صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 14 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

السر في التفاصيل الصغيرة

            (9)

لم تكن المعارضة العراقية في وارد الولايات المتحدة. ولم تذرف الولايات المتحدة، دمعة واحدة على إنسان عربي أو كردي كسر إرادته ما فرضت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة من استبداد !! وهذا الذي رددناه كثيراً وطويلاً، بعض المعارضين العراقيين عندما كانوا يساومون على وطنهم في سوق النخاسة، كانوا يصمون آذاننا بالحديث عن تقاطع المصالح وأحياناً، ولمزيد من إقناعنا يتحدثون عن تقاطع مصالح (وقتي) أو تكتيكي. ولكنهم أبداً لم يقنعوا أنفسهم فيما نظن، ذلك لمن كانت له نفس منهم.

واليوم وقد بدأت الصحف تُنشر، لتبرز بعض التفاصيل الصغيرة، عن أسرار الارتباط التي جعلت للمعارضة العراقية ساحتها ومساحتها. تؤكد هذه الأسرار أن معادلة المعارضات الوطنية ستكون أكثر صعوبة، وأن معركتها ستكون أكثر حرارة، وأن قدرها في هذا الزمان الصعب كل ما فيه، أن تقع بين المطرقة والسندان...

الإيباك والمعارضة العراقية

ناتان غوتمان

واشنطن ـ دعي زائر غير عادي إلى إلقاء كلمة في المؤتمر السنوي الذي عقده الأسبوع الفائت في واشنطن (الإيباك)، (اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة) رئيس مكتب واشنطن في (المجلس الوطني العراقي) (انتفاض قنبر). وهذا المجلس هو أحد أبرز مجموعات المعارضة خارج العراق، ويعتبر قادته أنفسهم مرشحين طبيعيين لمراكز القيادة في مرحلة ما بعد صدام حسين. وتعكس دعوة قنبر إلى المؤتمر محاولة أولى لكشف النقاب عن الروابط بين المجتمع اليهودي الأمريكي والمعارضة العراقية، بعد سنوات جهد الطرفان خلالها لكتم هذه العلاقة.

إن الاعتبارات التي تقف في وجه افتضاح مدى التعاون على نحو علني جلية ـ فإفشاء الروابط المغالية في التقرب من اليهود لن يخدم المنظمات التي تطمح إلى قيادة الشعب العراقي حالياً، وفي خضم التنافس حول القيادة المستقبلية للبلاد بين مجموعات المعارضة في الخارج، والمعارضة الداخلية والمواطنين العراقيين، من شبه المؤكد أنه من غير المرغوب فيه أن يتباهي اللوبي اليهودي بروابط وثيقة من أي من هذه المجموعات، بطريقة قد تتسبب بعزلها عن الباقين.

ويقول ناشط بارز في إحدى أكبر المنظمات اليهودية (في المرحلة الراهنة، لا نريد التورط في هذا النقاش).

وفي النهاية، لم يحضر انتفاض قنبر مؤتمر (الإيباك). ففي اللحظة الأخيرة، طلبت منه الإدارة الأمريكية التوجه إلى شمال العراق للمساعدة في تنظيم معارضة صدام هناك. تكلم بدلاً عنه في المؤتمر ناشط معارض آخر مشهور جداً هو (كنعان مكية) الأقل تماهياً مع المنظمات العراقية في المنفى.

تحافظ المجموعات اليهودية على علاقات مضمرة مع كل مجموعة عراقية تقريباً، وقد التقت في الماضي حتى مع أبرز قائد في المعارضة، أحمد جلبي. وكان الهدف الأساسي تبادل المعلومات، لكن ثمة محاولة أيضاً لإقناع العراقيين بالحاجة إلى علاقات جيدة مع إسرائيل واليهودية العالمية.

يقول أحد الناشطين اليهود (عليك أن تكون واقعياً في شأن أهدافك. عليك أن تفهم أن العراق سيكون دولة عربية وأنه لا ينبغي اعتماد سياسة خارجية مثيرة للجدل).

برغم ذلك، يعلن الناشطون اليهود بوضوح أنهم يتوقعون من النظام العراقي المستقبلي أن يلزم نفسه ألا يكون عدوانياً حيال إسرائيل وأن يعتمد وجهة النظر السائدة في العالم العربي، أي (كموقف السعودية ودول الخليج)، وفق الناشط.

وأشارت مصادر في المجتمع اليهودي الأسبوع الماضي إلى أنه بينما عبرت جماعة جلبي عن آراء إيجابية إزاء إسرائيل في حوارات مع اليهود، فإن عدنان بشاشي، وهو قائد معارضة آخر أسس أخيراً حركة معارضة تتنافس مع المجلس الوطني العراقي، قال الأسبوع الماضي في لندن إنه لا يتوقع علاقات جيدة بين العراق الجديد وإسرائيل إذ سيكون هذا لا أخلاقياً بالنسبة إلى المصالح العراقية.

بالإضافة إلى مؤتمر (الإيباك) السنوي، حدثان آخران أساسيان في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أكدا على سلسلة الآراء داخل المجتمع اليهودي الأمريكي حول الحرب (...). ففي لوس أنجلوس، اجتمع أعضاء من الجمعية الحاخامية للحركة المحافظة وحاولوا إيضاح موقفهم من الحرب. وضع الحاخامون الـ 350 جانباً المناقشات المدرجة في البرنامج الأصلي وكرسوا وقتهم لمسألة ما إذا كانوا مع الحرب أو ضدها. في النهاية، أحيلت المسألة إلى مجلس تنفيذي أصدر مسودة قرار قدمت الدعم للحرب ولو مع بعض التحفظات.

(اليهودية تقر بجواز الحرب كرد على العدوان المهدد للحياة، الحالي أو المستبق)، يذكر البيان الذي أعده الحاخامون المحافظون الذي أكدوا على أنهم متفقون مع فكرة حرب وقائية كالحرب التي أعلنها الرئيس بوش (...). برغم ذلك، لقيت حركة المحافظين حصتها من الاختبارات في المحن قبل بلوغ مسودة القرار. قبل الحرب وفي أيامها الأولى، كان الحاخام (إيسمار شورش)، مستشار المنتدى اللاهوتي اليهودي، المؤسسة التربوية الأولى للحركة، أحد أبرز الناطقين ضد الحرب، قال إن الولايات المتحدة تدخل (عصر الظلمات) مضيفاً أن الحرب تحركها أهداف سياسية وليس دفاعية. غير أنه ما إن بدأت الحرب، حتى تراجع الحاخام شورش. وفي مقالة في (النيويورك تايمز) أعلن أنه لا يريد انتقاد الحرب في وقت ينهمك الجنود فيه بالقتال. رأى كثيرون هذا كإعادة صياغة لوجهة نظره (...).

المعضلة تظهر على نحو واضح بين اليهود الإصلاحيين. فهم أيضاً دعوا الأسبوع الماضي إلى صياغة موقف موحد، وكانوا أيضاً حريصين على ألا يصدروا أي انتقاد حاد للحرب بحد ذاته (...).

(بينما تتعدد الآراء في حركة الإصلاح حول الحرب العراقية، ثمة إجماع أنها لن تحل مكان الحروب الأخرى كلها ـ الحروب ضد الفقر والكراهية والاستغلال) وفق ما قال الحاخام إيريك يوفي، رئيس اتحاد الجماعات العبرية الأمريكية (...).

نشر المقال في صحيفة (هارتس)

وترجمته صحيفة (النهار) اللبنانية

وننقله عن (الرأي) الأردنية السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ