آخر تحديث يوم الإثنين 05 - 05 - 2003م

.....

برق الشرق

مفهوم القوة في العقل الأمريكي

سالم القمي

العالم وفق المفهوم الأمريكي مساحة ضيقة محددة الأبعاد رغم ما تحتويه تلك المساحة من رؤى وثقافات وأديان وحضارات متعاقبة وهي تضغط أي أمريكا بحيث لا يتعدى ولا يتسع إلا لوجود حليف تابع أو خصم عدوّ ويتسم هذا المفهوم بخط أفقي ينزع إلى التبسيط والتسطيح مبني على منطق أو نظرية من ليس معنا فهو ضدنا ..

الذي مع أمريكا حليف تابع والذي ليس معها عدوّ لدود والحليف التابع دوره محدد،  وهامش المناورة أمامه يضيق والتحالف يعني التبعية بكل معانيها ليس بالمفهوم التبادلي وإنما الخضوع والارتباط ..

في ظل هذا المفهوم لأهداف السياسة الخارجية الأمريكية ،تصنف الأنظمة السياسية الثقافية في العالم وحركات التحرر والثورات القومية على أنها حالات نتوء  وبروز تكون نشازاً في معزوفة اللحن الأمريكي الموحد المفروض على العالم أن يعزفه والتعامل مع هذه الانظمة وفق المنطق الأمريكي الذي يبيح إستخدام كل السبل والوسائل من العدوان المباشر الذي تُسخر فيه القوة العسكرية وأنظمة عميلة مرتبطة بمركز القرار الأمريكي إلى التدجين والترويض و حتى إفراغ محتوى هذه الانظمة من خطابها العقائدي إلى ضرب القيم الروحية ومبادئ الحرية والثورة ومطالب الشعوب في تحقيق وحدتها وحقها في تحديد هذه الأشياء التي  تعتبرها أمريكا نتاج خطاب عفى عنه الزمن

ولا يتردد أي مسؤول أمريكي وبكل صفاته في التحذير من مغبة الاستمرار في تذكر هذه القيم أو ترديدها .. 

5 / 5 / 2003