بيان
من
التجمع الوطني الديمقراطي بمناسبة عيد
العمال
في
الأول من أيار ، تحتفل الطبقة العاملة
في العالم بعيدها . ويحتفل العالم معها
في هذا اليوم من كل عام بمختلف طبقاته
وشرائحه الاجتماعية ، تثميناً لدوره
وتقديراً لجهودها في البناء الاجتماعي
والوطني العام. وتحيي البشرية قاطبة
ذكر الذين يصنعون من عرق جباهم سلم
الحضارة وثروة الأمم لارتقاء الإنسان
، يقف العالم في قاراته الخمس وقفة
احترام وتقدير لهذه الطبقة التي أغنت
الحياة بأفضل إنتاجها ، وأغنت التاريخ
بفضل نضالاتها ، وتجهد كل يوم بل كل
ساعة ليصبح العالم أجمل .
في
هذا اليوم ، نهنئ كل عمال العالم ، ونخص
منهم العمال العرب والعمال السوريين
بهذا العيد ونستذكر معهم الأوضاع
المريرة التي تمر بها الطبقة العاملة
في سورية ، وتضعها في أسفل السلم
الاجتماعي في البلاد تعاني البؤس
والإهمال والاستغلال فهي تتعرض لإفقار
متزايد كل يوم ، وتخضع لعملية نهب منظم
لأتعابها من قبل الدول ( كأكبر رب عمل
في البلاد ) من خلال الأجور المتدنية
التي تتقاضاها ، وسيطرة الجهاز
البيروقراطي على مقدراتها ومن قبل
القطاع الخاص ، من خلال شروط العمل
القاسية واللاإنسانية التي تفرض عليها
، مثل توقيع استقالة غير مؤرخة تقدم مع
طلب العمل ، تمكن رب العمل من صرف
العامل لأي سبب ومتى يريد إضافة إلى
عدم التسجيل في التأمينات الاجتماعية
، وساعات العمل الطويلة ـ مخالفة
لقانون العمل ـ التي تذكرنا بعمالة
القرن التاسع عشر ناهيك عن الخوف
الدائم من البطالة التي تهدد العامل
بلقمة عياله .
تتعرض
طبقتنا العاملة إلى اضطهاد مضاعف ، ففي
حين يتم استغلالها بشكل بشع من قبل
القطاعين العام والخاص
تمنع من ممارسة أي شكل من أشكال
الاحتجاج على الظلم والمطالبة بالحقوق.
ومن جهة أخرى ، يجري الاستيلاء على
حركتها النقابية ، وتدجين هذه الحركة ،
وتجييرها لمصلحة السلطة وأرباب العمل
خاصة أولئك النافذين والمتنفذين
وأولادهم وأقاربهم ولا يتذكر النظام
الطبقة العاملة ونقاباتها المختلفة
إلا عند الاحتفالات والمسيرات ، عندما
يحتاج إلى جماهير تهتف ، وترفع
اللافتات والشعارات أمام عدسات
الكاميرات من أجل الاستعراضات
الدعائية التي تزيف الوعي وتشوه
الحقائق ومن خلال شعار " النقابية
السياسية " استطاع النظام إبعاد
الحركة النقابية للطبقة العاملة عن
وظيفتها الأساسية ، وهي خدمة العمال
وتحسين ظروف حياتهم ، والمطالبة
بحقوقهم باستخدام الوسائل التي أرستها
تقاليد النضال العمالي العالمي ، فنسي
عمالنا نشاطات مثل الاحتجاج والاعتصام
والإضراب والتظاهر وكل النشاطات
المماثلة ، التي طالما استخدمتها
الطبقة العاملة من أجل تحصيل حقوقها
وإثبات وجودها في المجتمع كطبقة
بذاتها ولذاتها . وتشارك بفعالية في
البناء الوطني العام.
لا
شك أن طبقتنا العاملة مثل غيرها من
الطبقات والشرائح الاجتماعية ( وربما
أكثر ) تحتاج إلى
الحرية والديمقراطية من أجل النضال
لتحسين شروط حياتها لكنها تحتاج اكثر
من الجميع إلى استقلال حركتها
النقابية عن الدولة والسلطة والأحزاب
، لتوضع بخدمة العمال أنفسهم ، تراعي
مصالحهم ، وتعنى بالإنتاج والمنتجين ،
وتمتنع عن أن تكون مطية للصوص
والمتسلقين والمتاجرين بالشعارات
خاصة وأن الحركة العمالية السورية
عريقة وذات تاريخ مجيد ودور مميز في
قلب الحركة العمالية العربية
والعالمية .
-
تحية لجميع العاملين بسواعدهم
وأدمغتهم ...
-
تحية للطبقة العاملة السورية ...
-
تحية للعمل وقيمه في يوم عيده...
1/أيار
/ 2004
التجمع
الوطني الديمقراطي /سوريا
|