آخر تحديث يوم الخميس 12 - 06 - 2003م

.....

مشاركات

وصل إلى برق الشرق :

الطريق لإنقاذ شارون من مأزق المقاومة

إسماعيل العماري

خلط المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات السياسية والعزف على أوتار الديمقراطية والسعي إلى تجريد العرب من كل مقوماتهم الحضارية والنضالية لدفعهم نحو الانصياع والاستسلام الكامل للشروط الإسرائيلية وإجبارهم على التخلي عن ثوابتهم أصبح الأسلوب الجديد للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية .

فما جاء في خطاب الرئيس بوش من ربط بين نجاح ما يسمى بخارطة الطريق وضرورة تحقيق الإصلاحات السياسية والتعليمية في المجتمعات العربية ، وإلحاق الهزيمة بما يسمى بالإرهاب ، وتهيئة المنطقة العربية لإقامة منطقة تجارة حرة بين أمريكا والشرق الأوسط ، يؤكد المنطق الأمريكي الجديد في التعامل والذي يحمّل العرب مسؤولية العنف القائم ، واتهام انتفاضة الشعب الفلسطيني بالإرهاب ، في الوقت الذي تعتبر فيه الجرائم البشعة التى تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني واحتلالها للمدن الفلسطينية من أعمال الدفاع عن النفس ، هو تبن صريح لوجهة النظر الإسرائيلية التى تدعو إلي ضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بالقضاء على الانتفاضة وإخمادها واستئصال جذورها وبموافقة وتحت مظلة سياسة عربية تدعم هذه السياسات ، بحجة عدم القدرة على الدخول في مفاوضات سلمية في ظل وجود المقاومة الفلسطينية رغم أن شارون يعرف أن خارطة الطريق صممت لإنقاذه من مأزق الحرب الفاشلة التى تشنها آلته العسكرية المدمرة على الشعب الفلسطيني وإنقاذ اقتصاد الكيان الصهيوني من الأزمات الخانقة التى يعيشها بفعل ضربات المقاومة ، ويدرك ايضاً أنها تتجاهل تماماً حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في استرداد أرضه واقامة دولته المستقلة ، ويعلم جيداً أبعاد ومغزى الشروط التعجيزية التى طرحها ( بوش ) لتنفيذ خارطة الطريق والتي لن تفضي إلا إلى مزيد من أحكام السيطرة والهيمنة الصهيونية على المنطقة بأكملها ..

12/06/2003