مشاركات
وصايا
صدام حسين العشر إلى الأمة
في
الذكرى الأولى لسقوط نظامه .!!!
د
. أبو بكر الشامي
لو
أتيح لصدام حسين ، وهو في زنزانته ، أن
يكتب رسالة صادقة إلى الأمة ، يؤشر
فيها أهم الدروس والعبر التي استخلصها
من سقوط نظامه على يد الأمريكان في
التاسع من نيسان لعام 2003 ، لحسبت أن
يركز على النقاط التالية :
أولاً
: إن الملك هو كسوة ربانية ، يكسوها من
يشاء من عباده ، وينزعها عمن يشاء ،
مصداقاً للآية الكريمة (( قل اللهم ،
مالك الملك تؤتي
الملك من تشاء ، وتنزع الملك عمن تشاء ،
وتعزّ من تشاء ، وتذلّ من تشاء
بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ))
.
ثانياً
: ولما كان دوام الحال من المحال ، وأن
لكل حاكم نهاية محتومة مهما علا شأنه ،
ولذلك فلا يغترّنّ حاكم بملكه ما دام
الله نازعه عنه ، والعاقل من اتعظ
بغيره وعمل على تحسين هذه النهاية بحسن
الختام ..
ثالثاً
: والملك لا يدوم بالقوة وحدها مهما
كانت متغطرسة ، بل لا بد له من مقوّمات
أساسية أخرى ، من أهمها : العدل ،
والثقة ، والمحبة مع الشعب .
رابعاً
: إن الذي يتكلم عن المباديء العالية ،
ويتصدى للمهمات العظيمة ، ويحمل من
اليافطات العريضة ما يريد بها تحرير
الدنيا ، وترشيد العصر ... عليه أن يهيء
لها ما يكافؤها من الرجال المؤمنين
العظماء ، فالرسول الكريم (ص) قائد هذه
الأمة وقدوتها ، بقي ثلاثة عشر عاماً
في مكة ، يأمر بكف الأيدي ، وإغماد
السيوف ، ويربي الجيل ...فلما أنضج
الرجال العمالقة ، القادرين على حمل
المباديء العالية ، أطلق صيحة الجهاد
المباركة فاقتلع الشرك من جزيرة العرب
، ثم خرجت جحافل أصحابه ، فانساحت
شرقاً ، حتى وطئت بحوافر خيلها تربة
الصين ، وغرباً ، حتى خاضت بتلك
الحوافر في مياه الأطلسي .!!!
وليعلم
المتشدّقون بالمباديء ، بأن الأهداف
العظيمة والمباديء العالية ، لا تقوم
على أكتاف الجياع ، ولا على أكتاف
المرتزقة والانتهازيين ، ولا على
أكتاف التافهين الحاقدين ، الناقمين
على أوطانهم ، بل حتى على أنفسهم ...!!!!
إن
الأهداف العظيمة والمباديء العالية
تحتاج إلى جيل متميز ، يتربى على منهج
متميز ، ويقوده قائد متميز, فماذا
عملنا لتهيئته وإخراجه .!؟
خامساً
: لقد كنت صادقاً في معاداتي للصهيونية
، ومخلصاً في التصدي للأمريكان ،
ولكنني قصّرت في فهم الصحوة الإسلامية
وتقريب الإسلاميين ، تماماً كما
قصّروا هم في فهمي واستيعابي لمصلحة
المشروع الإسلامي الكبير ، ولقد أدركت
الآن ، ولكن بعد فوات الأوان ، بأنهم هم
الوحيدون القادرون على لجم المشروع
الصهيوني ، لو اتيحت لهم أجواء العمل
الحقيقي وإمكاناته ، ولات ساعة مندم
...!!!
سادساً
: لقد خبرت الشعب العراقي عبر ما يقارب
النصف قرن ، فوجدته شعباً غوغائياً
مشاغباً على حكامه،
وبالتالي فهو لا يصلح للأمور
العظيمة والمباديء العالية ، ومن
الطريف أن أشقاءه كانوا يبادرون دوماً
لتحريره ، حيثما تعرض إلى الاحتلال ،
لأنه غير قادر حتى على تحرير نفسه ...!!!
سابعاً
: إن الصهيونية المسيطرة على مقدّرات
العالم اليوم ، لا تسمح بظهور قائد
عربي مسلم ، يحب أن يسير على خطى أجداده
من القادة التاريخيين العظماء ، بل
تريد القادة العرب والمسلمين مجرّد
موظفين صعاليك ، يسهرون على حماية
المصالح الصهيونية في بلادهم ، مقابل
حفنة من الدولارات ، تماماً كما يُعلف
الحمار تمهيداً لتكليفه بمهمة شاقّة
.!!!
ثامناً
: إن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق
الإنسان التي يتبجح الغرب عموماً بها
والأمريكان على وجه الخصوص ، ما هي إلا
ألفاظ جوفاء ، ليس لها أي رصيد على أرض
الواقع ، بل القوة المتغطرسة ،
والمصلحة الأنانية ، هي التي تحدد شكل
العلاقات الدولية ، ولذلك عندما فقدت
الأمة مقومات قوتها الأساسية صارت أمة
تافهة ذليلة ، والذين فكروا من الحكام
الشرفاء مجرّد تفكير بها كان جزاؤهم
السحق والاستئصال بدون أية أثرة من
الرحمة والشفقة والإنسانية ، وبدون أي
رادع من القوانين الدولية وحقوق
الإنسان ...!!!
تاسعاً
: إن أحفاد ابن العلقمي من الخونة
والمتآمرين هم مصيبة المصائب في هذه
الأمة ، وهم سبب كل بلوى وكل هزيمة فيها
، وعبر بوابة أحقادهم وعمالاتهم دخل كل
الغزاة والطامعين والمحتلين إلى
أوطاننا ...
وبالتالي
، فلا عزّ ، ولا نصر ، ولا منعة لهذه
الأمة ، إلا بتنظيف البلاد من رجسهم
وأحقادهم وخياناتهم ...
عاشراً
: أخيراً ، وليس آخراً ... أقول للحكام
العرب والمسلمين ، الذين فيهم بقية
باقية من شرف وغيرة وإيمان ، ودع عنك ،
العملاء والمتصهينين والمتأمركين :
إن
العدو ( الأنكلو –صهيو-أميريكي ) ، كما
ترون يستهدف الأمة كلها ، حكاماً
وشعوباً ، ديناً وقيم ومباديء وأخلاق
وثروات ...إلخ
فمتى
تصحون على هذه الحقيقة ، فترصّون
الصفوف ، وتنبذون الخلافات ، وتدعّمون
الوحدة الوطنية ، وتطلقون الحريّات
العامة ، وتمزّقون قوانين الطواريء
التي مضى على تطبيقها في بعض دولكم
قرابة نصف قرن ...!!!؟
إن
السبيل الوحيد للمحافظة على أوطانكم ،
ومكاسبكم ، أمام هذه الهجمة الصهيونية
الماكرة ، هو ليس بالهرولة إلى واشنطن
، كالمستجير من الرمضاء بالنار ، ولا
بالارتماء في أحضان الكيان الصهيوني ،
وتقديم المزيد من قرابين الطاعة له ،
بل بالمزيد من المصالحة مع شعوبكم ،
والمزيد من إعطاء الحريات لها، وتفجير
طاقاتها ، وتوحيد صفوفها ، وإفساح
المجال لها لكي تأخذ دورها الكامل في
المعركة ...
أنظروا
، ما ذا فعلت شعوبكم ، في فلسطين
والعراق وأفغانستان ، في أول فرصة أتيح
لها أن تعبر ولو بالحد الأدنى عما تريد
...
لقد
دوخت الانتفاضة الشعبية المباركة في
فلسطين الكيان الصهيوني وقلبت كل
حساباته الشريرة ، كما أربكت المقاومة
المباركة في العراق الأمريكان وأوقفت
كل مخططاتهم الخبيثة ، حدث هذا والدنيا
كلها تحاربهم ، بمن فيهم أنتم ، فكيف لو
تفجرت هذه الطاقات المباركة في أحضان
جيوشها ، وتحت رعاية قياداتها ، وبدعم
كامل من شعوبها وجماهيرها ...!!!؟
بسم
الله الرحمن الرحيم (( إنما يستجيب
الذين يسمعون ، والموتى يبعثهم الله
جميعاً ، ثم إليه يرجعون )) صدق الله
العظيم
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|