المنظمة
العربية للدفاع عن حرية الصحافة
والتعبير
حياة
الكاتب والأستاذ الجامعي السوري
السجين عارف دليلة في خطر
والرئيس
السوري بشار الأسد يرفض السماح
بوضعه
في سجن جماعي أو حتى نقله إلى المشفى!
علمت
المنظمة العربية للدفاع عن حرية
الصحافة والتعبير أن حياة الكاتب
والأستاذ الجامعي السوري السجين عارف
دليلة أصبحت
في خطر حقيقي بسبب المشاكل الصحية التي
يعانيها قلبه . و في اتصال معه من باريس
اليوم ، قال المحامي أنور البني ،
محامي الأستاذ دليلة والمستشار
القانوني للمنظمة لشؤون المشرق العربي
، إن الوضع الصحي للبروفيسور دليلة "
تدهور في الأيام الأخيرة وأصبح على درجة من السوء لم يبلغها
من قبل " . وعزا المحامي البني سبب
ذلك إلى " الضرب
الذي تعرض له البروفيسور دليلة خلال
الفترة الأولى من اعتقاله ، ووضعه في
زنزانة انفرادية تفتقد
لأدنى الشروط الصحية والإنسانية ،
وغياب الرعاية الصحية الخاصة بالحالات
المرضية الشبيهة بحالته ، فضلا عن
تقدمه بالسن " .
وكانت
المنظمة قد تلقت اليوم رسالة من أحد
أقرباء البروفيسور دليلة قال فيها"
إن محاولات عديدة جرت للتوسط لدى
الرئيس الأسد من أجل السماح بنقل دليلة
إلى المشفى ووضعه في سجن جماعي مع بقية
زملائه الآخرين ، إلا أن الرئيس الأسد
رفض ذلك رفضا قاطعا " . ونقل قريب
البروفيسور دليلة عن مثقف عربي
كبير حاول التدخل لدى الرئيس الأسد بشأن وضعه الحرج قول الرئيس السوري
" إن من يقف موقف عارف دليلة من
الدولة والحزب يجب أن ينال الجزاء
العادل الذي يستحقه . وما يناله دليله
الآن من قصاص أقل بكثير مما يستحقه "
! ووصف هذا المثقف العربي موقف الرئيس
السوري بأنه " ينطوي على حقد أعمى
ونزعة انتقامية وعقابية لم أكن أتخيل
وجودها حتى لدى والده الراحل " !
إن
المنظمة العربية للدفاع عن حرية
الصحافة والتعبير ، وإذ تندد بموقف
الرئيس السوري من قضية واحد من أبرز
مثقفي سورية الكبار ، وتطالبه بإطلاق
سراحه فورا ، تناشد جميع المنظمات
الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق
الإنسان وحرية الصحافة والتعبير
التدخل الفوري والعاجل لدى الرئيس
السوري من أجل إطلاق سراحه وجميع
زملائه المعتقلين .
يشار
إلى أن البروفيسور دليلة كان قد اعتقل
في أيلول / سبتمبر2001
، إلى جانب تسعة آخرين من نشطاء
حركة المجتمع المدني ، بسبب محاضرة
طالب فيها بالديمقراطية واحترام
الدستور ، وبالشفافية في إدارة شؤون
البلاد التي نخرها الفساد .
وحكمت عليه محكمة أمن الدولة شبه
العسكرية لمدة عشر سنوات . وكان تعرض
لجلطة دموية في ساقه بسبب ظروف اعتقاله
المزرية . وهو يقبع في زنزانة انفرادية
منذ اعتقاله . كما أن المفوضية العليا
لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد
اعتبرته ، مع زملائه الآخرين ، سجناء
رأي وطالبت بإطلاق سراحهم فورا.
هذا
وكان الزميل نزار نيوف أمين عام
المنظمة والسيدة انتصار العزيزي
مديرتها التنفيذية قد وجها اليوم
رسالتين إلى كل من السيد بات كوكس رئيس
البرلمان الأوربي والسيد إلمار بروك
رئيس مجموعة العمل من أجل حقوق الإنسان
في البرلمان أشارا فيهما إلى أن "
الرئيس الأسد ونظامه لم يكن بإمكانهما
إبداء كل هذا الازدراء والاحتقار
لأبسط حقوق
الإنسان لولا الغطاء السياسي الذي
يقدمه الاتحاد الأوربي لهما " .
ودللا على ذلك بالقول " إن القمع
البشع الذي يتعرض له البروفيسور عارف
دليلة وزملاؤه وحرمانهم من أبسط
حقوقهم يأتي
في الوقت الذي أنهى فيه الاتحاد
مفاوضاته من أجل الشراكة مع سورية دون
أن يقارب قضية حقوق الإنسان في سورية
أو يشترط على النظام السوري إطلاق سراح
المعتقلين السياسيين مقابل إبرام
اتفاق الشراكة " . وقالا
" إن الكثيرين يتساءلون عما إذا
كان القمع الذي يمارسه النظام السوري
إنما يجري تمويله بمساعدات الاتحاد
لسورية " !؟ ( مرفق نصا الرسالتين
بالعربية والإنكليزية ) .
باريس
، 12 كانون الأول / ديسمبر 2003
|