برق
الشرق
خارطة
الطريق .. أو الوطن البديل
أضغاث
أحلام
(خارطة
الطريق) اختزال مكعب لمطالب بعض
الفلسطينيين البراغماتيين. ومنذ أن
أعلن عنها وعداً، تعلق الغرقى، الذين
حرقوا مراكبهم، وأسقطوا خياراتهم، به
بينما ألقى به الصهاينة وراءهم ظهرياً
إلى حين.
وبعد
مراوغة شارونية تجاوزت العامين كان
فيهما من القتل والتدمير ما فيهما،
وبعد أن ظن الفلسطينيون هؤلاء أو وعدهم
مع خارطة (الأربعة) قد طاب جناه. خرقت
عصابة شارون جدار الصمت لتبدأ بهجوم
معاكس سريع تستثمر به الانتصار
الأمريكي في العراق، بل في المنطقة،
ولتفصح هذه العصابة عن معاني طالما
جمجمت بها.
الموقف
الصهيوني الجديد من استحقاق عملية
السلام يتبدى في صورتين لا تقل إحداهما
وقاحة عن الأخرى...
الصورة الأولى: رفض خارطة
الطريق جذرياً، وتدمير ما تبقى من سلطة
أصحاب أوسلو. وتخيير الشعب الفلسطيني
بين عيش في ظل الدولة العبرية، وبين
النزوح إلى حيث تلقي به الأقدار.
والصورة الثانية: إحياء
مؤامرة الوطن البديل، المؤامرة
الخبيثة التي تعني بالإضافة إلى تدمير
الوجود الفلسطيني تدمير قطر عربي آخر،
وإحداث خلل في بنيته السكانية، وتصدير
جميع المشكلات الناجمة عن الاستعمار
الاستيطاني الصهيوني إليه.
أضغاث
أحلام...
في
رأينا أن أنصار (أوسلو) وكل المتداعين
إلى ملاحقة الكذاب إلى وراء الباب،
والمنتظرين أن يحصلوا شيئاً من بوش أو
شارون، ولم يعد هناك في رأينا فرق، بل
إن معادلة بوش في التبعية لشارون، هي
نفس معادلة بلير في التبعية لبوش، بحيث
يحق لك أن تقول (السيد شارون وتابعه
الكبير !!)
نقول:
يحلمون كل أولئك الذين ينتظرون أن
يحصلوا من السيد بوش أو من غيره على ما
يمكن أن تمسك به الأنامل. ومن الطرف
الآخر فإن شارون وعصابته الصهيونية هم
أكثر استغراقاً في تهويماتهم وفي
خدرهم اللذيذ.
شارون
يريد أن ينقلب على خارطة الطريق لأنه
يظن أن أمتنا قد ابتلعت طعمها، وأنها
غدت قناعة عربية وفلسطينية، ولذا فهو
يرى أنه قد آن الأوان ليتخلص منها، وأن
يمد عينيه إلى ما فوق فلسطين من الأرض
العربية، الأردن الدولة المستقلة ذات
السيادة.
إن الصدع بالحقيقة المطلقة
والأساسية في الصراع هي الرد العملي
الوحيد على أحابيل شارون. ولكي نجيب
شارون لا بد أن نعود بالصراع إلى نقطة
البداية وأن يعلن العرب أجمعون في وجه
التهديدات الصهيونية بالوطن البديل،
أن فلسطين عربية من النهر إلى البحر،
وأن يعلنوا تمسكهم بحق العودة لكل لاجئ
فلسطيني، وأن تسقط منظمة التحرير كل
الأحلام السلطوية لتعود إلى منظمة
ثورية تتلاحم مع أبناء الشعب
الفلسطيني في معركة التحرير.
5
/ 5 / 2003
|