وصل
إلى مركز الشرق العربي :
بيان
من لجان أحياء المجتمع المدني في سورية
ترحب لجان أحياء المجتمع المدني في
سورية بقرار القيادة القطرية لحزب
البعث العربي الاشتراكي رقم 408 ، الذي
حمل توقيع أمينها القطري ، وفصل الحزب
عن عمل السلطة التنفيذي ، وأعلن أن
اختيار الموظفين يجب أن يتم بمعيار
الكفاءة لا الانتماء الحزبي ، وتطالب
بتطبيق القرار بصورة جدية وحازمة ،
وتذكر في هذا السياق أنه سبق واتخذ
عامي 1980 و2000 دون أن يجد طريقه إلى
التنفيذ .
ترى اللجان في القرار خطوة أولى
على طريق تصحيح علاقة حزب البعث العربي
الاشتراكي بالدولة ، التي يرجع معظم ما
لدينا من مشكلات إلى تشوه أصابها في
السنوات الأربعين الماضية ، وأدى إلى
وضع الدولة تحت إشراف وقيادة الحزب ،
مع أنها كيان عام وشامل ومجرد لا بد أن
ينضوي تحته كل ما في مجال سيادته من
أحزاب وتنظيمات وأشخاص ، لا سيما وأنه
يخص مواطنيه جميعهم بغض النظر عن
أوضاعهم الاجتماعية ومعتقداتهم
السياسية وأصولهم ، بينما الحزب كيان
جزئي يخص أعضاءه دون غيرهم . وتلح
اللجان ، بمناسبة استعادة القرار من
عالم النسيان ، على قضية طالما أكدتها
أحداث وتطورات عالمنا المعاصر، هي
استحالة سيطرة الجزء على الكل ، الحزب
على الدولة ، أو فرض رقابته عليها أو
وضعها تحت إشرافه ، بسبب التباينات
الكثيرة بين طبيعتها وطبيعته ، مهامها
ومهامه ، بنيتها وبنيته ، وتعيد إلى
الذاكرة كيف انهارت أحزاب كبيرة، ذات
خبرات نضالية عظيمة ، لأنها وضعت
الدولة في خدمتها بدل أن تضع نفسها في
خدمة الدولة ، وسيطرت عليها ونزعت عنها
عموميتها وشمولها وأخضعتها لطابعها
المحدود ، فكان هذا الوضع المقلوب
والمشوه أحد أهم أسباب سقوطها وانهيار
نظمها . الدولة فوق أي حزب ، فلا بد أن
تخضع الأحزاب لها ، مهما كانت رسالتها
ودورها ، ومشكلة سوريا لا تكمن في ربط
العمل التنفيذي بالحزب ، بل ترجع أساسا
إلى إخضاع الدولة له ووضعه فوقها ، مما
يستدعي إعادة النظر في
المادة الثامنة من الدستور السوري
، التي تعطيه حق إدارة الدولة ، وفي حق
الإشراف والتوجيه والمراقبة
والمتابعة والمحاسبة ، الذي أبقى عليه
قرار القيادة القطرية الأخير ، ويعني
إخضاع الدولة للحزب ، والتنكر لطابعها
المجتمعي والعام .
أما اختيار الموظفين وفق معيار
الكفاءة لا الحزبية ، فيعني في رأي
اللجان رفع يد أجهزة الأمن عن سياسات
التوظيف ، وإخضاعها لمعايير إدارية لا
علاقة للسياسة بها ، وإعطاء المواطنين
فرصا متساوية في العيش والعمل مهما كان
انتماؤهم السياسي ،على أن يطبق هذا
المبدأ في كافة مجالات حياتنا ، لإنهاء
التمييز بين أبناء الوطن الواحد ، ورد
الاعتبار للمواطن ، والحيلولة دون
تعرضه لتدخلات لا مسوغ لها في حياته ،
تبدأ بكسب عيشه وتخترق مختلف جوانب
وجوده .
إن القرار خطوة أولى في الاتجاه
الصحيح ، من الضروري أن تليها خطوات
متدرجة ومدروسة تفصل الدولة عن الحزب ،
لأن في ذلك خير الوطن والمواطن !.
دمشق
في 25/7/2003
لجان
إحياء المجتمع المدني في سورية
|