آخر تحديث يوم الجمعة 23 - 05 - 2003م

.....

وصل إلى مركز الشرق العربي :

مشكلة ثقافة وليست مشكلة أنظمة

قيس النازفتى/ تونس

يبدو أن حالة المعارضة العربية لا تختلف في قليل أو كثير مع حال الأنظمة العربية … فكلاهما يصدر عن رؤية ضيقة لا تتجاوز المصالح  الآنية والشخصية ..

التشتت والانقسام الذي  ظهرت عليه ما يسمى بالمعارضة العراقية في مواقفها المتباينة قبيل وإبان العدوان الامريكي يؤكد هذه الحقيقة ، فالجميع كان يحاول ان يؤمن لنفسه موقعاً يمكنه من إنتزاع قطعة من الكعكة الكبيرة على طاولة واشنطن .. والجميع لم يكونوا يفكرون في العراق أو الشعب العراقي إلا من الزاوية التى تخدم مصالح هذا التيار أو ذاك ..

إننا لا نستطيع ان نلوم هؤلاء المعارضين العراقيين الذين كانوا في معظمهم جزء من السلطة البائدة ، إذا أنهم في النهاية نتاج البيئة نفسها التى أنجبت النظام وصاغت السلطة .. وهذا يقودنا في النهاية إلى القول ان المأساة العربية تكمن في الحقيقة ليس فقط في أنظمتها ومعارضتها ، ولكن في الثقافة الضحلة التى هيمنت منذ عقود على العقل العربي المرتهن لمجموعة من الثوابت والقيم العتيقة التى أكل عليها الدهر وشرب .

إننا محتاجون في الحقيقة إلى عملية مراجعة شاملة وموضوعية لمجمل تراثنا السياسي والثقافي ومحاكمته محاكمة عادلة من أجل فرز غثه من سمينه وإسقاط كل التابوهات والمحرمات التى كبلت حركة العقل العربي – في طريق تجاوز حالة الركود والعطانه .