برق
الشرق
عودة
أوروبا الشرقية و الغربية
خالد
دويدار / هولندا
كلام
وزير الدفاع الأمريكي في الآونة
الأخيرة عن فرنسا و ألمانيا و اعتبارها
من مخلفات أوروبا القديمة لم يأت دفعة
واحدة كنتيجة لموقف الدولتين المتأني
تجاه التعامل مع الأزمة العراقية لعدة
اعتبارات أهمها مصير النفط العراقي
بعد الحرب ، فقد سبقت التوتر الحاصل
مجموعة اعتراضات على البرامج
والمشروعات الأمريكية ، منها مخطط
توسيع الناتو بإتجاه شرق أوروبا كما
يشكله ذلك من عبء على المجموعة
الأوروبية وشد أولويات الاتحاد
الأوروبي السياسية و الاقتصادية ، وقد
كانت هذه الخشية في محلها بعد تصريحات
أمريكا بأنها ستبدأ في الاعتماد على
دول الحلف الجديدة و تأكد ذلك بعد
توقيع ثماني دول أوروبية من بينها
أسبانيا على وثيقة التأييد لسياسات
الولايات المتحدة ، و تظل أهمية
أسبانيا رغم اغترابها الأوروبي
لإشرافها على مضيق جبل طارق
الاستراتيجي .
و
الموضوع الثاني ما يتعلق باتفاقية ((
كيوتو )) للاحتباس الحراري ورفض أمريكا
التوقيع عليها ، وثبت هنا أيضاً أن
أمريكا امتنعت عن الدخول في المعاهدة
حتى لا يحصل موقف أوروبي موحد تجاه
القضية و من تم التعامل مع روسيا و
اليابان كجهة مقابلة دون ظهور أمريكا
على السطح الأوروبي .
كما
أن هناك مشروع الدرع الصاروخي الذي
تتردد بشأنه أوروبا لكونه سيجعلها
قاعدة دفاع متقدمة للولايات المتحدة
ناهيك عن انعكاساته السلبية على آليات
عمل الاتحاد الأوروبي و تكاليفه
الباهظة التي قد تتجاوز 40 مليار دولار .
ومن
جهة أخرى يوجد انزعاج أمريكي من اقتراح
فرنسا بتشكيل قوات رد سريع أوروبية
لأنها ستكون منافساً لحلف الناتو و
ستكمل الخطوة أوروبية نحو الاستقلال و
الخروج من تحت المظلة الأمريكية .
و
بالتالي ينتظر أوروبا محاولات أمريكية
للتقسيم بعد
انتهاء دور أوروبا الغربية في حرب
البلقان و قيام حكوماتها بتمشيط الجزء
الغربي من أية جماعات إرهابية حسب
زعمها ، وربما تكون هذه عودة أخرى
لأوروبا الشرقية و الغربية بتأثير
القطب الأمريكي وحده هذه المرة ، لكي
لا تخرج أوروبا عن السيطرة وتبقي مثلما
كان الحال أيام الاتحاد السوفيتي .
30
/ 4 / 2003
المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
|