وصل
إلى برق الشرق التصريح التالي :
تصريح
إعلامي
إن
الفشل الواضح لخطة " الصدمة والرعب
" – للحرب العدوانية على العراق أدى
إلى ارتباك شديد في أوساط الأمريكية
والبريطانية ، وقد تجلى هذا الارتباك
والتخبط في التصريحات الإعلامية ،
للمسؤولين السياسيين والعسكريين ،
وماتضمنته ، من تناقضات وأكاذيب حول
سير العمليات ، وعدد الضحايا بهدف
التغطية على هذا الفشل ، كما تجلى
بمحاولة تحميل مسؤولية فشل الخطة ،
وإطالة أمد الحرب لسورية ، وإيران
وروسيا الاتحاديـة، فقد اتهم رامسفيلد-
رأس مجموعة الصقورالصهيونية في وزارة
الدفاع الأمريكية سورية بتقديم معدات
عسكرية للعراق ، وهدد بمعاقبتها ،
وتبعه كولن باول وزير الخارجية ، فاتهم
سورية بدعم المنظمات الإرهابية
والنظام العراقي ، وأن عليها أن تختار
بين الإصرار على موقفها وبين الوقوف
إلى جانب التحالف ، كما اتهم إيران
بأنها تعمل على تطوير أسلحة نووية ،
وهذه التهديدات تكشف الأهداف الحقيقية
للحرب العدوانية ..
ليس
أمام سورية سوى خيار وحيد أن تقف مع
العراق ، وتدعم صموده بكل الامكانات
والوسائل ، كما أعلن المتحدث باسم
وزارة الخارجية وهو موقف ينسجم مع
الشرعية الدولية .
إن
إرادة المجتمع الدولي رفضت بما يشبه
الإجماع إجازة الحرب ، كما أن مواقف
الفاتيكان الواضحة تدينها بالإضافة
إلى الرأي العام العالمي الذي يعبر عن
نفسه بمظاهرات غاضبة ، على امتداد
العالم كله ، في مواجهة " وحيد القرن"
وتابعه البريطاني .
إن
الفضل في تعثر خطط عدوان التحالف
الأمريكي البريطاني ، الصهيوني ، يعود
للصمود البطولي لشعب العراق – وجيش
العراق ، وقيادة العراق ، الذي تمكن من
إسقاط الافتراضات الوهمية لخطط
العدوان ، حول ترحيب الشعب العراقي
بقوات الاحتلال ، وحول استسلام الجيش
العراقي ، فقد تجسدت الوحدة الوطنية
لشعب العراق العظيم- ومكوناته
المتعددة في أجلى صورها فعبرت عن أصالة
هـذا الشعب ، وعروبته الصادقة
،وإيمانه العميق ..
إن
صمود العراق ، مضافاً إليه صمود شعب
فلسطين وتضحياته الجسيمة ، ترك
آثاراًعميقة في الوجدان العربي ،
فتفجرت المظاهرات الغاضبة ، ضد الغزو
والاحتلال الذي يستهدف الأمة كلها ،
وجوارها الحضاري في المنطقة ، كإيران ،
وأثار عوامل الخوف لدى النظم العربية
المتواطئة ، أوالمتحالفة مع قوى
العدوان المنطلقة من أراضيها ، وبدأت
تشعر بوطأة الحصار – التي يشكلها
الغضب الشعبي ، والعمليات الفدائية ضد
قواعد العدوان التي بدأت ملامحها في
الكويت والبحرين وقطر ، وتعبر عن الرفض
الشعبي لوجودها ، كما حرك عوامل
التضامن الشعبي الواسع ، وبدأت جحافل
المتطوعين ، للقتـال
إلى جانب الشعب العراقي تصل إلى بغداد
، تعبيراً عن قومية المعركة ، في
العراق ، وفلسطين .
إن
التجمع الوطني الديمقراطي في سورية
يقف إلى جانب العراق ، ويحيي صموده
البطولي ، والملاحم الأسطورية التي
تخوضها المقاومة الشعبية والقوات
المسلحة الباسلة في مدن الجنوب وحول
بغداد ، والتي تنعكس سلباً على قوى
الغزو ، ومعنوياتها ، وتعيد قوافل
الجثث والجرحى إلى دول العدوان .
ويرفض
التجمع تهديدات الإدارة الأمريكية
الموجهة إلى سورية ، ويؤكد أن الشعب
العربي في سورية لن يتخلى عن دوره
القومي في مساندة العراق ، ودعم صموده
، بكل الامكانات ، المادية ، والبشرية
، لأن مصيره ومصير الأمة ، مرتبط
بمعركة العراق ، ومعركة فلسطين .
إن
الموقف الواضح للقيادة السورية ، بدعم
العراق ، لابـد أن يتعزز ويستند إلى
وحدة وطنية راسخة ، وجبهة داخلية
متماسكة ، تتطلب ، إجراءات عملية ،
بالإفـراج عن جميع المعتقلين
السياسيين وإطلاق الحريات العامة
والعمل على حشد وتعبئة كل القوى
الشعبية للوقوف صفاً واحداً إلى جانب
العراق .
إن
تلاحم الشعب في سورية ، والعراق ،
وفلسطين ولبنان- في هـذه الظروف- يشكل
قاعدة ارتكاز للنضال القومي تلتف
حولها جماهيرالأمة على امتداد الوطن
العربي ، وتشكل سداً منيعاً في وجه
الحرب العدوانية ، وتفشلأهدافها ،
وتهيء لنهوض قومي تحرري جديد يتكامل مع
حركة تحرر عالمية ، ترفض الحروب
العدوانية وتؤسس لنظام دولي متعدد الأقطاب ،
ينشد السلام والعدل ، وحرية الشعوب .
1
/ 4 / 2003
حسن
إسماعيل عبد
العظيم
الناطق
باسم التجمع الوطني الديمقراطي في
سورية
|