السر في التفاصيل الصغيرة
الأسباب
الحقيقية للعدوان على العراق
(5)
الشركات
الأمريكية تتسابق منذ الآن
لتنفيذ
عقود في عراق ما بعد التغيير
تطمح
جميع الشركات الكبيرة في العادة بعقود
كبيرة، ومثل غيرها من الشركات تفكر
ثلاث شركات من كاليفورنيا هي (باكتل
غروب أي ان سي) التي تنفذ عقداً لمصهر
المنيوم في البحرين بقيمة 1.6 مليار
دولار، وشركة (بارسونز كورب) التي
تعتزم بناء مدينة لإيواء 200 ألف شخص في
صحراء المملكة العربية السعودية (!!)
إضافة إلى شركة (فلاور كورب) التي وقعت
عقداً لتطوير حقول نفط في كازاخستان
بقيمة 1.3 مليار دولار.
وحين
تطرح وكالة التنمية الدولية صفقة
فيمتها 600 مليون دولار قد تبدو هذه
الصفقة متواضعة نسبياً عند مقارنتها
بمثل تلك العقود. لكن هذه الشركات
تلقفت الأمر عندما عرضت عليها الصفقة
بغبطة كبيرة، وسارعت إلى تقديم عروضها
ومخططاتها حينما علمت أن العقد خارج
حدود الولايات المتحدة وبالتحديد في
العراق. والسبب
ببساطة أنه لا توجد شركة واحدة لا تفكر
باغتنام فرصة تنفيذ عقد بناء في العراق
لأنها تدرك ببساطة أنه ليس سوى بداية
لسلسلة من العقود الاستثمارية الكبيرة.
وعبر عن هذه الطموحات تشارلي تايفر
نائب المستشار العام لمجلس الممثلين
للشركات الأمريكية أن صفقة بقيمة 600
مليون دولار يمكن تخيلها ببساطة أن
تتحول إلى مليارات الدولارات، وستكون
أموال حقيقية ولا أعتقد أن أحداً يريد
تفويت مثل تلك الفرصة. كما أن هذه
العقود ستكون مضمونة الأرباح نظراً
لما تتمتع به من تسهيلات ضريبية فضلاً
عن انخفاض التكلفة.
وهذا
الأسبوع سيتم الإعلان عن أول شركة تحصل
على هذا الامتياز ومعروف ما يمنحها ذلك
من إعفاءات وتسهيلات إضافية وكونها
تحقق سبقاً تجارياً في عراق ما بعد
التحرير.
وبمجرد
أن تأخذ تلك الشركات موطأ قدم هناك
وتحقق بعض النجاح فإنها تستطيع أن تطور
من فرص استثماراتها بشكل أكبر.
وتدرك
الشركات الأجنبية وحكوماتها أن لا حصة
لها للمنافسة في الحصول على تلك
العروض،
وبدأ منظمو الصفقات يستشعرون بخطورة
قوة الروابط بين الوكالة وأعضاء الحزب
الجمهوري أو إدارة الرئيس دبليو بوش
ذلك لأن وكالة التنمية الدولية التي
كانت لا تحصل إلا على أموال ضئيلة في
السابق ستحصل في المستقبل على مليارات
الدولارات من الإدارة الأمريكية عندما
تباشر بتنفيذ تلك العقود.
خدمة
لوس أنجيلوس تايمز
نقلاً
عن جريدة (الشرق الأوسط)
|