آخر تحديث يوم الثلاثاء 24 - 12 - 2002م

.....

برق الشرق

(لوبن) في بكركي

نحن مع استقلال لبنان وسيادته. ونحن في الوقت نفسه مع الخصوصية (السورية ـ اللبنانية) على الصعيدين الرسمي والشعبي. ونحن مع المطالبين بحل ديبلوماسي أخوي لحالة الاختناق التي تمر بها العلاقة بين البلدين، والتي يضج بها من يمثلهم البطريرك صفير من قاعد بكركي.

كما أننا نشيد بمضمون الخطاب الذي ألقاه البطريرك صفير على مسامع (جان ماري لوبن) زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية اليميني المتشدد، والذي أكد فيه على قيم التسامح والعدالة والمحبة.

ولكن الذي ينبغي أن يستنكر هو محاولة (لوبن) تسويق بضاعته الفاسدة بين ظهرانينا في منطقة الشرق الأوسط. فعمر المسيحية في لبنان ألفا عام. ولم تكن يوماً في خطر، كما زعم لوبن بعد خروجه من مقابلة البطريرك. كما أن الفوارق الأساسية في (الدين) و(الثقافة) ليست بقائمة أصلاً بين المسلمين والمسيحيين حيث تتركز الفوارق في موضوعات عقائدية ولاهوتية بحتة. بينما تتوحد القيم الاجتماعية والثقافية بين الديانتين السماويتين. ليس من حق لوبن ولا من حق غيره من ساسة الشرق أو الغرب أن يقترح علينا تحت أي مسمى (سايكس ـ بيكو) جديدة.

كان المنتظر من الأب صفير أن يوضح هذه الحقائق (للوبن) توضيحاً يدعم موقفه العام، كما يدعم توجهه الخاص.

نحن في الشرق الأوسط وفي سورية ولبنان نعيش منظومة القيم التي بشر بها المسيح وأكد عليها وأتمها محمد صلوات الله وسلامه عليهما.

إن غربة الثقافة المسيحية عن مضمونها الشرقي إنما تمت عندما تسلط عليها رجال في الغرب لا يؤمنون لا بالمسيح ولا بالقيم العليا التي جاء بها وإنما حملوها شعاراً ينم على التعصب والكراهية ورفض الآخرين، كما جعلوا منها مطية لليهود الذين ما قصروا يوماً في الإساءة إلى المسيح عليه السلام وإلى الصديقة أمه العذراء البتول.

24/12/2002