آخر تحديث يوم الخميس 15 - 04 - 2004م

.....

بسم الله الرحمن الرحيم

من يدافع عن فلسطين ؟. في مواجهة "وعد بوش" الجديد

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..

يا أبناء شعبنا العربي السوري..

يا حكّام العرب والمسلمين وصانعي القرار..

هذه لحظاتٌ تاريخيةٌ حاسمةٌ في عمر القضية الفلسطينية، بل في تاريخ الأمة قاطبة...

فبعد أن باركَ "بوش" الرئيسُ الأمريكيّ المسكونُ بكراهية العرب والمسلمين، قَتْلَ الشيخ المجاهد "أحمد ياسين"، على يد عصابة القتل والإجرام بقيادة السفاح شارون..

وبعد أن دمّر "بوش" مؤتمرَ القمة العربّي، عن قصدٍ وتصميم، لينفردَ بالأقطار العربية واحداً بعدَ الآخر.. يخرجُ علينا اليوم، ويداه ملطّختان بدماء الأبرياء من أبناء أهلنا في الفلّوجة ومدن العراق وفلسطين ..ليحوّلَ فلسطينَ قضيّتَنا الكبرى، مادةً للمزاودة في سوق انتخاباته الرخيص، فيدمّرَ ما تبقّى من حقوقٍ أقرّتها الشرعية الدولية لشعبنا الفلسطيني، بعد أن أصبحَ يعتبرُ نفسَه الممثّلَ الوحيدَ لهذه الشرعية.. فيتصرّفُ بحقوق العرب والمسلمين في فلسطين، إمعاناً في الاستهانة بهم، ويتنازلُ عنها للمجرم شارون وعصابته، وكأنّه صاحبُها ومالكُها، ويضفي الشرعيةَ على المستوطنات المغتصَبة، وكأنّه ورثها عن آبائه وأجداده، ويطلب من أصحاب الأرض الشرعيين، أن يقبلوا ويستقرّوا في الجزء من الأرض التي يمنحها لهم عدوّهم الغاصب المحتلّ!..

يا أبناء أمتنا المجيدة.. إنّ مَنْ يهُنْ يَسهُل الهوانُ عليه.. لو تركنا لـ "بوش" وعصابته أن يمضوا في طريقهم، لما تركوا لنا على ظهر الأرض مكاناً، ولحوّلونا جميعاً – حكّاماً وشعوباً- إلى عبيدٍ وأتباع، نتحرّك بإشارةٍ منهم، ونسكن بأخرى.

يا أبناء أمتنا المجيدة.. إنْ لم يكن هذا هو وقت الغضب على المتغطرس الصهيونيّ الأمريكيّ فمتى يكون؟. إن لم يكن هذا هو وقت المراجعة للسياسات، فمتى يكون؟. سياسات مدريد وأوسلو، وسياسات المهادنة وعزل المقاومين، وسياسات السير في ركاب الأمريكيّ الذي أثبت أنه لا يمكن أن  يُرتَضَى حَكَماً ولا وسيطاً، بل هو أسوأ من العدوّ وأشدّ إيغالاً في العداوة منه .

لقد حاول "بوش" بتصريحاته أمام ضيفه المجرم "شارون" أن يقلبَ الوقائعَ والحقائقَ والموازين.. فلنقلبْها عليه، ولنعُدْ جميعاً بقوةٍ واقتدار، إلى المربّع الأول، لنردّ على تخرّصاته: بأنّ فلسطينَ عربيةٌ إسلامية، وأنّ تحريرَها وتحريرَ "الجولان" وكلّ الأراضي المغتصبة.. إنما يكون بالإعداد والاستعداد، ونهج المقاومة والاستشهاد..

إن جماعتنا جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وهي تنظر بعيونٍ دامعة، وقلوبٍ كسيرة، وأيدٍ مغلولةٍ عن القيام بواجبها الحق.. لتستنكرُ أشدّ الاستنكار، وترفضُ كلّ الرفض، هذه التصريحات والوعود الأمريكية، وتدعو أبناء الأمة جميعاً – حكّاماً وشعوباً - إلى وقفة عزّ وإباء، تضعُ حدّاً لهذا العبث بمقدّرات الأمة، والاستهتار بكرامتها وحقوقها، كما تعلنُ جماعتنا أنها تضعُ أبناءها وكلّ إمكاناتها، دعماً لمشروع تحريرٍ حقيقيّ، يبدأ من أرضنا المحتلة في الجولان.. لنحوّلها إلى جنوب لبنانٍ جديد.

والله غالبٌ على أمره، ولكنّ "بوش" و"شارون" وزمرتيهما، والمتواطئين معهم، والسائرين في ركابهم.. لا يعلمون. والله غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثرَ الناس لا يعلمون.

لندن في 15 نيسان (إبريل) 2004       

جماعة الإخوان المسلمين في سورية