آخر تحديث يوم الأربعاء 08 - 10 - 2003م

.....

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

تعليق على مقال 

(أين الشعب الاميركي من ديمقراطية النخبة)

محمد زهير الخطيب / كندا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي تعليق على كلمة الاستاذ الفاضل نجيب السلماني الذي نشرتموه تحت عنوان (أين الشعب الاميركي من ديمقراطية النخبة)

لقد وصف الكاتب الانتخابات الأميركية التي أوصلت بوش الابن الى الحكم بأنها مهزلة وأن الديمقراطية الاميركية هي عبارة عن لعبة رهان ومقامرة وأن الألاعيب الانتخابية هي التي تقرر من يحكم  ..)

قال تعالى: ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا ..)

أنا أختلف مع الكاتب فيما ذهب اليه واريد بحث الموضوع من ناحيتين:

1ـ أصل النظام الديمقراطي الاميركي

2ـ تطبيقه

فاما الشكل النظري لنظام الانتخابات الأميركي فلا شك أنه من أرقى أنظمة اختيار السلطة الذي عرفته البشرية لا يجادل في ذلك إلا مكابر، ولا شك أنه حلم من أحلام جميع الشعوب المقهورة وجميع الاحزاب المحظورة في كل دول العالم المتخلف وأخص بالذكر منها الدول العربية. ولم أذكر دول العالم المتحضر لأنها انتهت من هذا الأمر واختار نموذج اليمقراطية الاميركية أو نماذج مشابهة له كما هو الحال في أكثر الدول الاوروبية مثلا.

أما التطبيق فهذا أمر جدير بالاهتمام حقيقة وله علاقة كبيرة ببنية المجتمع الاقتصادية والاخلاقية والعرقية والطائفية .. ومن الصعوبة بمكان تطبيقه بطريقة حيادية كاملة.

وإذا كان مدار بحثنا هو كيف طبقت الديمقراطية في الانتخابات الاميركية السابقة فاعتقد أنها طبقت بشكل يشرف الشعب الاميركي لما تحلى به من ضبط أعصاب وصبر حتى ظهرت النتيجة ثم ما تحلى به نصف المجتمع الاميركي الذي خسر مرشحه (آل جور) من أريحية وحضارية حيث أقر آل جور بقبول حكم المحكمة التي حكمت لخصمه بفارق بسيط جدا في الاصوات، أعتقد أنها صورة حضارية يحق للاميركان أن يفخروا بها ، ولا شك أن للشركات الكبيرة دور مهم في الانتخابات، ولكنه دورمنضبط بالقانون ولو كان هناك مخالفات صريحة لبينها الحزب الديمقراطي الحاكم الذي كان جور فيه نائب رئيس الجمهورية، فهل خفيت هذه المخالفات على جور أم أنه خاف أن يتكلم عنها؟ ولا ننسى أن الجالية المسلمة في اميركا على ضعفها وقلتها قد شاركت في هذه الانتخابات ونسبت لنفسها انجاح بوش في حفة من الاصوات قدمها المسلمون لبوش في ولاية فلوريدا.

إن وجود شريحة كبيرة من الشعب الاميركي لا مبالية أمر لا يتعلق بسلامة النهج الديمقراطي بل يتعلق بمسؤولية هؤلاء الناس أنفسهم، وعندما شعر هؤلاء الناس بأن بوش الاب أهمل شأنهم الداخلي على حساب القضايا الخارجية اسقطوه في الانتخابات التي أعقبت حرب الخليج الثانية وجاءت بكلنتون.

حتى محاور الضغط التي تعمل في امريكا فان القانون لا يفتح الباب أمام بعضها ويغلقه أم أخرى، إنما هو سواء للطالبين، وعندما تقوم الجالية المسلمة في امركا بمسؤلياتها على الوجه الاكمل فانها مرشحة لأن تكون أكتر فاعلية من محاور الضغط اليهودية لان محاور الضغط المسلمة ستكون أكثر عدلا وأخلاقا ونزاهة وحرصا على مصلحة أمريكا ومصلحة المواطن الاميركي البسيط الذي لا مصلحة له في المزالق التي يجره اليها اليهود.

علينا ألا نضيع الوقت بالبكاء والصراخ والنقد الاعور وأن نشمر عن ساعد الجد لنشر الديقراطية والحرية والعدالة في كل مكان وأن ننشر الوعي والحقائق التي تعيين عشاق الديمقراطية على تطبيق أفضل لديمقراطيتهم.