برق
الشرق
الرئيس
السوري بشار الأسد
كلام
بالعربي
على
الرغم أن ثمة دعاوى متكررة على فهم (المواطن
السوري) لكلام السيد الرئيس بشار الأسد
في خطاب القسم، وقد تكررت هذه الدعوى،
بسوء الفهم أو انعدامه (هل من فرق) على
النخب السوري المختلفة، تلك النخب
التي رحبت جميعاً بذلك الخطاب على
مستويات مختلفة، وتعلقت باستحقاقاته؛
فإن الرئيس في 10 / 3 / 2003 كان عربياً
واضحاً في مجلس الشعب، وكان خطابه
بجزئيه (التحريري والشفهي) معبراً
ورزيناً، وإن كان في الثاني (الشفهي)
أقل (حسبانية) وأكثر (سُبحانية).
النخب
السورية (المعارضة) هي في حدودها
الدنيا نخب مثقفة، نتحدث عن أساتذة
جامعيين وسياسيين مخضرمين وأعضاء مجلس
شعب أمثال: عارف دليلة، ورياض الترك،
ورياض سيف ومأمون الحمصي، إن الادعاء
على أمثال هؤلاء، بسوء الفهم أو
انعدامه من معلق شاب مثل الدكتور (فواز
الشعيبي) وهو قطعاً
في جيل تلامذتهم،
إن لم يكن حقاً تلميذاً عملياً لأحدهم؛
سيكون في موضع نظر، وربما يستنتج
المتابع أن حقيقة الأزمة هي في النص:
المصداقية، أو الوفاء أو المآرب
الأخرى، وليست في فهم المستقبِل على
اختلاف التوجهات وتباين المواقف.
في
الخطاب العربي للرئيس، بالأمس، أدان
الرئيس محاولات الاحتماء بالأجنبي،
مهما تكن الظروف والملابسات. وهذه
إدانة مطلقة وجوهرية نتمنى أن تتحول
إلى ميثاق شرف رسمي وشعبي. لنفخر
كأبناء الشعب على اختلاف التوجهات
والانتماءات والمشارب، ورغم فداحة
الظلم والقهر اللذين يحلان بساحتنا،
أن البوصلة الوطنية والقومية في شام
الفئة الظاهرة واضحة ومحددة. وأنه لا
يمكن أن يمر على مخيلة فرد أو فريق بعض
ما اعتبرته معارضات أخرى، مخرجاً
لحالة الإحباط والفشل الذي تعيش.
المعارضة
السورية، ماتزال تؤمن أنها قادرة
بجهدها وجهادها على تحقيق أهداف هذا
الشعب النبيل، ومازالت المعارضة
السورية منذ أربعين عاماً تدفع ثمن
أصالتها ومصداقيتها وطهرها، إن اعتقال
عشرات الألوف من الناس، ومن ضمنهم
أخيراً عضوان في مجلس الشعب لم تحرك
الضمير العالمي، لتمارس على سورية ما
مورس على مصر من أجل فرد واحد !! إن
إدراج سورية على قائمة الإرهاب
العالمي لم يكن قط من أجل ملف حقوق
الإنسان، وإنما من أجل أمور أخرى نتفق (حكومة
ومعارضة) على رفضها وإدانتها.
نرفض
الاحتماء بالأجنبي ضد الوطن كما نرفض
في الوقت نفسه الاستقواء بحكومة
العالم على المواطن. في حدود علمنا أنه
لم يتلق أي فصيل سوري معارض تنويهات
شكر رسمية على تعاونه الأمني مع مدير
العالم الجديد !! إن آلاف الملفات
لمواطنين سوريين استنجزت شكراً غير
محدود قرأه القاصي والداني في هذا
العالم الصغير !! وهذه الملفات تتعلق
بمواطنين قد تختلف معهم أو تتفق، ولكنهم
يبقون شركاء الحضارة والتاريخ والحاضر
والمستقبل، إن أزمة أمتنا اليوم، في
معارضات رخوة تبيع أوطانها، وفي أنظمة
خرقاء تبيع مواطنيها.
وليكن الاحتماء
بالأجنبي، والاستقواء به خطاً أحمر في
جدلية العلاقة الوطنية بكل أبعادها،
وهذا ما نطلبه، وهذا ما نريد الآخرين
أن يوافقوا بالعربي عليه.
لقد
تألق الرئيس بشار حقاً وهو يسترسل في
استنكاره لتصنيف دول القمة العربية
بين متشددة ومعتدلة، استنكر أن توصف
سورية بالتشدد، وهو محق في ذلك،
واستنكر صفة الاعتدال على الموقف
العربي، الذي اعترف بأنه بما فيه سورية
قد انغمس في (التنازلات)،
حسب متطلبات الواقع. ومحاولة الرئيس أن
يبتلع ريقه بعد أن وصل إلى هذه
الحقيقة، كانت واضحة، ولكن الكلام كان
معبراً وواقعياً ويستحق التنويه.
وكذلك
عندما أكد الرئيس أن ما اقترحته سورية
في مؤتمر القمة، كان هو الحد الأدنى،
أو أقل من الحد الأدنى كانت كلمات
الرئيس في غاية الصدق والشفافية
والواقعية، يبقى أنه كان من المفيد أن
يحل الرئيس أزمة الفهم أيضاً بينه وبين
الكادر الإعلامي الرسمي، هذا الكادر
الذي جعل من خطاب الرئيس في القمة
العربية الأخيرة،
فتح
الفتوح تعالى أن يحيط به
نظم
من الشعر أو نثر من الخطب
وقارن
بين ما قاله السيد الرئيس وصدق.. وبين
ما قاله (المداحون..).
12
/ 3 / 2003
|