وصل
إلى برق الشرق البيان التالي:
120 مواطنة ومواطن من داخل
وخارج سورية
يصدرون بيانا في ذكرى الجلاء
حول العدوان الغاشم على العراق
والتهديدات الأمريكية لسورية
في مواجهة جيشٍ أنهكته
الحروب، وشعبٍ خنقه الحصار الدولي،
والاستبداد الداخلي، وأنظمة عربية
مشاركة أو متواطئة، قدمت التسهيلات
العلنية والخفية لقوات الغزو
والعدوان، ونظام دولي شلته هيمنة
القطب الواحد، تمكنت القوات الأمريكية
البريطانية، رغم رفض شعبي دولي وعربي
لا سابق له، ومقاومة شعبية بطولية، من
دخول بغداد في ظروفٍ يصعب التكهّن
اليوم بكلّ ملابساتها. هذه الحربٍٍ
العدوانيةٍٍ بكلّ المعايير الإنسانية
والأخلاقية والقوانين والأعراف
الدولية، دفع المدنيّون من أبناء
الشعب العراقي من دمائهم الطاهرة ثمنا
باهظا لها، حيث قُصِفت بغدادُ وحدَها
بما يعادل ثلاثة أضعاف قنبلتي
هيروشيما وناكازاكي.
من السابق لأوانه، إحصاء عدد
الضحايا والمنكوبين، ومقدار الدمار
الذي لحق بالبنية التحتية والمعالم
الأثرية وأرشيف الدولة ومؤسساتها،
ناهيكم عن التراث الحضاري والثقافي
والفني الذي تم نهبه وإحراقه بتواطؤ
سافر من القوات الأمريكية، الأمر الذي
يؤكده استقالة ثلاثة مستشارين ثقافيين
للرئيس الأمريكي.
لم يكن المستهدَفُ وحدَه
نظامَ الرئيس العراقي صدام حسين، فلقد
دفع البشر والشجر والحجر ثمن هذا
العدوان، وسيحتاج العراق إلى سنوات
طويلة لإعادة بنيته
التحتية، وإدارات الدولة، فيما يصبّ
مباشرةً في مشروع احتلال طويل الأمد،
يجعل من الدولة العربية التي تجمع
عنصري الثروة الإنسانية والنفطية،
أولَ بلد يتعرّض للاحتلال في القرن
الواحد والعشرين في مرحلة من أخطر
المراحل التي يمر بها شعب فلسطين.
لم تنته معركة العراق بعد،
ولم تجفّ أقلام الصحفيين، ولم تُطفأ
الحرائق، ولم تتوقّف السرقات المنظمة،
حتى بدأ المسؤولون الأمريكيون بالرمي
التمهيديّ على بلدنا، بذرائع واهية،
تتحدّث عن أسلحة الدمار الشامل، وخطر
بلدنا على جيرانه، وإيواء مسؤولين
عراقيين في الأراضي السورية، والسماح
للمتطوعين العرب بالعبور..الخ.
إن هذه الاتهامات المفبركة
تأتي في إطار سياسة التدجين والتطويع
التي تقوم بها الولايات المتحدة تجاه
الحكومة السورية، منذ أحداث الحادي
عشر من سبتمبر، والتي أدت إلى قيام
تعاون أمني متين فيما يسمى بالحرب ضد
الإرهاب. إلا أنّ من الواضح أنّ تناغم
هذه الاتهامات مع مطالب إسرائيلية
متكررة ترافق هجمة صهيونية مسعورة على
الإنسان الفلسطيني، وهيمنة مجموعةٍ
متطرفةٍ في البنتاغون، يشكل مصدر خطر
داهم لكل دول وشعوب المنطقة. ومن
الضروري، حتى في حال اعتبار هذه
التصريحات تهدف لإبعاد الأنظار عن
الوضع العراقي أو الهرب إلى الأمام،
فإن الخروج السافر على الشرعية
الدولية، قد خلق انطباعاً عند المحتل،
أنّ بإمكانه أن يفعل ما يشاء حيثما
يشاء.
إننا ونحن نتابع بقلق، هذه
التهديدات الأمريكية، ونستشعر الخطر
الداهم على سورية ولبنان وفلسطين
بعد نكبة العراق، ندين بشدة
هذه التهديدات، ونذكّر بالمسلّمات
التالية:
أولاً: حتى اليوم، لم تتجرأ
الولايات المتحدة الأمريكية على
احتلال أيّ بلد يتمتع بانسجام الحدّ
الأدنى بين حكومته وشعبه. فكلّ الحروب
التي خاضتها كانت ضدّ أنظمة ضعيفة يوجد
مشكلة في شرعيتها، معزولة عن شعوبها،
وعاجزة عن تحقيق الوحدة الوطنية في وجه
المخاطر الخارجية.
ثانياً: أثبت العدوان على
العراق، أن أجهزة الأمن والحزب
الواحد، غير قادرة على الدفاع عن
استقلال وسيادة وكرامة الوطن،
وبالتالي العلاقة الجدلية بين حقوق
المواطن وكرامة الوطن.
ثالثا: إنّ أيّ انتهاك لحقوقٍ
المواطن أمام سلطات بلده، هي هزيمةٌ
للوطن أمام العدوان، ولا يمكن لسياسة
الاستقرار الأمنيّ، والاستمرار من أجل
الاستمرار، إلاّ أن تؤديَ بالبلد إلى
الدمار. فمعنى الأمن للدفاع عن الوطن
من الاعتداء الخارجي عليه وليس الدفاع
عن السلطة مهما كان شكلها وطابعها.
رابعا: إن الشعوب المقموعة
والمكبلة غير قادرة للدفاع عن نفسها
وحماية وطنها.
خامساً: ليس بالإمكان مواجهة
العدوان الأمريكي البريطاني،
والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية،
إلا ببناء أوسع إجماعٍ وطنيّ، وأمتن
جبهة داخلية، تقوم على أساس حرية
المواطنين. فالشعب الذي يتمتع بالحرية
والسيادة، يمتلك الرصيد اللازم
للمقاومة والتنمية والوحدة. وهو الذي
يشكّل الاحتياطيّ الاستراتيجيّ
الأهمّ من أجل الدفاع عن الأرض
والإنسان.
سادساً: حتى اليوم، لم تدرك
السلطات السورية رصيدها الحيويّ
الأهمّ، ومازالت تنتظر طمأنةً
بريطانيةً، أو تأييداً إسبانياً.
ومهما كان تقديرنا لأهمية كسب
الصداقات، وتحييد العداوات، في معركة
شرسة مع إدارة متطرفة، فإننا نعتبر
الجبهة الداخلية هي الأهمّ والأقوى.
الأمر المغيب اليوم حيث لمسنا تراجعا
عن الوعود التي أطلقت حول الحريات
العامة والإصلاح السياسي.
سابعاً: إن هذه الحرب
العدوانية تفرض على الجميع، الارتقاء
إلى أعلى درجات المسؤولية، وإلى أرقى
مستويات العلاقة بين الحاكم والمواطن.
لذلك لا بدّ على الصعيد الوطنيّ، من
توفير الظروف الموضوعية للمقاومة
الفعلية، بالمبادرة إلى اتخاذ الخطوات
التالية:
1 – إلغاء حالة الطوارئ.
2- الإفراج عن جميع المعتقلين
السياسيين وعودة المنفيين وإعادة
الحقوق المدنية للمحرومين منها.
2 - الدعوة إلى مصالحةٍ وطنيةٍ
شاملة، تنطلق من دمقرطة الدستور
والتأكيد على الحريات الأساسية كقاعدة
لبناء جمهورية ديمقراطية حديثة،
وتشكيل حكومة وحدة وطنية لهذا الغرض.
أما على الصعيد العربي، فإننا
ندعو إلى قيام الجبهة العربية
الواسعة، تأكيدا للمسؤولية القومية في
العمل المشترك الذي لا بد أن تتركز
أولياته في هذه المرحلة على نصرة
المقاومة في العراق وفلسطين. والتصدي
لكل ما يستهدف حاضر ومستقبل الأمة. كما
ندعو على الصعيد الدوليّ، إلى ضرورة
توطيد علاقات الحوار والتعاون مع كل
أحرار العالم والمشاركة الفعالة في
عمليات التعبئة مع كلّ قوى السلام
والعدالة والحرية المناهضة
لكافة أشكال الهيمنة والعدوان.
17 نيسان / إبريل 2003
أولى التوقيعات:
أبجر كورية، أثير تدارس، أحمد
أبو صالح، أحمد بوشي، أحمد شاهين، أحمد
عز الدين البيانوني، آحو ميرزا، اسحق
دنى، الياس قوج، أميرة شعبو، أندرواس
كلو، أندرواس يوسف، أنطون يوحنا، أيهم
الزعبي، باسل شلهوب، باسل الهامس، بدر
الدين شنن، بسيمة شمعون، بولس حنا، جان
عبد الله، جون نسطة، جرجس أفرام، جريس
الهامس، جورج يوسف، جوزيف يعقوب، حانا
كلو، حبيب حداد، حنا القس، حنين
الهامس، خالد المشعان، دانيال عمنو،
دانيال كورية، دانيال يوسف، داود
وارطو، رشا أبازيد، رعد أفرام، زهير
سالم، سركيس سركيس، سعاد موسى، سلطان
أبازيد، سليمان كورية، سليم الحسن،
سمر الهامس، سنحريب زيتون، سنحريب
كلو، سمير سطوف، سمير شمعون،
سميرة شمعون، سميرة معروف، سهى
أبازيد، سويريوس زيتون، سيمون عبد
الله، شمس الأتاسي، شمعون شمعون، صخر
عشاوي، طلال عدي، عنتر لحدو، عاطف
صابوني، عبد الأحد زيتون، عبد الله
خليل، عبد الملك العلبي، عبود يوسف،
عبيدة نحاس، عطية دنى، علي صدر الدين
البيانوني، عقاب يحيي، عمار قربي، عمر
الأموي ، غادة آحو، غزوان عدي، غزوان
مصري، غطاس كلو ، فاتح الراوي، فادي
بشير، فادي بهنو، فاروق سبع الليل،
فريد حداد، فريد سركيس، فكري حيدو،
فوزية غزلان، كلاديس ريشة، كبرو ملكي،
ماجد حبو، ماروكي يوسف، مازن ميالة،
متى إبراهيم، مجد الشرع، محمد أحمد
الزعبي، محمد زكريا السقال، محمد علي
الترك، محمد علي رضوان، محمد منير
الغضبان، محمد نجاتي طيارة، محمد نور
دشان، مراد درويش، مريم نجمة، ملك
يعقوب، منير حمزة، موسى يوسف، ميرنا
حنو، ميسون العلبي، ميشيل سطوف، ناصر
الغزالي، نبيل إيليا،
نبيل بطرس، نجد الخال،
نجمة أفرام، ندى يعقوب، نعمان
يوسف، نوار عطفه، نوري ملكي، نينوى
حنو، هانيبال
كلو، هيثم مناع، وصال مطرود، وهيب
يوسف، يحيي بدر، يعقوب كورية، يعقوب
الآسيا، يعقوب
فيلو، يوسف يوسف
|