صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 27 - 12 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

عود إلى الدرس العراقي

في ساعات معدودة تبخر الجيش العراقي، وتبخرت معه إمكانات نصف قرن أنفقها الإنسان العراقي من جهده وثروته على بناء هذا الجيش. لا نقول هذا تثريباً على المؤسسة العسكرية ولا على الإنسان، وإنما نقول له تقريراً لواقع. تبخر الجيش العراقي لأن قادته العمليين أيقنوا أن المعركة حول بغداد محسومة، وهي كانت كذلك منذ أول أمرها، ولكنهم تريثوا بقرارهم إلى اللحظة الحرجة فزادوا من وجع الأمة وألمها. ومع الجيش تبخر النظام وانفرط عقده، توارى (الفرد القائد) وتلاشى (الحزب القائد) وكان طبيعياً أيضاً أن يتواروا.

 انتصرت الإدارة الأمريكية، بخيلها ورجلها، على (النظام) المؤسسة، وعلى الجيش (المؤسسة) ولكنها لم تنتصر على العراق وهذا هو الدرس الذي نسوق المقدمات لتقريره.

من الصعب على بوش وأركان إدارته أن يقولوا: (انتصرنا على العراقيين) مادام هناك شعب عراقي يرفض الاحتلال ويعبر عن رفضه بكل شكل من أشكال التعبير، من رجل الشارع الذي ينظر شذراً، إلى السياسي الذي يحدد موقفاً، إلى كل مقاوم عراقي يستنزف القوات الأمريكية على طريقته.

حين توارى أعمدة النظام، وتلاشى الحزب، وتبخر الجيش، بقي شعب العراق، بقي صامداً باسلاً، على الرغم من السياسات الاقصائية التي أسقطته من المعادلة طوال السنوات العجاف.

لا نتوخى من قراءة الدرس العراقي أن نطالب بفكفكة الجيوش، أو تقصيف مفاصل الأنظمة.. ولكننا نريد أن نعيد النظر في رؤيتنا الاستراتيجية، وخططنا العملية لتعزيز معاقد صمود الشعوب في معاركها القادمة، وإعدادها لتحمل مسؤوليات المقاومة بأشكالها وأساليبها وعلى مستوياتها الفردية والجماعية.

استراتيجية كهذه لها استحقاقاتها وتبعاتها ومقتضياتها، وهي تتطلب بنية تحتية وبنى مدنية فوقية تقوم بحقها. لو استقبل الرئيس العراقي من أمره ما استدبر، فيما نظن، لكان له في سياساته شأن آخر.

والتأسيس للشعب المقاوم لا يكون برفع الشعارات، ولا بلون الثياب، أو بأبجديات (النظام المنضم) ؛ لأن المقاومة قبل كل شيء روح وطنية متحررة، وإرادة وعزيمة، هي وعي وثقافة وحرية ثم هي بعد ذلك شيء من هذا أو شيء من ذاك.. شيء لا يبادر إليه نظام ولا يتحمل مسؤولياته في ظرف دولي صعب، وإنما يطلق مناخاته ويدفع باتجاهه.

هاجس الخوف سيظل يلاحق صاحب القرار، من أن ينقلب الأمر في لحظة عليه. ولكن حبال الثقة حين تنسج بين أبناء الوطن، يدفن الشك الوطني والخوف الوطني في بيداء منسية.

إن المعادلة القائمة بين أيدينا تردد على مسامعنا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين سئل عن (الشاة الضالة..)، فقال: لك أو لأخيك أو للذئب.. وقد تعودنا في حياتنا الشعبية أن نجيب دائماً: خسىء الذئب !! فهل يخسأ..؟!

27 / 12 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ