السر في التفاصيل الصغيرة
الأسباب
الحقيقة للعدوان على العراق
(7)
خمسة
وعشرون مفكراً أمريكياً معظمهم يهود
أعدوا قبل سنة
مشروع
الحرب الكبرى
(ولدت
فكرة الحرب على العراق في أدمغة خمسة
عشر مفكراً أمريكياً من المحافظين
الجدد، جميعهم تقريباً من اليهود
الذين يدفعون الرئيس الأمريكي إلى
تغيير التاريخ، إلى حرب كبرى من أجل
هيكلة شرق أوسط جديد، حرب أعد لها أن
تغير الثقافة السياسية للمنطقة كلها).
بهذه
الكلمات افتتح مراسل صحيفة (هآرتس)
العبرية في واشنطن تقريراً مطولاً
كرسه للنفوذ اليهودي المتعاظم في
دائرة صنع القرار في الولايات المتحدة.
وأضاف أن تلك المجموعة تبنت قبل سنة
مشروع شن حرب على العراق، (لاعتقاد
أفرادها بأن أفكاراً سياسية تشكل قوة
دفع مركزية في التاريخ، على أن يدمج
الفكر السياسي الصحيح بين الأخلاقيات
والقوة، وحقوق الإنسان والصرامة).
ويذكر المراسل أن المجموعة تضم موظفين
يهود كباراً في الإدارة الأمريكية
أمثال ريتشارد بيرل وبول ولفوفيتز
وداغ فات واليوت ابراهامز وصحافيين
وكتاب أعمدة بارزين، يهود أيضاً،
أمثال بيل كريستول
وتشارلز كراوتهايمر. ويقول
كريستول إن المبدأ الذي تبنته
المجموعة يستند إلى اعتبار أن أساس
المشكلة مع الشرق الأوسط يكمن في غياب
الديموقراطية والحريات (ويحتم علينا
العمل من أجل إرساء نظام عالمي جديد
واللجوء إلى القوة من أجل ترسيخه).
ويضيف أنه بعد العراق يجب أن تطاول
التغييرات دولاً عربية أخرى بينها مصر.
ويخلص
إلى أن الولايات المتحدة ستجد نفسها
مضطرة إلى ممارسة الصرامة والعنف لفرض
الديموقراطية وهكذا (جاءت الحرب على
العراق من خلال إدراك أمريكي بأن على
الولايات المتحدة أن تبادر إلى تصميم
عالم على صورتها قبل أن يصممها العالم
على صورته).
ويتفق
الكاتب في (واشنطن بوست) و(تايم) تشارلز
كراوتهايمر مع زميله في تبرير الحرب
الأمريكية على العراق بـ (إدراك
الأمريكيين بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أن
عليهم البدء بتدمير أسلحة دمار شامل
قبل أن تحصل عليها تنظيمات إرهابية
ويكونون (الأمريكيون) ضحايا وقوفهم
مكتوفي الأيدي ومتفرجين). وتشير (هآرتس)
إلى أن كراوتهايمر كان من أوائل
الداعين، بعد أسابيع على أحداث 11
أيلول، إلى استهداف بغداد من أجل تجريد
العراق من أسلحة الدمار لشامل، وكي
يحفز نظام موال للغرب في هذا البلد (المتمردين
في إيران ويردع سورية ويسرع عملية
التغيير المرجوة في الشرق الأوسط).
ويتابع
كراوتهايمر أن الاستراتيجية الوحيدة
المتوافرة لدى الولايات المتحدة
لتطبيق سياسية دمقرطة الدول العربية
هي استراتيجية الحرب الوقائية (لا
المصالحة أو الردع)، وهذا ما يطبق الآن
في الحرب على العراق. ويعتبر أن
الانتصار الأمريكي فيها سيبلور وجه
الشرق الأوسط للأعوام الـ 25 المقبلة.
لكنه يستدرك أنه في حال تأخر تحقيق
الانتصار العسكري أو (تلوث)، لن يكون
ممكناً توسيع الحرب بعد العراق إلى دول
أخرى.
|