آخر تحديث يوم السبت 01 - 03 - 2003م

.....

برق الشرق

هل على نفسها ستجني براقـش ؟

الحرب قائمة، والرئيس العراقي قد انتهى، والأمريكيون قادمون، والأعين ممتدة إلى التعويضات أو المكافآت، على الطريقة التركية، أو إلى بعض شهادات حسن السلوك، يرجى منها أن تدفع بعض الشر الآتي من واشنطن، والهمهمة تدور حول الانتفاضة ومخطط نصف النصف لنصف الطريق !! هذا هو حال المجتمعين في شرم الشيخ: تلجلج ويأس وتخبط، وتهرب من تحمل المسؤولية، وطمع بالظفر ولو بخفي حنين.

في لقاء القمة المنعقد اليوم (1/3/2003) بشرم الشيخ، بإمكان المجتمعين أن يفعلوا الكثير، إذا تلبس كل واحد منهم لبوس استشهادي خارج من غزة أو نابلس أو مخيم جنين، أو وضع نفسه مكان الرئيس العراقي ثم تساءل: ماذا ينتظر من الآخرين ؟ في شروط ولي الأمر دائماً اشترطت المراجع السياسية الإسلامية الشجاعة كشرط أولي لصاحب المنصب الأول،  والشجاعة في هذا المقام هي قدرة على اتخاذ القرار الذي يكون له ما بعده...

حين يتصور كل واحد من القادة العرب نفسه في مكان (المطلوب)، وأن يتصور بلده مكان (العراق) أو فلسطين، نظن أن المعادلة ستختلف، وأن سياسة طلب السلامة بأقل الجهد والكلفة ستسقط تلقائياً، لتقوم مكانها سياسات استفراغ الطاقة في دفع المخطط الذي يلتف حول الأعناق.

كل التقارير تؤكد أن الدور سيدور على الجميع، وبشكل أو بآخر، وأن ثمة فواتير سداد أمريكية ستستحق على الزعماء واحداً بعد الآخر، وهي في الوقت نفسه متعلقة بعنق هذه الأمة: العقيدة والحضارة والإنسان والثروة.

قالت المطوقة لصاحباتها، وقد أكثرن من التلجلج في حبالة الصياد، لن ينفعنا كثرة اللجلجة، وإنما سينفعنا أن نطير بجناح واحد فنحتمل الشبكة إلى حيث نريد، وهكذا كان.

هل سيسقط المجتمعون في شرم الشيخ خيارات التوسل والترجي، وعسى ولعل. لتحل محلها إرادة قوية، تطرح: (لا)، للمخطط الأمريكي بملء الأفواه.

(لا)، مؤسسة على فعل من جنسها يلقي بالثقل العربي كله لحماية حجر الدمينو الأول من الانهيار.

(لا)، تتوقف عن التمني، والتملص، وأحاديث الخدر عن السلام الأمريكي، والحرية الأمريكية، والرغيف الأمريكي الذي ينتزع من هذه الأمة إرادة الحياة.

كثيراً ما نعذر قادة هذه الأمة بالعجز، ومع أن العجز لم يكن إلا نتاج مقدمات هم المسؤولون عنها، إلا أنه يبقى بعض العذر حيث لا ينفع التلاوم والتثريب.

أما اليوم، فإننا نقدر أن بإمكان المجتمعين في شرم الشيخ أن يفعلوا الكثير. وهم حين يترددون أو يتلجلجون فلن يكونوا إلا (براقش) التي جنت على نفسها بالأمس البعيد.

1 / 3 / 2003