عالم
نظيف من أسلحة الدمار الشامل
مطلب
إنساني
حين
تتحرك سورية رسمياً باتجاه مجلس الأمن
للمطالبة بتنظيف منطقة الشرق الأوسط
من أسلحة الدمار الشامل تخطو خطوة
إيجابية في اتجاه مطلب إنساني مشترك
يزيح مظلة الرعب عن مخيلة الشعوب
المهددة بالاستئصال بلحظة حمق يتبعها
وميض يهلك الحرث والنسل.
بغض
النظر عن الأبعاد السياسية التكتيكية
للتحرك السوري، وعن النتائج المحسومة
سلفاً في مجلس الأمن، والتي كان من
مقدماتها غياب السفير البريطاني عن
حضور الاجتماع الذي دعت إليه الخارجية
السورية، وتأخر السفيرة الأمريكية عن
الموعد المضروب، بغض النظر عن كل ذلك
نتساءل: هل ترسانة أسلحة الدمار الشامل
بأنواعها وأعيرتها المختلفة قضية
رسمية تخص الجانب الرسمي وحده، أم أنها
قضية إنسانية عالمية وإقليمية تخص
شعوب المنطقة وتهدد الحياة والأحياء..
؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين الدور
الشعبي في المنطقة العربية أجمع وفي
سورية على وجه الخصوص .. ؟!
لماذا
تصر الولايات المتحدة على تجريد دول
المنطقة من كل آلية لتوازن الرعب / هذا
إذا كانت هذه الآليات موجودة أصلاً.
وليست جميعها من نوع الأسلحة التي كان
يمتلكها العراق !! / لتترك الإنسان
العربي، والحياة العربية، والعمران
العربي مغطى بسحابة استئصالية يمتلكها
صهيوني أحمق مثل شارون أو كاهانا أو
جولد شتاين ؟!
هل
حقاً أن شعوبنا لا مبالية، أو أنها
مستهترة بمصيرها ومصير أجيالها من بعد..
أو أنها مكبلة، محرومة حتى من صرخة
تدافع بها عن أمنها ومستقبلها ؟!
لماذا
لا تخرج شعوبنا العربية، وشعبنا
السوري بشكل خاص لتلتف حول السفارات
الأمريكية في العالم ولتطالب بمنطقة
نظيفة من أدوات القتل والدمار.. وهو
نداء إن انطلق وتعالى سيجد صداه عند
شعوب الأرض قاطبة ؟ نداء شعبي واضح
وجاد وملحاح يرد السهم الإرهابي في كبد
أصحابه، ويلف حبل المشنقة حول عنق
الجلاد. هل يمكن أن يتاح لشعبنا، وهو
قادر إن أتيح له، أن يقاسم أبناء
الإنسانية هماً عاماً طالما شكا من
مثله الأحرار الطيبون في كل مكان ؟
الدور
الشعبي في الحواضر العربية، والدور
الشعبي في دمشق وحمص وحماة وحلب يعتبر
مكملاً للدور الرسمي، ومسانداً في هذا
الموقف له ؟! هذا الموقف الذي لا يختلف
عليه في هذا الوطن اثنان، ولا يختلف
عليه في هذا العالم إلا رؤوس المافيات
السياسية التي سرقت القرار العالمي
الإنساني من أيدي أصحابه في غفلة
الزمان. لماذا يُغيّب الدور الشعبي.
ولمصلحة من ؟! وهو في هذه المرحلة، وفي
هذا الموقف بالذات من أكثر الأسلحة
فاعلية وإيجابية ؟!
ثم
أين دور النخب العربية في هذا ؟ أين دور
المبشرين بالمشروع الأمريكي في حلله
الإنسانية المدنية الزاهية ؟! أين
دورهم في الفضاء العربي، وعلى الورق
العربي وهم الذين صدعوا روؤسنا بأعمدة
الدعاية للعصر الأمريكي ؟! واتهمونا
بالعمي المطلق عن رؤية الدجاجة
الأمريكية التي لا تبيض إلا مدنية
وذهباً.. لماذا لا يرمي الكتاب
والمثقفون العرب بثقلهم الإنساني
والأدبي مطالبين بمنطقة نظيفة من
أسلحة الدمار الشامل، هل يخافون إن هم
فعلوا ذلك أن يتهموا بالأصولية أو
بالإرهاب ؟!
الذين
استنكروا على صدام حسين أن يمتلكها،
وليته، والذين صفقوا للعقيد القذافي،
والذين يدفعون سورية اليوم للمزلق
ذاته، لماذا يطمئنون كثيراً لشارون..
الذي يحتفظ تحت أنامله الغليظة بأزرار
تزيح القاهرة ودمشق وبغداد وطهران عن
الخارطة ؟! لماذا
يطمئنون لشارون ؟! وهنا يكمن السر..
31
/ 12 / 2003
|