آخر تحديث يوم الخميس 16 - 10 - 2003م

.....

برق الشرق

المستجير بعمرو

قرن مضى ونحن نشرب من كأس (عمرو) استعذبها نفر منا ومايزالون، ورفضها آخرون فمازالوا يدفعون ثمن رفضهم إقصاءً وحرماناً. كأس (عمرو) ليست آمراً ولا أميراً. وإنما هي منهج شامل تغلغل في نفوس البعض وامتد إلى أنماط سلوكهم وأثمر في (دواوينهم !!) وتطاول على (قصورهم !!)

راهن عمرو كثيراً على انتمائنا، وعلى عقولنا وعلى قدرتنا على التمييز، ساءه أن أرضنا ماتزال تنبت نخلاً. أوصى عمرو أتباعه منذ فترة مبكرة لتجفيف ينابيع مائنا قال فيها للأتباع شوهوا حضارتكم، وغيروا تاريخكم، أبرزوا الصفحات السود، تحدثوا عن الفتن والخلافات والشبهات.. وفعلوا كم كان (عمرو) متألماً لأن التتار لم يغسلوا كل المداد الأنور بماء دجلة.

(عمرو) لم يكن يحتج على شباب الجزيرة يوم كان الواحد يقصد دياره ليصرف ميزانية وزارة على (مائدة قمار) !! أو ليطرح ذلك في حجر غانية !! أو ليكرم خادم فندق بمفتاح السيارة الفاخرة التي اشتراها للتو !! كان كل شيء في الجزيرة يومها مرضياً، لم تكن هناك مشكلة مع حقوق الإنسان، ولا مع حقوق النساء، ولا مع فقه السنن والآداب أو أساسيات الولاء والبراء، مادام كل شيء يبقى حيث يقال !!

(عمرو) لا يريد أن يقول إن مشكلته كما قال وزير  خارجية بريطانيا يوماً هي مع (كتاب الله) وهو يعلم أو لا يعلم أن هذا الكتاب موجود في كل بيت وفي كل غرفة بل في كل صدر من عالم الإسلام.

(عمرو) هذا يقود عالمنا منذ قرن في ميادين الفكر والثقافة والإعلام والسياسة، يسيطر على المنابر ومكبرات الصوت ويوزع الأضواء، يقدم ويؤخر يضر وينفع.

واليوم وبعد أن خاب ظن عمرو في عماله وإدارييه، يريدنا قوم أن نكون تلك التي تسعى إلى حتفها بظلفها، أبداً لن نكون وبعمرو لن نستجير فقد حفظنا أيضاً:

المستجير بعمرو عند كربتـه       كالمستجير من الرمضاء بالنار

16 / 10 / 2003