مشاركات
وصل
إلى برق الشرق :
إنفجار
بيت حانون وإعادة
ترتيب
العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية
عقبة
مشوح*
يبدو
أن الحظ العاثر لكل من الأمريكيين
والفلسطينيين هو العنوان الرئيسي
للإنفجار الذي تعرضت له قافلة
أكاديمية أمريكية وراح ضحيته ثلاثة
حراس أمريكيين تحولوا إلى أشلاء وذلك
إثر مرور سيارتهم فوق لغم أرضي عند
مدخل بيت حانون في قطاع غزة.
ومما
يدلل الأتجاه الذي يبرر الإنفجار
بالخطأ أن قطاع غزة مُعرض في هذه
الأيام إلى اجتياح متوقع من قبل
الإسرائيليين سيستلزم تلغيم كل
المداخل إليه بالإضافة إلى أن اللغم
كما صرحت وسائل الإعلام من النوع شديد
الإنفجار الذي يوضع للآليات الثقيلة
كالدبابات والجرافات ، بالإضافة إلى
أن منطقة بيت حانون هي منطقة فلسطينية
منكوبة تعرضت كثيراً في الفترة
الأخيرة إلى الإحتلال الإسرائيلي فلا
يستبعد أن يكون هذا اللغم من مخلفات
الجيش الإسرائيلي أو المقاومة
الفلسطينية إضافة إلى أن أغلب الفصائل
أعلنت برائتها من هذه العملية والتي
كان المستهدف فيها وفد أكاديمي يقدم
خدمة للفلسطينيين ويشكل هدفاً غير
مرغوب لأحد البتة، وقبل ذلك فإن
الإستراتيجية للمقاومة الفلسطينية
بكافة فصائلها والتي أتاحت لها نجاحاً
وقانونية عند الكثير وهي مقاومة
الإحتلال الإسرائيلي في الأرض
الفلسطينية فقط دون غيرها مما جنبها
الكثير من المشاكل وأضفى عليها الكثير
من الشرعية ، فمن المستبعد أن تغير هذه
الإستراتيجية الثابتة في لحظات حتى
ولو كان الهدف أمريكا التي عانى
الفلسطينيون منها الكثير بدعمها اللا
محدود لإسرائيل، ولعل القدر وحده هو من
جعل هذه العملية تأتي بعد ساعات من
إبراز أمريكا للفيتو في مجلس الأمن ضد
قرار يدين الجدار الفاصل الإسرائيلي،
وآخر دلالة تدعم تدعم هذا الإتجاه هو
دبابة اسرائيلية انفجرت عقب هذا
الحادث بقليل نتيجة لغم مشابه للغم هذا
الحادث وذلك في شمال قطاع غزة وأدى إلى
جرح ثلاث جنود.
إلا
أن نظرية المؤامرة لا تزال تجد لها
رواجاً بين البعض ويبرر لها أصحابها
بالفوائد والمصلحة الإسرائيلية
الكبيرة من هذا الإنفجار، كما اشارت
بذلك عدة فصائل فلسطينية ومنها كتائب
شهداء الأقصى التي اتهمت صراحة
المخابرات الإسرائيلية بتدبير هذا
الحادث . والواقع أن مصلحة إسرائيل هنا
تتمثل في زيادة الضغط على عرفات
والفصائل الفلسطينية من قبل الإدارة
الأمريكية وربما شمولهم بحربها ضد
الإرهاب، إضافة إلى الضغط بإتجاه عدم
إرسال مراقبين أو جنود دوليين إلى
الأراضي الفلسطينية المرغوب رسميا من
قبل الحكومة الفلسطينية والمرفوض
إسرائيلياً، ويبدو هذا الحادث كمبرر
إسرائيلي لإجتياح القطاع كافة بإعطاء
إذن من قبل الإدارة الأمريكية عقب
الحادث لإسرائيل كي تقوم بعملية تجتاح
فيها قطاع غزة كاملة ومما يعزز هذا
الرأي هو الأمر الأمريكي لرعايها في
القطاع بمغادرته فوراً وبطلب مساعدة
إسرائيل في هذا الأمر . ومن الدلائل
الأخرى على هذا الأمر هو التاريخ
الإسرائيلي المعروف في إغتيال وقتل أي
شخص يحقق التخلص منه مصلحتها بدءاً
بقتل المندوب السامي البريطاني الكونت
برنادوت بتفجير فندق الملك داوود إلى
غيرها من العمليات الأخرى والتجسسية
على كل الدول حتى الحليفة والصديقة
كأمريكا.
ومهما
كان سبب هذا الإنفجار فإنه بلا شك يمثل
هدية من السماء لإسرائيل ونذير شؤم
للفلسطينيين وحكومة قريع المتخبطة
ببرنامجها ومسمياتها إلى الآن فهو
نقطة إضافية في رصيد إسرائيل في حربها
ضد الفلسطينيين وسيعيد هذا الإنفجار
بشكل كبير ترتيب العلاقات مع
الفلسطينيين وحكومتهم والذي سيكون
غالباً بالإتجاه السلبي من حيث تهميش
أكبر بعرفات ومحاولة إبراز حكومة
فلسطينية تحاول القضاء على الإنتفاضة والفصائل المسلحة
وإن لم تنجح فبإعطاء إذن لشارون
بالقضاء على ما تبقى من السلطة وهذا ما
سيمثل منحى جديد وكبير ومهم في القضية
الفلسطينية يدخلها في حقبة جديدة في
نضالها ضد المحتل.
*كاتب
وباحث سوري
|