صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 06 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

الذين يخربون بيوتهم

فوضى بلا حدود تدب في ديار المسلمين هذه الأيام، فمن المغرب إلى المشرق، ومن الدار البيضاء إلى الرياض إلى دمشق إلى محاولات للضرب في عمان كل هذه الفوضى يقوم بها فريق من أبناء المجتمعات المسلمة في مسعى مضطرب للنيل من الذات في صورة متردية لأولئك الذين قيل فيهم (يخربون بيوتهم بأيديهم..).

إنكارنا ابتداء لتخريب البيوت والأوطان، ليس تسويغاً للاعتداء على الآخر. فالآخر عموماً في ثقافتنا الإسلامية مظلل بدائرة (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). عندما سير رسول الله صلى الله عليه وسلم جنده، ومن بعده الخلفاء الراشدون جيوشهم حددوا دائرة (المحاربة) وظللوا بدائرة السَّلْم النساء والأطفال والعُبّاد في صوامعهم، والفلاحين في مزارعهم. بتعبيرنا المعاصر ظللت دائرة السلم المدنيين من غير المحاربين.

ونعود عملياً إلى الذين يستهدفون أوطانهم ومواطنيهم بحمية يظنها أصحابها (إسلامية) فنتساءل إلى أين يمكن أن تؤدي هذه الأعمال؟!

فإذا كانت الأعمال، في سياقها النفسي، (بالنيات) فإنها، بسياقها الواقعي، بالنتائج والخواتيم. فأي غاية مثمرة أو هدف سامٍ يمكن أن يحققه نشر الفوضى والذعر والخوف ومن ثم القتل والدمار في بلاد المسلمين. وهل فتاوى التترس، أو التذرع بالخطأ تسوغ قتل الإنسان الآمن المعصوم الدم من غير جريرة ارتكبها سوى أنه مر في اللحظة الخطأ أمام المكان الذي اعتبره صاحب (العزيمة!!) هدفاً لجهاده؟!

إن الانطلاق من عقيدة الإسلام وثقافته، ومن التصور الإسلامي الصحيح لله والكون والحياة والإنسان.. يحصن المسلم من اليأس والعجز والإحباط.

هذه الأفعال الفوضوية التي تنعكس على الذات أذى وتدميراً، هي نوع من الانتحار، وتعبير عن اليأس، ووقوع في حبائل العجز والإحباط. فحين يشعر الضعيف العاجز بضخامة العبء، في واقع شديد التعقيد ييأس، وحين يعجز عن البناء لمقتضياته الشاقة يهدم، وحين تغمره الكآبة والإحباط يعاقب نفسه أو بني قومه بما يسوء..

ثم إن الإسلام لم يكن ثأرياً قط، ولم يكن دين حقد ولا دين نقمة. بل كان دائماً دين رحمة. ولقد دارت مواقف المسلمين دائماً حول محور الدعوة. الدعوة التي حملت للناس المحبة والرحمة والخلاص.

يوم فتح مكة نادى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذين أخرجوه وقاتلوه وحزبوا عليه الأحزاب: اذهبوا فأنتم الطلقاء. وحين وقف على رأسه وحشي قاتل عمه حمزة، بلا إله إلا الله وكان الألم قد أخذ منه لمقتل حمزة كل مأخذ.. لم يزد على أن يقول له غيب وجهك عني.

أن يكون المرء مسلماً يقتضي الخضوع لشرعة الإسلام ومنهجيته. وهذه الشرعة وهذه المنهجية يقررها في واقع المسلمين أولو العلم الراسخون فيه.. ليست شرعة الإسلام فيما تميل إليه النفس، أو ينساق إليه الطبع، أو يقرره الهوى، ففي القرآن الكريم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس..) ويوم كان عمر رضي الله عنه، يلتهب يوم الحديبية منتقلاً بين الرسول والأصحاب متسائلاً: (ألسنا بالمسلمين؟! أليسوا بالمشركين؟! فعلام نعطي الدنية في ديننا؟!) كان هناك قائد أعلى لا ينطق عن الهوى ينظر إلى الأفق البعيد. والنظر إلى الأفق البعيد هو شأن ورثة الأنبياء، وأتباعهم في كل زمان.

6 / 5 / 2004السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ