برق
الشرق
القوات
الأمريكية في (ديار بكر)
90
كم شمال شرق سورية
عززت
القوات الأمريكية وجودها في تركيا
استعداداً للحرب المحتملة على العراق.
ولم يثر وجود القوات الأمريكية في ديار
بكر 90 كم شمال شرق سورية، قلق الحكومة
السورية، ولم يدفعها إلى التعبير عن
احتجاجها على هذا الوجود العسكري
المتنامي منذ حرب الخليج الثانية
،والذي يهدد سورية كما يهدد العراق.
في
الرؤية الاستراتيجية للمنطقة وقعت
سورية بين فكي كماشة عسكرية: أمريكية
في الشمال وأمريكية_صهيونية
في الجنوب، وقائمة الاستحقاقات
الأمريكية المدعاة على سورية جاهزة
منذ زمن طويل.
وإذا
كانت الحرب على العراق، والعدوان عليه
محسوبة لمصلحة الأمريكي الطامع في
السيطرة والثروة، فإن الخطوة التالية
ستكون لمصلحة الخصوصية الصهيونية التي
جندت نفسها منذ البداية في السياق
الأمريكي ذاته. ولا بد للإدارة
الأمريكية أن ترد لحليفها الاستراتيجي
بعض الجميل.
ومن
هذا المنطلق، فإنه لا يمكن لحالة العجز
التي تلف الواقع العربي، أن تشمل أيضاً
الوضع السوري، باعتبار أن سورية حسب
أكثر التقديرات هي التالية بالدور. كما
لا يمكن أيضا أن يظن البعض أن كلمة
بليغة، أو بياناً حاراً، أو موقفاً في
مجلس الأمن متشدداً؛ يمكن أن يغير سياق
الأحداث.
المطلوب
فعل سياسي ناجز، ليس تحت لافتة التضامن
مع العراق، وإن كان هذا التضامن
مطلوباً، وإنما تحت لافتة الدفاع ـ
المتأخر ـ عن الذات، وليس المبكر كما
يظن البعض.
انتخابات
مجلس الشعب السوري لم تسر في الطريق
الذي يوفر للمتطلبات السورية القادمة
غطاءها، على نحو ما جرى في تركية
بالأمس.
جملة
الإجراءات والسياسات السورية لاتزال
تدور حول نفسها, بنفس الروح الرتيبة
التي كانت تعيش أيام الحرب الباردة.
الخطاب الإعلامي مازال يتعلق بحبال
الهواء والنرجسية في تمجيد الذات. اقرأ
للمثل في صحيفة تشرين 3/3/2003 افتتاحية
بعنوان (قائد استثنائي في ظرف تاريخي
خطير..)، وإذا كان لهذا القائد من ذنب
فهو إبقاء مثل هذا الكاتب في موقعه في
هذا الظرف التاريخي الخطير!! لأنه حسب
هذا الكاتب وأمثاله في جميع الأقطار
العربية، حيث القادة الاستثنائيون
والملهمون كان المنتظر أن تكون
الرايات العربية خفاقة في المشارق
والمغارب، لا أن يأتينا الغازي من وراء
بحر الظلمات، لتكون دباباته وطائراته
على مرمى الحجر من حدودنا، ونحن غير
قادرين على التلفظ ببنت شفة!!.
المطلوب
من سورية، ومن صاحب القرار فيها فعلاً
استثنائياً وناجزاً على المستوى
الدولي، وعلى المستوى الإقليمي وعلى
المستوى الداخلي.
المطلوب
أولاً، أن نفكر بأسلوب جماعي في
المطلوب، ولكن القوم، يا قوم، يرفضون
حتى التفكير!!.
5
/ 3 / 2003
|