وصل
إلى مركز الشرق العربي :
المنظمة
العربية للدفاع عن حرية الصحافة
والتعبير
الأمانة
العامة دمشق ـ 12 أيار / مايو 2003
بيان صحفي
اعتداء جديد في سياق حربها
المسعورة ضد حرية الصحافة والتعبير :
السلطات السورية تحجب
موقع
صحيفة "إيلاف"
الإلكترونية وموقع " محجوب "
علم
فرع المنظمة العربية للدفاع عن حرية
الصحافة والتعبير في سورية أن وزير
الإعلام السوري عدنان عمران , الذي
اشتهر شعبيا في الآونة الأخيرة باسم
" عدنان غوبلز الصحاف " ,
طلب من الجهات المختصة حجب موقع
صحيفة إيلاف الإلكترونية اليومية www.elaph.com
التي
تنشر في لندن عن قرائها في سورية . وقال
مصدر في وزارة الإعلام السورية لمندوب
المنظمة " إن الوزير عدنان عمران طلب
من الجمعية السورية للمعلوماتية
والمؤسسة العامة للإتصالات [عبر وزير
المواصلات] حجب موقع إيلاف إثر قيام
الصحيفة الإلكترونية المذكورة بنشر
مقال نقدي لاذع في السادس والعشرين من
نيسان / إبريل الماضي تحت عنوان (الحريات
وارتباك الإعلام السوري) أشار
فيه الكاتب إلى زيف الإدعاءات التي
يسوقها الوزير المذكور عن أنه لا رقابة
على الصحف السورية , وانتقد فيه قيام
السلطات السورية بممارسة ضغوط كبيرة
ضد صحيفة الدومري الأسبوعية الساخرة
التي يملكها فنان الكاريكاتير الشهير
علي فرزات , واعتبرها " نتيجة طبيعية
للضغوطات التعجيزية التي تمارسها
وزارة الإعلام السورية ضد أي صوت مستقل
لا يندرج في سياق خطابها الشمولي
والمرتبك , والقائم على إدارة معركة
شرسة ضد الحريات الصحفية من تحت
الطاولة , وقفاز شعاراتي أجوف يجيد
وزير الإعلام السوري ارتداءه أمام
وسائل الإعلام الخارجية " ..." .
وبهذا الإجراء الجديد تنضم صحيفة
إيلاف الإلكترونية إلى " القائمة
السوداء المفتوحة " التي أعدتها
السلطات السورية وأدرجت فيها حتى الآن
عشرات المواقع الإلكترونية التي تم
حجبها عن القراء والمتابعين في سورية ,
وكان آخرها موقع أخبار الشرق www.thisissyria.net الذي يبث من لندن ويعنى
بالشؤون السورية وشؤون المشرق العربي
بشكل عام .
من
ناحية أخرى أكد مصدر في هيئة تحرير
إيلاف لمنظمتنا أن صحيفته " اتصلت
بالجهات المعنية في دمشق لمعرفة
الأسباب والدوافع التي وقفت وراء ذلك ,
غير أن مسؤولي الإتصالات السوريين ,
وخلافا لوعدهم , لم يوضحوا حتى الآن
أسباب قرارهم " . ولفت المصدر
الإنتباه إلى عشرات المقالات
والتقارير والتحليلات التي نشرتها
الصحيفة عن الشؤون السورية بشفافية
وليبرالية ومهنية صحفية عالية أسوة
بما قامت به إزاء جميع الأنظمة العربية
دون استثناء" .
ومن
المعلوم أن الجمعية السورية
للمعلوماتية التي أسسها باسل الأسد ,
نجل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ,
وورثها عنه بعد مقتله شقيقه بشار الأسد
قبل أن يرث منصب رئاسة الجمهورية ,
والمؤسسة العامة للاتصالات
التابعة لوزارة الموصلات , هما
المزودان الاحتكاريان لمشتركي
الإنترنت في سورية الذين لا يزيد عددهم
عن الثمانين ألفا طبقا لإحصاء رسمي نشر
مؤخرا. وتعمل هاتان الجهتان , وبشكل خاص
المعية السورية للمعلوماتية , على حجب
جميع المواقع الإلكترونية التي
يتابعها المواطنون السوريون والتي لا
يتساوق خطابها الإعلامي مع أيديولوجية
النظام الديكتاتوري الشمولي الحاكم في
سورية . وذلك بالتعاون مع الفرع 211 في
شعبة المخابرات العسكرية المعروف باسم
" الفرع الفني" الذي يتولى عمليات
التجسس على هواتف الموطنين السلكية
واللاسلكية (الخليوية) ومراقبة بريدهم
الإلكتروني , فضلا عن هواتف المسؤولين
الرسميين المشكوك في ولائهم , والبعثات
العربية والأجنبية المعتمدة في دمشق .
وكان هذا الفرع المخابراتي , بما يملكه
من إمكانيات وخبرات تقنية لا تملكها
الجهتان المذكورتان , قد قام بـ "
تكسير" عشرات ألوف الرسائل
الإلكترونية المرسلة
من وإلى سورية خلال العام المنصرم
بناء على طلب الجهات السياسية
والأمنية العليا . ( انظر تقرير ـ بيان
منظمتنا في اليوم العالمي لحقوق
الإنسان 10 /12 / 2002 ) .
وفي
سياق متصل , علم فرع المنظمة أيضا أن
موقع مكتوب www.maktoob.com قد حجب بدوره عن
الجمهور السوري . غير أن مصدرنا في
وزارة الإعلام السورية لم يعرف حتى
الآن الدوافع التي تقف وراء ذلك , وإن
يكن البعض قد عزاه إلى " الحرب
الخفية التي تدور بين أجهزة المخابرات
السورية والأردنية, حيث تتهم الأولى
الثانية استخدام الموقع لغايات
استخبارية ..." ؟
إن
فرع المنظمة العربية للدفاع عن حرية
الصحافة والتعبير في سورية , وإذ يندد
بهذا الإجراء القمعي الجديد ضد صحيفة
إيلاف الإلكترونية وموقع مكتوب
,ويعتبره اعتداء سافرا على حرية
الصحافة والتعبير , وجزءا من الحملة
العدوانية المسعورة على حق المواطنين
السوريين في الحصول على المعلومات
وتداولها , وهو الحق
الطبيعي الذي كرسته لهم المادة 19
من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ,
تذكر النظام السوري وأركانه الذين لا
يزالون يعيشون في العصور الوسطى بأن
إصرارهم الأحمق على دفن رؤوسهم
النعامية في الرمال , في عصر السماء
المفتوحة وتقنية الاتصالات التي
اخترقت جميع الحوجز , لن يزيدهم إلا
اختناقا وعزلة داخل شرانقهم
الأيديولوجية المهترئة , ولن يفيدهم
شيئا في عصر ولت فيه السواتر الحديدية
إلى غير رجعة , ولهم فيما جناه صنوهم في
العراق عبرة إن تبقى لديهم أي إمكانية
أو استعداد للاعتبار بمصائر الأنظمة
الشمولية البائدة .
يشار
إلى أن صحيفة إيلاف الإلكترونية
اليومية تعتبر أول مشروع عربي من نوعه
في ميدان الصحافة الإلكترونية
المتكاملة التي تقدم خدمات إخبارية
سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ,
فضلا عن التقارير والتحليلات التي
تتناول هذه الميادين وتأخذ بعين
الاعتبار حاجات القطاعات العمرية
المختلفة . وكانت ثلاث دول عربية أخرى
قد سبق لها أن حجبت موقع إيلاف عن
قرائها , وهي الأردن الذي حجب الموقع في
العام الماضي لفترة وجيزة قبل أن تعيد
السماح به , والمملكة العربية السعودية
التي سمحت له بالبث قبل شهرين , إضافة
لليمن الذي حجب الموقع صيف العام
الماضي إثر تناوله قضايا تتعلق برئاسة
الجمهورية . وقالت هيئة تحرير إيلاف
إنه بإمكان المتضررين من هذا الحجب
الجديد الاتصال بها على البريد
الإلكتروني editorial@elaph.com من أجل الحصول على طريقة تقنية
جديدة تمكنهم من التواصل مجددا معه .
ـــــــــــ
للمزيد
من المعلومات يرجى الاتصال بمفوض
الملف السوري في المنظمة
مازن ياغي mazen2002aodepf@hotmail.com
هاتف
0034650664932 أو مقر
المنظمة في باريس .
|