تظاهرة
حاشدة في مدينة حلب السورية
إحياءً
لذكرى الوحدة المصرية السورية
في
الساعة الرابعة من عصر السبت 22-شباط-2003
تظاهرة شعبية ضمت آلاف المتظاهرين ،
منطلقة من جامع جمال عبد الناصر في حي
الكلاسة الذي كان قد شهد صدامات دموية
بين قوات الانفصال يوم 28-أيلول 1961وخلال
السنوات التالية وبين الجماهير
الوحدوية .
التظاهرة
رفعت صور الرئيس الراحل جمال عبد
الناصر وأعلام الوحدة بكثافة وأعلام
حزب الاتحاد الاشتراكي ولافتات تدعو
للوحدة العربية ولنصرة العراق ولدعم
المقاومة باسم حزب الاتحاد والتجمع
الوطني الديمقراطي ولجنة العمل الوطني
لنصرة فلسطين .
ورددت
شعارات تطالب بالوقوف إلى جانب العراق
وتدين الصمت العربي وتطالب بالوحدة
السورية العراقية من اجل مقاومة
العدوان وتطالب بالديمقراطية
والتعددية السياسية والحزبية من اجل
بناء الوطن والصمود في وجه العدوان
الأمريكي الصهيوني .
في
بداية التظاهرة ألقى عضو المكتب
السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي
العربي الديمقراطي الاستاذ رجاء
الناصر كلمة باسم التجمع أكد فيها: أن
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي
الديمقراطي قام وتأسس بهدف إعادة
الوحدة وهو يرى أن الوحدة هي طريق خلاص
الأمة وقوتها ومنعتها وقال في ذكرى يوم
الوحدة نؤكد أن لا طريق إلى الصمود إلا
بالوحدة ، وحدة القوة ، وحدة الهدف ،
وحدة المقاومة ، وانه لا مجال للصمود
في وجه العدوان إلا باستعادة روح
المقاومة وبإعلاء روح الاستشهاد ،
وأضاف : أن العراق ليس وحده المستهدف
بالعدوان وليست فلسطين هي المستهدفة
فقط ، الأمة العربية كلها مستهدفة ،
سورية مستهدفة ومصر والسعودية وكل
دولة عربية ، وقال : الوطن العربي محتل
من قبل القوات الأمريكية – السعودية
ودول الخليج وكثير من الدول العربية –
إن مقاومة هذا الاحتلال مشروعة ، إنها
واجب وطني وقومي وديني .
المقاومة
، تعزيز قيم الاستشهاد ، تحصين الوحدة
الوطنية ، وحدة سورية والعراق هي طريق
الصمود والنصر ، وأضاف أيضا" : العدو
الصهيوني لا يفرق بين العرب على أساس
هويتهم السياسية والحزبية ، انه
يعتبرهم كلهم أهدافا" للقتل ،
أمريكا لا تريد الديمقراطية للعرب
والكيان الصهيوني لا يريد لنا الأمن
والسلام فلنتحد جميعا" لمواجهة
هؤلاء .
وتابع
قائلا" الشعوب الحرة اقدر على
الدفاع عن أوطانها ، وان الديمقراطية
مدخل الوحدة وطريق الصمود ، فالحروب لم
تعد حروب جيوش بل هي حروب شعوب ، لبنان
انتصر بفضل المقاومة والاستشهاد .
وطالب الحكومات العربية بتعزيز
الديمقراطية وإقامة أنظمة حكم تحتكم
للشعب وتعبر عنه وبالتعددية السياسية
والحزبية وبحرية التعبير .
وأنهى
كلمته بأن أيدي حزب الاتحاد الاشتراكي
العربي الديمقراطي ، والتجمع الوطني
الديمقراطي ممدودة لجميع أبناء الوطن
وقواه من اجل مقاومة العدوان الأمريكي
– الصهيوني .
بعد
ذلك اتجهت المظاهرة نحو باب انطاكيه
وباب جنين وباب الفرج حتى شارع شكري
القوتلي وانتهت في ساحة سعد الله
الجابري ، حيث ألقى السيد محمد ديب كور
كلمة التجمع الوطني الديمقراطي ،
شاكرا" المتظاهرين وأكد على مواقف
التجمع في إعلاء هدف الوحدة ، ومقاومة
العدوان الأمريكي – الصهيوني ،
وبالديمقراطية التي قال إنها لا تأتي
بالعربة الأمريكية . وهي تشكل خطوة
متقدمة من أحزاب المعارضة على طريق
العلنية .
وكان
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي
الديمقراطي ( المعارض ) قد احتفل لأول
مرة بذكرى تأسيسه وثورة 23تموز عام 2001
في إحدى البلدات القريبة من دمشق ،
واحتفل بالمناسبة ذاتها في العام 2002
عبر مهرجانين بمدينتي حلب ودمشق كما
شارك في التظاهرات الشعبية المؤيدة
للعراق وللانتفاضة الفلسطينية التي
خرجت في دمشق ولكنها المرة الاولى التي
يحيي فيها ذكرى الوحدة المصرية
السورية منذ ما يزيد عن 31 سنة بشكل علني
وعبر تظاهرة شعبية .
ومن
اللافت للنظر أن قوى الأمن التي رافقت
التظاهرة لم تتخذ أية إجراءات سلبية ضد
المتظاهرين وراقبت التظاهرة بشكل غير
استفزازي على الإطلاق .
من د. عمار قربي
|