور الهائل في البرنامج الإسرائيلي.
ومما
يؤكد هذه الحقيقة كما يقول التقرير أن
إحدي التجارب المهمة والتي تعمل
إسرائيل علي اتخاذ احتياطات بالغة من
أجل منع علانيتها أو شعور الدول
المجاورة بهذه البرامج .. ويرجح
التقرير أن تكون هذه التجربة قد تمت
بعد عام 1994، وأنه من سوء حظ القشرة
الأرضة أن هذه التجربة جاءت مباشرة من
التصدع الزلزالي، وأنها أدت إلي
تباعده بمقدار أضعاف مضاعفة، مما أدي
إلي زيادة النشاط البركاني في هذه
المنطقة.
ويضيف
التقرير: 'أن هذا التصدع الزلزالي يصل
حاليا إلي منطقة البحيرات،. ويمتد إلي
كينيا وتنزانيا واثيوبيا، مما يعني
أنه أصبح لصيق الصلة بدول نهر النيل ..
أي أن هناك تعرجات جديدة تمتد من البحر
الأحمر لتشكل في الجنوب امتدادا مع نهر
النيل، وأنه مع زيادة النشاط النووي
الإسرائيلي، فإن هذا النشاط يزداد حدة
وخطرا، لأنه يؤدي إلي اتساع امتداد
التصدع، مما يجعل دول نهر النيل ستتأثر
مباشرة بأي زلزال قادم من البحر
الأحمر، لأن هناك تعرجا نيليا يتصل به.
ويشير
التقرير إلي أنه وفق التقديرات
والسوابق الزلزالية، فإن الزلازل في
هذه المنطقة لا تكون ضعيفة، أو محدودة
التأثير، وإنما تكون متوسطة، وأحيانا
قوية، وأنها وفق السوابق الزلزالية،
لن تقل عن (1،5) علي مقياس ريختر، وأن
مصدر الهزات الأرضية ليس بعيدا عن باطن
الأرض، وهذا ما يعطي لهذه الزلازل
خاصية أخري .. فوفق ما حدث فإن مصدر
الهزة لم يكن يبتعد أكثر من 16 أو 17 كيلو
مترا عن باطن الأرض، وكلما اقترب مصدر
الهزة من أعلاها، أو مسطح الأرض فإن
هذا في حد ذاته يعطي قوة إضافية كبري
لهذه الهزات والزلازل.
ويشير
التقرير إلي أن التجريب النووي
الإسرائيلي أو النشاط البشري هو الذي
يؤدي لذلك أي يقترب مصدر الهزة من سطح
الأرض لكن المشكلة الحقيقية في هذه
المنطقة أن هذا النشاط يتلاحم مع
الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية،
وهي مهيأة أصلا لنشاط زلزالي، أي أن ما
يحدث في مصدر الهزة والقريب من سطح
الأرض من تحركات وتبدلات بفعل النشاط
النووي، فإن ما تحته أي علي بعد حوالي 50
كيلو مترا من باطن أو سطح الأرض هو في
ذاته يحمل عوامل مهيجة للنشاط
البركاني .. وعندما يتلاحم الاثنان فإن
الزلزال لابد أن يكون قويا ومؤثرا
وفعالا ومؤديا لأضرار جسيمة.
وفي
الختام حذر التقرير من أن استمرار هذا
النشاط البشري قد يؤدي إلي اختفاء
العديد من المدن الواقعة فى هذة
المنطقة
|