برق
الشرق
أنا
والرئيس نطالب .. فما الفرق ؟!
رئيس
الجمهورية هو رئيس مجلس القضاء
الأعلى، وهو منذ تسلم سلطاته
الدستورية، ومنذ أن ألقى خطاب القسم
الذي سحب من التداول بذريعة أنه كان
مجرد (منهج تفكير) لا خطة عمل، يطالب
اليوم، مثل مواطنيه تماماً، بسيادة
القانون واستقلال القضاء.. !!
ففي
الاجتماع الذي عقد في 4/5/2003 لمجلس
القضاء الأعلى، دعا السيد الرئيس (إلى
ضرورة تطوير المؤسسات القضائية، ضمن
التطوير الشامل لسائر مؤسسات الدولة.
مشدداً على أن سيادة القانون هي في
مقدم متطلبات المجتمع في كل زمان ومكان.
ولا بد من تطبيقها من خلال السلطة
القضائية. كما شدد السيد الرئيس على
دور مجلس القضاء، الذي يترأسه
دستورياً، في النهوض بالسلطة القضائية
وتوطيد سلطة القضاء التي يأتي في مقدم
مسؤولياتها تحقيق العدل، والسهر على
تطبيق القانون، منوهاً بدور السلطة
القضائية في تحقيق الأمن والاستقرار
في الوطن..)
وهكذا
ينضم الرئيس إلى مواطنيه، أو ينضم
المواطنون إلى رئيسهم في التفكير
الحالم بدولة (يسودها القانون..) بمدنية
فاضلة يكون الناس فيها أمام القانون
سواء. والمشاركة في (الحلم) أو في (الأمل)
هي نوع من المشاركة الإيجابية في وجه،
وهي نوع من السلبية المفزعة في وجه
آخر، فإذا كان (الحلم) الساتر للعجز هو
محطة تنفيس للضعفاء المجردين من كل
سلطة، والمحجورة عليهم دائرة العمل،
والمضروبة عليهم قبة العجز (.. والعاجز
من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله
الأماني.) فماذا عساه يكون بالنسبة
لرأس الأمر الذي يناط به أصلاً الفعل
والإنجاز. وما الفرق بين المواطن
الحسير والرئيس النافذ الأمر، المالك
لزمام الإنجاز مادام كلاهما (في الحلم
شرق..) على ما صنف شوقي ؟!!
نتمنى
أن يشاركنا الرئيس الرؤيا التي نشاركه
بعضها، أن يتلمس معنا سلطات الدولة
الثلاث، وأن يتتبع خيوط (الدمى) الني
كانت تفرحنا وتثير عجبنا ونحن أطفال،
وهي اليوم تحزننا وتثير فزعنا، ليرى
معنا إلى أين تؤول ؟! إلى أين تؤول
الخيوط بل الحبال المادية الكثيفة
التي تحرك جهاراً القاضي والوزير وعضو
مجلس الشعب ورئيس شعبة الحزب ومن لا
ندري بعد !!
إن
طرح الأفكار وتوليدها، وتشقيق المذاهب
وتفريعها هو عمل المفكرين والمثقفين.
أما الرؤساء وأصحاب السلطان فعملهم
أخذ المبادرات وترجمة الأفكار فعلاً
ناجزاً ماثلاً أمام أعين الجميع.
جاء
بنو تميم إلى شاعرهم سلامة بن جندل
يسألونه المديح قائلين: يا سلامة ألا
تقول فينا ؟! قال سلامة الشاعر الحكيم: يا
بني تميم افعلوا حتى أقول.
وقليل
من الفعل مع هذا الكثير من الجميل ينفع
!! ولو ساد في سورية القانون مذ دعا
الرئيس إلى سيادته لساد العدل، ولو ساد
العدل لانتشر الأمن الذي وأدته سلطات
أخذت على عاتقها نشر الخوف والفزع بين
الناس. وقديماً قيل: من عدل أمن. ستظل
الأفكار أوراقاً متطايرة حتى يقترن
القول بالإنجاز، ومن أكد اليوم على ما
طالب به في الأمس فإنه لم يفعل بينهما
شيئاً !!
6
/ 5 / 2003
|