صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 30 - 07 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

بيـن إدارتيـن

ليس لنا أن نقول: إننا شامتون، فالمؤمنون بالله لا يعرفون الشماتة، وليسن لنا أن نقول: إننا مرتاحون فالأحرار لا يمكن أن يظهروا ارتياحاً لما ينزل بساحتهم من عسف وظلم وجور، وإن كان المقصود به بعض من نالهم بمثله، بل هم سيكونون أكثر حساسية للجناح المهيض، والجرح النازف، واليد القاصر..

هذا ما يعتمر قلوبنا ونفوسنا، ونحن نرقب سياسات الغطرسة التي تمارسها الإدارة الأمريكية على الإدارة السورية.. هذه السياسات التي اقتضت من السيد فاروق الشرع وزير الخارجية، أن يجهر بما جهر به أمس، بعد طول تجمل وتصبر وتصنع.

ترى أي حمولة زائدة من الضغط الأمريكي التي دفعت الوزير السوري إلى إطلاق حممه في وصف الإدارة الأمريكية بأنها (الأعنف والأكثر حماقة..)، وجعلته يقول عنها أنها تعتقد (أن أي قانون يصدر عن الكونغرس هو قانون منزل من السماء..) وأن الضغوط التي تتعرض لها سورية هي الأعنف منذ القرن السادس عشر ـ للعلم لم ندرك سر الإشارة إلى القرن السادس عشر ـ ويضيف الشرع معلقاً على قانون محاسبة سورية (لاحظوا الاسم: قانون محاسبة سورية، لو كان صادراً عن قوة إلهية لكانت أكثر تواضعاً لأن الله غفور رحيم) وحين سئل السيد الوزير إن كان يعبر عن موقف شخصي، أجاب أنه يعبر عن كل السوريين وأنه لا يمكن أن يعبر عن مواقف لا يرضى بها السيد الرئيس، مضيفاً أن الأمريكيين لا يعجبهم إلا من ينحني لهم. إذا لم تنحن لهم يشطبونك وتصبح خارج الدائرة..)

هذه المرارة التي تمزج حديث السيد الوزير عن الإدارة الأمريكية التي تصب ضغوطها أو جام غضبها على كيان له بنية الدولة، يمكن أن يعبر عنها مواطن سوري عن (الإدارة السورية). فعندما تتعامل هذه الإدارة مع مواطنيها.. طبعاً الأفراد الذين يرفضون الانحناء لآمر المخفر أو مأمور القسم الأمني، لا تكون أقل غطرسة وفوقية من تعامل الإدارة الأمريكية.

في مقابلة الرئيس بشار الأسد مع العربية أكد أنهم بعد ثلاثين عاماً مايزالون يدرسون الملفات، والمواطن السوري مايزال أمام قرارات الحزب، وقرارات مؤسساته الأمنية كأنه أمام قانون إلهي لا معقب له، وليس أمام المواطن إلا الانحناء والخضوع، وإلا (يشطب خارج الدائرة).

ماتزال حقوق المواطن السوري صغيرها وكبيرها أوراقاً للمساومة.. وحين تأخذ في نفسك الاعتبارات النسبية ستجد أن الإدارة السورية بكل مفرداتها أقسى على المواطن السوري في الداخل والخارج من الإدارة التي يتشكى السيد الوزير منها. من سنن الله أن يبتلي الظالم بمثله أو بمن هو أظلم منه.

أما الإنسان السوري المروع والملوع فهو الذي يجرع كأس الظلم دهاقاً، يجرعها كأسين: واحدة بيد الإدارة السورية، والأخرى باليد الأمريكية وعبر الإدارة السورية أيضاً، وهكذا يضيع الوطن والمواطن بين الإدارتين.

30 / 7 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ