برق
الشرق
شكراً
C . N .
N
شكراً
للمخلص
مع
ساعات الفجر الأولى ليوم الاثنين 7/4
وزعت وكالة الأخبار الأمريكية C
. N . N صوراً للمخلص
الأمريكي وهو يقتحم البيوت في ضواحي
بغداد بيتاً بيتاً. كانت الصور ناطقة
بالوفاء بالوعد الأمريكي في بذل
الخلاص والتحرير للشعب العراقي
المنكود والمنكوب بالاستبداد.
يدخل
الجنود الأمريكيون المدججون بالسلاح
أحد البيوت بعد خلع الباب بأقدامهم،
وأسلحتهم جاهزة للرمي أمام كل نأمة
تريب، يخرج رب الأسرة مواطن عراقي مدني
وقد رفع يديه إلى أعلى، يهم الجنود
باقتحام غرفة النوم،يطلب إليهم
بالاشارة التريث قليلاً، ولا يكادون
يتريثون حتى تخرج الأم أيضاً امرأة
عراقية رافعة يديها أيضاً إلى أعلى، ثم
يخرج خمسة أطفال ما بين الثالثة إلى
العاشرة الدموع على الخدود، والرعب
يسكن كل خلية من خلاياهم، تعابير
الوجوه تخبرك بعمق المحزون من تجربة
التحرير. تصف الأسرة خارج المنزل، ثم
تنقل إليك C
. N . N
لوحة أخرى، لا
بد أن يكون المصور التلفزيوني شديد
النقمة على هذه الأمة، منخرطا في إرادة
إذلالها.. فينقل إليك صورة الأسرة وقد
أمرت جميعاً بأن تجثو على الركب حتى
الطفلة ابنة الثلاث سنوات فصلت عن أمها
لتجثو في طابور الذل.. ويداها مرفوعتان
إلى الأعلى، فمن يدري فلعلها ترمي
الغزاة بقنبلة نووية من التي جاء
الغزاة ليحرروا العراق منها!!.
الصورة
التي وزعتها C
. N . N
يمكن أن يحتفظ بها في أرشيف وثائقي
لتحكي للعالم قصة التحرير الكاذب
والمخادع، لشعب انفرد به أعداؤه تحت
سمع العالم وبصره، وبذرائع واهية لا
تنطلي إلا على السذج والمغفلين.
اللقطة
التفلزيونية /المأساة/ هي حجم مأساة
الأمة في قادة وزعماء ونخب ومعارضات
يصدقون أعداءهم، ويسيرون خلفهم،
ويرددون أقوالهم و يتفرجون على
أفعالهم.
البيوت
التي يقتحمها الغزاة في العراق لا
يجمعها إلا عنوان واحد، هو أنها بيوت
عراقيين لم يقرق الغازي بين موال
ومعارض، ومدني وعسكري، وعربي وكردي
،وسني وشيعي.
الصواريخ
الأمريكية طالت بالأمس، وعن طريق
الخطأ، وما أكثر
الأخطاء في هذه الحرب الخطأ، شقيق
مسعود البرزاني والعشرات من الموالين
الأكراد !! ولهؤلاء الموالين من الذين
فقدوا بوصلة الانتماء الحقيقي نقول: لو
رآكم صلاح الدين! لو رآكم أسد الدين
شيركوه ! لو رآكم عماد الدين زنكي ! أو
نور الدين الشهيد..!
وللمتفرجين
على الحرب نقول ما قاله الامام علي
عليه السلام :الجهاد باب من ابواب
الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه .نعم
لخاصة أوليائه ،وليس للقاعدين أو
المثبطين عنه .
8
/ 4 / 2003
|