آخر تحديث يوم الخميس 08 - 05 - 2003م

.....

تنويـه

نحب أن نرضي كل الناس، ولكن الحقيقة أحب إلينا، وإذا كنا لا ندعي الوصاية على الحقيقة، فلنقل بتواضع: إن ما نظنه الحقيقة أحب إلينا.

في عملنا في الشرق العربي، آثرنا منذ البداية أن نسقط جميع المواقف المسبقة، وأن نعمل بموضوعية وعلمية، وقد توضحت لنا، خلال عملنا، كثير من الحقائق، وتجددت لدينا كثير من القناعات، لم يدفعنا (شنآن قوم..) إلى التجني عليهم، كما لم يدفعنا (حب آخرين..) إلى الإفاضة فيما نظن أنه ليس من حقهم.

الانتقادات التي تصلنا كثيرة، ولكنها أقل بكثير من رسائل التسديد والتشجيع ومباركة الجهد المتواضع، ومن حق أولئك وهؤلاء علينا أن نشكرهم أصلاً لأنهم يتعاونون معنا بمتابعة ما نقدم.

الذين ينتقدوننا هم في السياسة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. وفي الفكر هم مدنيون وعلمانيون وإسلاميون، نتمنى أن نستل أسباب انتقاد الجميع أو سخطهم، ولكن المنهج الذي ارتضيناه لأنفسنا يسقط من حساباته حتى أنفسنا.

يغضب يساري لأننا أشرنا إلى ثغرة في جهد أو حياة من يظنه (معصوماً). ويغضب إسلامي لأننا نذكر بعض الفضل لمخالف يراه الشر المحض. يغضب هؤلاء وأولئك الذين أسسوا تفكيرهم على أن الحياة أبيض وأسود، وأن الناس: أخيار وأشرار، بعضهم مجلى للخير الصريح وآخرون تجسيد للشر المحض. على غير ذلك أدبنا القرآن الكريم وعلمنا أن في الخمر التي هي أم الخبائث إثم كبير ومنافع للناس.. (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما..).

نتمنى ألا نسيء إلى أحد، ونعتذر إلى كل من خيبنا ظنه، ولكننا ماضون في منهج قاصد للبحث عن الحقيقة. ولوضع البنية التحتية لوطن الغد. حيث يفهم المواطن أخاه، ويسعه في قلبه ونفسه، يجذبه ولا ينبذه. إذ كلما اقتربنا من الإنسان وجدنا فيه ما يستحق التكريم، وهو المكرم أصلاً في أحسن تقويم.

وليكن ما نحاول تسطيره بوابة عبور لمقاربة وطنية تسدد وتعين. وننتظر من المنتقد تعبيراً إيجابياً يوضح فيه بعض ما يظن الحق فيه.

أسرة تحرير        

مركز الشرق العربي للدراسات

الحضارية والاستراتيجية